محجوب شريف فخامة الإسم وتواضع الإنسان .. بقلم نضال عبدالوهاب

محجوب شريف فخامة الإسم وتواضع الإنسان .. بقلم نضال عبدالوهاب


04-02-2020, 04:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585841284&rn=0


Post: #1
Title: محجوب شريف فخامة الإسم وتواضع الإنسان .. بقلم نضال عبدالوهاب
Author: نضال عبدالوهاب
Date: 04-02-2020, 04:28 PM

04:28 PM April, 02 2020

سودانيز اون لاين
نضال عبدالوهاب-USA
مكتبتى
رابط مختصر




في هذا السودان الكثير من النماذج التي تحتاج أن تُخلد ذكراهم لإسهامهم المتميز في مختلف المجالات ولما قدموه لوطنهم إبداعاً وإلهاماً وفكراً وشاركوا في تطريز وجداننا بحب تراب هذا البلد ( السودان العظيم ) .. و محجوب شريف واحد من الناس ديل دون أدني شك ..
محجوب شريف كان أحد من تحول شعره إلي وقود يُغذي لهيب الثورات ضد الأنظمة الديكتاتورية في السودان وضد الظلم الإجتماعي وضد العنصرية وكل ما هو لا إنساني ..
وكما قال هو بنفسه أنه قد دفع ثمن نضالاته ضد الأنظمة القمعية والديكتاتورية إعتقالاً وسجناً وتشريداً .. فقد صارع في حياته بالكلمة والفعل الجاد ثلاثة من أنظمة الطغاة والعسكرين في السودان ما قبل أكتوبر في نظام عبود ثم مايو إلي عهد طواغيت وهكسوس وفاشيست ونازية العصر الحديث ( الكيزان ) ..
وقد إنتقلت روحه قبل أن يشهد جسداً رحيل اسوأ نظام حكم قد مرّ علي السودان منذ نشأته ..
ولكنه وحتي لحظات قبل رحيله من علي فراش المرض ظل يُنافح النظام بكلماته ويُبشر بزواله وكان يتنبأ ويشوف في البعيد أن المستقبل لجيل الثورة والأطفال المولودين في ظل القهر وزمان دولة الجلادين ! ..
محجوب شريف ومع كل إيمانه العميق بالديمقراطية والحرية ولهما كتب وناضل كل حياته إلا أنه كان شديد الإيمان برفع الظلم عن الفئيات الضعيفة في المجتمع ومع كل الفقراء والبُسطاء والكادحين من الصارخين بتحقق العدالة الإجتماعية في السودان .. كان ضد الحرب ومع السلام رُغم شديد قناعته بعدالة القضايا التي نتجت عنها الحرب في الجنوب والشرق ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة .. فقد كان نصير كل المهمشين في السودان التواقين لتحقيق العدالة الإجتماعية فيه ورفع الظلم ..
ولا أجد شخصاً قد إهتم كذلك بحقوق المرأة في السودان السياسية والإجتماعية كمحجوب شريف ..
ومع كل هذا الزخم الذي أنتج شخصية محجوب شريف والذي أعطاه القبول ومحبة الناس و فخامة الإسم إلا أنه كان شخصاً كثيف التواضع يجلس إليك كصديق و يُحدثك بلطف ومحبة .. وكان كريماً علي كل الكفاف الذي كان يعيشه .. إذا زُرته وفي بالك فقط السلام والإطمئنان عليه تجده يحلف عليك ( ياخ عليك الله قيِّل معانا ) ( طيب سمح اقعد افطر الاكل جاهز ) ( لازم تشرب القهوة وأسويها ليك بنفسي .. إنت قايلني ما بعرف أعملها .. ياخ أنا بعمل احسن قهوة ) .. يستقبلك تحت ضُل شجرته الظليلة في السياج أو الراكوبة كما كان يسميها في فناء حوش بيته المتواضع كحاله أو في صالونه الممتلئ دوماً بالضيوف وأصدقائه الكُثر .. وصوت ضحكته يتعالي في المكان ويقدمك لحدي باب الشارع مودعاً .. عاش سنواته الأخيرة بمصحابة جهاز التنفس الصناعي والذي يجاور سريره .. فقد أربك التعب هذا الصدر الجميل العاشق للبلد وترابه وإنسانه ..
كتب في أواخر حياته ..
أموت لا أخاف كيفما يشاء لي مصيري ..
أموت لا أخاف قدر ما أخاف أن يموت لحظةً ضميري ..
عاش حي الضمير مُستيقظ الإنسان ثورياً بسيطاً ثم أرتحل ..
رحمك الله يا ( عم محجوب ) رحمة واااااسعة في ذكري رحيلك السادسة ..
2 أبريل 2020 ..
نضال عبدالوهاب ..