الفلسفة لا تجدي كثيراُ في تحقيق المآرب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

الفلسفة لا تجدي كثيراُ في تحقيق المآرب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد


04-01-2020, 07:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585722512&rn=1


Post: #1
Title: الفلسفة لا تجدي كثيراُ في تحقيق المآرب !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 04-01-2020, 07:28 AM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

الفلسفة لا تجدي كثيراُ في تحقيق المآرب !!

حين يعجز العاجزون عن إقامة الحجة بالحجة يراوغون ليثبتوا النظرية .. ويظنون الضحالة في عقول الآخرين .. وهم أكثر الناس ضحالة فوق وجه الأرض .. والبعض من هؤلاء ( العلمانيين ) بمنتهى الفلسفة الفارغة يجتهد ليقول أن الإسلام لا يعدل بين فئات المجتمع !.. ويزعمون بغباء شديد أن العلمانية هي التي تعدل وتساوي بين الفئات في المجتمع الواحد !.. وتلك كذبة وفرية ما بعدها كذبة .. ونفاق ما بعده نفاق .. ورياء ما بعده رياء .. وهؤلاء بخبث شديد يتعمدون في تشويه صورة الإسلام .. وبمنتهى الجهالة والبلاهة يقولون أن الإسلام يمنع الوفاق والاتفاق بين فئات المجتمع السوداني .. وإذا كان ذلك العلماني بمنتهى السهولة والإسفاف يحكم بأن العدالة لا تكون إلا بتطبيق العلمانية في البلاد فإن ذلك المسلم بنفس القدر يحكم ويقول أن العدالة والإنصاف لا يكون إلا بالإسلام .. والإسلام يمثل عدالة السماء ولا يمثل عدالة البشر .. وشتان بين عدالة وعدالة .. والحكم في نهاية المطاف ليس بمجرد تلك الألسن التي تجتهد لتفضل العلمانية .. لأن صاحب اللسان هو بشر كالآخرين وكلامه ليس بذلك المنزل المقدس .. وحتى ولو جلس هؤلاء العلمانيين ألف سنة يعددون محاسن العلمانية فإن ذلك لا يثني عزيمة المسلم .. ولا يفكر هؤلاء أنهم أفهم وأعقل من الآخرين .. وتلك العلمانية في الأول والأخير من صنع وأفكار البشر .. بينما أن الإسلام هو منزل من السماء .. ولا يعقل في يوم من الأيام أن البشر أعدل من رب السماء !. والخلاصة أن العلمانية دائما عبر التاريخ تجتهد لإقصاء الإسلام عن الساحات في بلاد العالم !!. وفي نفس الوقت هي تمثل منتهى الإقصاء لأي فكر من الأفكار التي لا توافق منطلقات جهة من الجهات المتسلطة على السلطة في البلاد .

هؤلاء حين يعجزون عن المقارعة وإقناع الناس في قبول العلمانية يتهربون عن ساحات التحدي ليقولوا : ( أن هؤلاء الذين يعارضون العلمانية لا يعرفون معنى العلمانية !!) .. والشعب السوداني يقول لهؤلاء العلمانيين وأمثالهم لا تتفلسفوا كثيراُ فنحن نعرف جيداُ ( معنى العلمانية ) .. وفي نفس الوقت نحن نعرف جيداُ ( مقاصد ونوايا العلمانيين ) حين يبذلون تلك المقولة .. وهي تلك المقاصد التي تجتهد في محاربة الإسلام بطريقة مبطنة وخبيثة .. ولا تسري تلك الحيلة على الشعب السوداني .. وهو ذلك الشعب الذي لا ينطلق في الحكم على العلمانية من مجرد الأوهام ,, ولكنه ينطلق من تلك التجارب العديدة السابقة مع العلمانية في داخل البلاد وخارج البلاد .. وهي تلك التجارب التي أثبتت بأن العلمانية ليست بالعادلة والمنصفة كما يدعي هؤلاء كذباُ وزوراُ .. وفي السودان كانت مراحل الحكم في معظمها علمانية منذ استقلال البلاد .. ورغم ذلك فإن تلك العلمانية المزعومة لم تحقق ذلك الوفاق والاتفاق بين فئات المجتمع السوداني في لحظة من اللحظات .. وعليه يقول الشعب السوداني لهؤلاء : لا توهموا أنفسهم بتلك الفلسفة الفارغة .

وكذلك فإن تجارب العلمانية كثيرة في بلاد العالم .. فهي تلك العلمانية التي أعطت مطلق الحق لنظام سلطوي ديكتاتوري بدولة مصر المجاورة منذ خمسينات القرن الماضي .. وذلك دون أن تعطي الفرصة لكافة أفراد الشعب المصري .. وفي نهاية المطاف كان حكم ذلك الدكتاتوري حسن مبارك الذي حكم البلاد لأكثر من 40 عاماُ .. وهي تلك العلمانية التي أعطت الحق لآل ( الأسد ) بدولة سوريا .. وذلك دون أن يعطي الحق لباقي أفراد الشعب السوري !.. وهي تلك العلمانية التي أعطت الحق لعلي زين العابدين أن يكون هو الأول والأخير في حكم تونس لسنوات طويلة دون أن يعطي ذلك الحق للآخرين من أفراد الشعب التونسي .. وهي تلك العلمانية التي أعطت الأحقية لنظام ديكتاتوري بدولة ليبيا المجاورة ليحكم القذافي لأكثر من 42 عاماُ دون أن تعطي الحق للآخرين من أفراد الشعب الليبي .. وهي تلك العلمانية التي أعطت الحق لعلي عبد الله صالح ليحكم اليمن منفرداُ دون أن يعطي الحق لأفراد الشعب اليمني لأكثر من 33 عاماُ .. وبعد كل تلك التجارب الفاشلة مع العلمانية لسنوات طويلة في الداخل والخارج يأتي البعض من هؤلاء ثم يجتهد ويتفلسف ليقول أن العلمانية هي العدالة في العالم .. أية عدالة وأية بطيخ يا هؤلاء المتوهمين ؟؟.. والعدالة لا تكون إلا عن طريق صناديق الاقتراع التي ترجح كفة العلمانية أو ترجح كفة الإسلام .. والعلمانيون دائماُ يتهربون من فكرة الصناديق والاقتراع .. وذلك لأنهم يعرفون أوزانهم جيداُ لدى الشعوب .. فلماذا يجتهد البعض من هؤلاء ليتلاعب بعقول الشعب السوداني ؟؟ .. وهو ذلك الشعب الذي يعرف تلك الألاعيب لسنوات طويلة .. وتلك المحاولات استهتار منهم بمعتقدات الأمة المسلمة المؤمنة بالسودان .. وهي محاولات تجتهد لتمرير تلك الأجندات الخبيثة .. والدليل على أن العلمانية ليست عادلة ولا تعطي المجال للآخرين هو ذلك التشدد في رفضهم لمجرد عبارة صغيرة في دستور البلاد تقول ( الإسلام مصدر من مصادر التشريع ! ) .. ( سبحان الله ) أنظروا بالله عليكم لخبث هؤلاء الناس !! .. كيف أنهم بمنتهى العنجهية والتكبر يرفضون ( كلمة ) صغيرة ترضي الأغلبية المسلمة في البلاد !!.. ويبررون تلك الفعلة الشنيعة بحجة ترضية الأقليات !! والشعب السوداني يعرف جيداُ بأن الهدف من ذلك هو فقط محاربة الإسلام في نهاية المطاف !.. وتلك حقيقة يعرفها المسلمون في كل أرجاء العالم .. وهي حقيقة تفضح نوايا هؤلاء العلمانيين مهما يراوغون ويتفلسفون بتلك الفلسفات الفارغة !. والإسلام أقوى من ذلك كثيراُ ولا يحارب بتلك الصورة الضحلة إطلاقاُ .. حتى ولو تم إعلان ( العلمانية ) في البلاد في يوم من الأيام فإن تلك الدائرة سوف تدور حتى يستعدل السرج وحتى تتحقق أمنيات المسلمين في نهاية المطاف .. ولا يصح إلا الصحيح مهما تطول تلك الأزمان .. ومهما تشتد تلك المؤامرات .