الأبــــــواق الغيـــــر مســــــــــئولة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

الأبــــــواق الغيـــــر مســــــــــئولة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


04-04-2020, 03:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1586009493&rn=0


Post: #1
Title: الأبــــــواق الغيـــــر مســــــــــئولة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-04-2020, 03:11 PM

03:11 PM April, 04 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

الأبــــــواق الغيـــــر مســــــــــئولة !!

طبول جوفاء لا تملك إلا تلك الأصوات الخاوية المنفرة .. تجيد الشقاق بين أبناء السودان بقدر غير مسئول !.. الخير في سكوتها أكثر من الخير في كلامها .. وأصحابها في المواصفات يماثلون ( هوام المغيرب ) .. وهي تلك الهوام التي تزعج الناس بأصواتها في عتمة المغيرب ولا ترى بالعين .. هوام مجهولة الأصل لا تجذب الاهتمام .. ولا تدخل في خانة الأهمية .. ودائماُ تمثل تلك الطلاسم المبهمة .. حيث لا يعرف الناس الكثير عن كنهها ،، هل هي تلك الحشرات النكرة ؟؟ .. أم هي تلك الطيور الوجلة ؟؟ .. أم هي تلك الوطاويط القذرة ؟؟ .. أم هو ذلك ( البوم ) الخجول ؟؟ .. وبالمحصلة هي هوام جبانة لا تتجرأ بالتواجد تحت الأضواء .. وكافة الإشارات تؤكد أنها ضعيفة عند مواجهات التحديات .. ولذلك هي دائماُ تحتمي بالظلام .. وآثارها مجرد أصوات خافتة تزعج بكثرة الترددات .. ورغم ذلك فهي أصوات دائما لا تجد اهتمامات الناس .

الحادبون المخلصون من أبناء الوطن دائماُ يبكون على أحوال الوطن المتردية .. وهؤلاء ( الهوام ) دائماُ يبكون على أهوائهم تلك المريضة العقيمة الواهية الفارغة !.. ومن محاسن الصدف أن هؤلاء الحادبين على مصلحة السودان الكبرى يشكلون الأغلبية العاقلة المثقفة في تركيبة المجتمع السوداني .. بينما أن هؤلاء ( الهوام ) يشكلون ذلك النشاز الذي يفقد الوزن .. ولو لا أن الأمر كذلك لكانت المصيبة كبيرة للغاية !.. وتلك الحقيقة النسبية لا تنفي تواجد أمثال هؤلاء الهمج في تركيبة المجتمع السوداني .. هؤلاء الهمج الذين لا يجيدون في الحياة إلا تلك المناكفات .. ولا يجيدون إلا البحث عن أطراف حتى يبدؤوا في التهجم والسباب والشتائم .. ويجري عليهم ذلك المثل الذي يقول : ( أقوام لا ينتشون إلا عند الخراب !! ) .. حيث يهدرون الأعمار في تلك المناكفات الجانبية الفارغة .. والحياة لدى هؤلاء مجرد عداوات وخصومات وشتائم وسباب !.. ولا يعرفون في أساليبهم معاني العفو والتسامح والتناسي .. ويصدق من يصفهم بأنهم جماعات من الأشخاص ( ضيقي الآفاق ) .. أشخاص لا يجيدون إلا تلك الحماقات التي تباعد البين في ساحات السودان .. ولا يرون في الآخرين الذين يخالفونهم في الاتجاهات والآراء إلا مجرد أعداء يستحقون السباب والشتائم !.. وتلك صفة من صفات الشعوب البدائية .. حيث العداوة وإظهار الضغائن المكنونة في الصدور طوال السنوات والسنوات !.. وفي مجال المواقف السياسية المتباينة فإن هؤلاء ( الهوام ) لا يعرفون إلا ذلك الأسود وإما ذلك الأبيض .. ولا يفقهون المزيد من ألوان المرونة التي تعطي وتأخذ !.. وبالتالي لا توجد في قواميسهم كلمات العفو والتسامح !!.. ولذلك فهؤلاء ليلاُ ونهاراُ يزاولون نفس المناسك المعهودة التي كانت سائدة لثلاثين عاماُ الماضية .. حيث مازالوا يكيلون السباب والشتائم لأطراف دون أسباب تستوجب ذلك .. والمصيبة الكبرى أن هؤلاء يرون السباب والشتائم والتهجم والإساءات هي من بطولات الرجال !!. وهي غير كذلك في حقيقة الأمر .. فتلك الأساليب لا تليق إطلاقاُ بأناس يعايشون العصر والحضارة .. بل هي أساليب تسقط هيبة ومقام أصحابها في الحضيض .. وتؤكد أن من يفعل ذلك هو متخلف وضحل في عقله وتفكيره .. ومفلس في مقدراته عند التعامل مع الآخرين .. والعقلاء يقولون أن الحياة ليست كلها مناكفات وسجال وشتائم وسباب وحروب كلامية !.. بل لا بد من هدنة ومن وقفات عقلانية تليق بمقام الرجال .

جاء الوقت ليخرج هؤلاء البسطاء من قوقعة الخزعبلات والشتائم الفارغة .. حيث أن تلك الأساليب الساقطة لا تفيد السودان ولا تفيد الشعب السوداني في لحظة من اللحظات .. ولا بد من التوقف عن تلك المناوشات الجانبية التافهة الفارغة التي لا تقدم ولا تؤخر !.. وخاصة والآخرون في أطراف النزاع قد توقفوا عن تلك الحروب الكلامية منذ فترة طويلة .. حيث قد امتنعوا عن حالات الكيل بالكيل والتهجم بالتهجم من منطلق ردود الأفعال .. والعاقل من أبناء السودان هو من يتجاوز تلك المرحلة التي كانت ذات يوم .. حيث المناوشات تلو المناوشات .. ويضع حداُ لتلك المرحلة المظلمة الكئيبة .. ولا يليق بالعقلاء أن يلوكوا تلك السيرة الماضية طوال السنوات لدرجة الغثيان !,, ولسان حال العقلاء من الناس يقول : يكفي أن يعترف الجميع بأن الخلافات والاختلافات هي من سنن الحياة .. حيث لا يمكن أن تتطابق الأهواء والأفكار لدى كل الناس وفي كل اللحظات .. فالناس أفكار واتجاهات .. والسياسة مواقف ومواقف .. والجاهل هو من يهدر الحياة كلها باحثاُ عن النزاعات والخلافات .

الشعب السوداني يقول لهؤلاء : كفاكم تداول تلك المناكفات والسجال التي دامت لأكثر من ثلاثين عاماُ .. وقد جاء الوقت لتخرجوا من تلك الدائرة العقيمة الفارغة التي لا تكل ولا تمل عن مهاجمة البعض بتلك الألقاب والكنيات السخيفة .. وليعلم الجميع أن رسالة الشعوب ليست محصورة فقط في تلك الحروب الكلامية طوال السنوات والأعمار .. بل لا بد من تخطي تلك الحالة المزرية التي لا تقدم ولا تؤخر في قضايا الأمة .. وهنالك مهام أخرى كثيرة في انتظار الشعب السوداني غير تلك العداوات ,, وهي تلك المهام الضرورية لتمهيد وبناء الدولة الحديثة ( سودان الغد ) .