فلنأخذ بحكمة صينية في زمن الكورونا: العودة للديار بمزيج الحزن النبيل والفخر الجميل! بقلم : د. ياسر

فلنأخذ بحكمة صينية في زمن الكورونا: العودة للديار بمزيج الحزن النبيل والفخر الجميل! بقلم : د. ياسر


04-04-2020, 06:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1586020494&rn=0


Post: #1
Title: فلنأخذ بحكمة صينية في زمن الكورونا: العودة للديار بمزيج الحزن النبيل والفخر الجميل! بقلم : د. ياسر
Author: د. ياسر محمود
Date: 04-04-2020, 06:14 PM

06:14 PM April, 04 2020

سودانيز اون لاين
د. ياسر محمود-الصين
مكتبتى
رابط مختصر






يوم 4 أبريل، في مثل هذا اليوم من كل عام تحتفي الأسر الصينية بيوم ذكرى الموتى تشنغمينغ (الصفاء) حيث يتذكرخلالها الصينيون من مضى من أسلافهم. أما في هذا العام، فهنالك فرق كبيرجداً، إذ تتزامن ممارسة تقاليد هذه الذكرى هذا العام والبلاد الصينية تشهد خواتيم معركة بقاء الإنسان حياً ضد جانحة فيروس كورونا المستجد والتي هزت العالم بأثره ،وفي الأصين وحدها أدت إلى موت نحو 3000 مواطناً صينياً .
في ضوء هذا الواقع المأساوي ، أعلن المكتب العام لمجلس الدولة الصينية تخصيص لحظة إحياء ذكرى الموتى كموقف وطني تكريما لجميع الأرواح التي ذهبت بسبب كوفيد-19 ،وعلى وجه الخصوص العاملين بالحقل الطبي الذين ضحوا بحياتهم وهم يتدافعون في الخطوط الأمامية منذ بدايات حملة المكافحة.
في الساعة العاشرة من صباح الرابع من ابريل من هذا العام في مرة نادرة، تم إنزال جميع الأعلام إلى منتصف صواريها وأصدرت المركبات الرسمية والقطارات والسفن وأجهزة الإنذار المضادة للطائرات أصواتاً لمدة 3 دقائق. أما المواطنون الذين كانوا في مكاتبهم أو هؤلاء لمتواجدين في الأماكن العامة خلال ذلك الوقت فقد إلتزموا الصمت حداداً لمدة 3 دقائق. إنها لحظات لن تُنسى من الذكرى الحزينة الممزوجة بالتقدير والروح الوطنية الجامعة و التي لم يوجد لها مثيل على الصعيد الوطني الصيني إلا قليلاً حيث حدث آخرها في 19 مايو 2008 تكريما لضحايا زلزال سيتشوان آنذاك.
وفي جانب آخر، مع استمرار الحملات ضد فيروس COVID-19 في الصين وحول العالم ، نصحت حكومة بكين السكان بعدم العودة إلى مسقط رأسهم ، على الرغم من اهمية تقاليد العودة إلى ديارهم لممارسة مراسم يوم الصفاء خاصةً زيارة مقابر الأقارب أثناء العطلة، نصحتهم لكنها لم تمنعهم، فإلتزم الجميع طواعيةً وبالطبع ، بات من المعروف لأي شخص يغادر مكان سكنه مسافراً لمكان آخر بالصين ن يتم فحصه عند عودته للكشف عن حالته الصحية وتطبيق الحجر الصحي لمدة 14 يومًا وقايةً لنفسه والآخرين. عليه، تتخذ الحكومات المحلية في المدن الصينية ومن ضمنها حكومة بكين حالياً إجراءات وقائية إحترازية ضد الموجة الثانية من جانحة كورونا الخطيرة، حيث سُمح مؤخراً لسكان بكين الذين كانوا محاصرين في ووهان بالعودة لديارهم مع الإلتزام بتدابير الحماية المعلنة على الملأ.
ختاماً، ولحفظ حقوق الملكية الفكرية وللأمانة، كنت قد استأذنت سعادة القائم بأعمال سفارة السودان لدى الصين وله الشكر والتقدير ان أنشر الصورة المرفقة مع هذا المقال (والتي كان قد نشرها على حسابه بالويشات)، ليس فقط تعبيراً عن تأكيد وقفتنا التضامنية مع شعب الصيني الصديق وبالتالي مردود لنا في رصيدنا المعرفي التراكمي، بل لأنها ايضاً من اللحظات الحزينة الممزوجة بالفخر والاعتزاز وروح الإنتماء التي نادراً ماتتكرر بهذا المزيج المعبّر عن التقدير الحقيقي لقيمة مجهودات المخلصين من ابناء الوطن الذين ذهبت ارواحهم فداءاً لأهلهم وبقيت أعمالهم وتضحياتهم شاهدة لهم في الحياة الدنيا... ليتنا نتعلم من مثل هذه المواقف العظيمة في بلادنا العزيزة افراداً وكيانات، و نحن هنا -قياماً بواجب الحد الأدنى- نوثق لها بالقلم و الصورة بما يستحق أبطالها.

توضيحات لابد منها :
- يوم 4 شهر 4 من كل عام، يوم ذكرى رحيل الموتى (الصفاء)، وهو من التقاليد والعادات الاجتماعية الصينية التي يحرص الشعب الصيني عليها، فمفردة الرقم "4" تقترن بمفردة "موت" للتشابه بينهما عند نطقهما باللغة الصينية. .
- في الصورة المرفقة عبارات لأهميتها نترجمها كالتالي: (العلم الوطني السوداني تم إنزاله إلى منتصف السارية تضامنا مع الصينيين الذين شيعوا الأبطال الذين ضحوا بحياتهم في المعارك ضد تفشي فيروس COVID-19 وتقديراًللمواطنين الذين فقدوا حياتهم.) في هذه الصورة يظهر علم السودان وقد تم انزاله في 2020.4.4 الى منتصف السارية تضامنا مع الصين التي شيعت الابطال الذين ضحوا بحياتهم في المعارك ضد تفشي فيروس جانحة COVID-19 وتقديراً للمواطنين الذين فقدوا ارواحهم.
- الصورة المرفقة الثانية لموقع الــ QQ في 4 أبريل 2020م يوم الصفاء الصيني وهو مكتسياً اللونين الأبيض والأسود فقط كوقفة حداد تقديراً لأبطال مكافحة إنتشار فيروس كورونا المستجد، وهو مؤسسة صينية رائدة في عالم الشبكات و البرمجيات  ، ومن منتجاته تطبيق QQ  الذي يمكن إعتباره بمثابة الأخ التوأم لتطبيق الـ Wechat   والذي بدوره يعتبر منصة تواصل إجتماعي إقتصادي واسعة الإنتشار بين أفراد الشعب الصيني و مؤسسات الصين الرسمية و كثير من المستخدمين الأجانب في الصين وحول العالم.
.

للتواصل: mailto:[email protected]@outlook.com