رسالة حمدوك للشباب بقلم ⁨نورالدين مدني

09:22 PM April, 05 2020

سودانيز اون لاين
نور الدين مدني-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر

كلام الناس


لست من أنصار تضخيم الأفراد مهما كانت أدوارهم في الحياة العامة، وقد انتهى عهد الأساطير والشخصيات الكاريزمية في ظل سيادة عصر الشعوب، إلا أن الحوار الذي أجرته مجلة "الأمانة" بمجلس الوزراء مع الدكتور عبدالله حمدوك رئيس الوزراء بواسطة فوزية محمد صالح - محمدعبدالعزيز - د. محمد حامد الفكي وليمياء العوض وأعادت نشره"السوداني"في عدد الإثنين الماضي إستوقفني بما فيه من رسائل مهمة.
لن أتناول ماجاء في الحوار عن حياته المجتمعية والدراسية والمهنية في السودان والخارج، لكن لابد من الوقوف أمام فترة تأسيسه مع اخرين رابطة أبناء جنوب كردفان وهو في العام الدراسي الأول بجامعة الخرطوم برئاسة المناضل الشهيد يوسف كوة، وتأكيده بأنهم منذ ذلك الوقت ينسبون الناس لمناطقهم وليس إلى قبائلهم
الإضاءة الثانية التي وقفت عندها قوله أن أكثر ما أعجبه في شعارات ثورة ديسمبر الشعبية" ياعنصري ومغرور كل البلد دارفور" الأمر الذي يؤكد توجهه القومي وإيمانه بأهمية تحقيق السلام في كل ربوع السودان.
لذلك لم يكن من المستغرب تأكيده بأن غيابه الجسدي عن السودان لم يجعل السودان يغيب عن وجدانه، مثله مثل كل السودانيين الذي دفعتهم الظروف المختلفة للخروج منه والحياة في بلاد أخرى.
لهذا كان من الطبيعي أن يختار الإستجابة لنداء الوطن وفي خاطرة ترتسم تضحيات الشهداء والجرحى والمفقودين .. ولم يعد أمامه مجال للمقارنة بين الوقوف مع السودان وأهله وبين الوظيفة المرموقة في الامم المتحدة - حسب إفادته في ذات الحوار.
تضمن الحوار كما ذكرت جوانب مختلفة عن تأريخه العامر لكن الذي لفت نظري أكثر رسالته للشباب الذين نجحوا في إنجاز ثورة ديسمبر الشعبية ولأنهم بالفعل نصف الحاضر وكل المستقبل.
في خواتيم الحوار جاءت هذه الرسالة الأهم للشباب وهو يقول لهم : أنجزتم أعظم ثورة في تأريخ السودان المعاصر فلابد من حراستها وأن لاتغيب عن أعينكم القضية الجوهرية التي تنتظركم وهي أن نبني سوياً دولة حديثة نفتخر بها جميعاً.
مضى حمدوك قائلاً : نحن في حاجة لضم قوانا وحشد طاقاتنا للإنتقال من مرحلة إسقاط النظام إلى مرحلة بناء الدولة الحديثة الديمقراطية لأننا تجاوزنا مرحلة إسقاط النظام السابق وأمامنا تحديات البناء .
أكد حمدوك مجدداً أهمية الحفاظ على وحدة الصف وعلى جذوة الثورة متقدة وقال : كلي ثقة بأن هذا الشعب العظيم قادر على استكمال ثورته والسير بها نحو تحقيق السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان وتنزيل الديمقراطية على أرض الواقع وبسط العدالة ورفع المظالم ومحاربة الفساد والمفسدين وتامين الحياة الحرة للمواطنين في السودان.

Image