موسم ناجح أو ما ناجح ماذا ينيب الشعب السوداني ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى

موسم ناجح أو ما ناجح ماذا ينيب الشعب السوداني ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى


03-31-2020, 06:06 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585631172&rn=1


Post: #1
Title: موسم ناجح أو ما ناجح ماذا ينيب الشعب السوداني ؟؟ بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-31-2020, 06:06 AM
Parent: #0

06:06 AM March, 31 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

موسم ناجح أو ما ناجح ماذا ينيب الشعب السوداني ؟؟

كالعادة يفرح البعض وكأن الفرج في الطريق حين ينجح الموسم الزراعي في البلاد .. وهو يجهل أن ذلك النجاح سوف لن يبدل إطلاقاُ حياة الشعب السوداني .. والتجارب لستين عاماُ هي التي تقول ذلك .. ونقول لهؤلاء الذين يبشرون في الفضائيات : ( ماذا سيلحق الشعب السوداني من ذلك النجاح ؟؟ ) .. وهو ذلك النجاح الذي سوف يكون لأهله من المزارعين وتجار المحاصيل .. أما عامة الشعب السوداني فإن ذلك النجاح لن يطيله بمثقال ذرة من الرخصة والرخاء في حياته !!.. وكالعادة بدأ هؤلاء يوجعون الرؤوس في القنوات الفضائية المحلية عن ذلك النجاح الكبير لموسم ( القمح ) بمشروع الجزيرة .. ويمارسون نفس ذلك الكلام الممجوج المعهود في أبناء السودان في الماضي وفي أيام نظام الإنقاذ البائد .. وبالطبع فإن مثل تلك التباشير تفرح الكبار والصغار بالفطرة .. ولكن يعلم الجميع بالتجارب السابقة أن نجاح المواسم الزراعية لا يبدل ولا يحول حياة الإنسان السوداني إلى الأفضل والأحسن إطلاقاُ .. بل تلك الوتيرة المتواصلة من الأوجاع والغلاء لأكثر من ستين عاماُ .. والسودان هو ذلك البلد الذي ينوء بأهل الجشع والطمع والسماسرة ( الفجرة القتلة ) .. وحين يسمع الشعب السوداني بنجاح الموسم الزراعي في البلاد يسأل نفسه فوراُ : ( هل ستنخفض أسعار السلع في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ ) .. والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل سترخص أسعار الخبز في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ .. والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل سترخص أسعار الدقيق في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ .. والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل سترخص أسعار اللحوم في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟.. والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل سترخص أسعار الفواكه في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل سترخص أسعار الأدوية في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل ستنخفض رسوم الخدمات في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل ستنخفض قيمة الإيجارات في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل ستنخفض رسوم الدراسة في المدارس والجامعات ورياض الأطفال بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل ستنخفض أجور وتعريفة المواصلات في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. وهل ستنخفض أسعار كذا وكذا في البلاد بعد نجاح الموسم الزراعي ؟؟ والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. فإذا كانت تلك الأحوال سوف تظل كما هي بعد نجاح الموسم الزراعي فما الفائدة من ذلك التطبيل في القنوات التلفزيونية ؟؟ .. ولسان حال الشعب السوداني يقول لهؤلاء الطبالين في الفارغة كم وكم من تلك المواسم الزراعية الناجحة لمحصول القمح التي مرت بالبلاد منذ الاستقلال ؟؟ .. فهل أحس الشعب السوداني يوماُ أنه نال قدراُ من الرخصة والرخاء في لحظة من اللحظات ؟؟ .. والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) . وهل انخفضت أسعار السلع الضرورية والخدمات في السودان في يوم من الأيام منذ استقلال البلاد ؟؟ .. والإجابة : ( كلا وألف كلا !! ) .. والمعروف للكبير والصغير أن تلك الأسعار في السودان حين ترتفع لا تنخفض إطلاقاُ مرة أخرى حتى قيام الساعة !.. فذلك الأمر من سابع المستحيلات في بلد المهازل .

الشعب السوداني يستطيع أن يقسم بالله صادقا وجازماُ بأن مواسم الزراعة الناجحة لن تفيده بالرخاء والهناء في لحظة من اللحظات .. وحياة الجحيم سوف تظل هي حياة الجحيم .. وسوف تلاحق الشعب السوداني في كل الأحوال .. في حال فشل المواسم الزراعية وفي حال نجاح المواسم الزراعية !!.. وتلك المواسم الزراعية الناجحة قد تكون نافعة للخاصة من المزارعين وتجار المحاصيل والسماسرة .. وفي نفس الوقت لا توجد في السودان تلك الحكومات الناجحة الرشيدة التي تدعم وتشتري تلك السلع الضرورية ( مثل القمح ) عند اللزوم لتبيعها بأسعار مخفضة للغلابة من فقراء الشعب السوداني .. وخاصة تلك الفئات الغير قادرة على مجابهة الحياة والظروف القاسية .. وعليه فإن الشعب السوداني يقول لهؤلاء المتحدثين عن نجاحات المواسم الزراعية : ( أتركونا وشأننا فأنتم أعجز الناس فوق وجه الأرض فهماُ لأحوال وظروف الشعب السوداني !. ) .. وتلك الصورة من التباشير الفارغة معهودة في تجارب الشعب السوداني لأكثر من ستين عاماُ .. وبالتجارب السابقة يقول لكم الشعب : ( حتى ولو تم زراعة كافة مساحات السودان بالقمح شرقاُ وغرباُ وجنوباُ وشمالاُ فإن المحصلة لن تكون سبباُ في رفاهية الشعب !!.. والحصاد في كل الأحوال هو ذلك الغلاء ثم الغلاء ثم الغلاء .. ونتحدى كل من يقول غير ذلك !

الشعب السوداني يقول لهؤلاء الذين يتبجحون في القنوات التلفزيونية المحلية : سوف نعترف فورا بنجاح المواسم الزراعية ونرقص طرباُ حين تقول لنا حكومة من الحكومات ( يا شعب السودان من اليوم فصاعداُ فإن قيمة عشرة رغيفات بمبلغ واحد جنيه سوداني فقط ! ) .. وسوف يعترف الشعب السوداني ويفرح بموسم من المواسم الزراعية الناجحة حين تقول حكومة من الحكومات : ( يا شعب السودان من اليوم فصاعداُ فإن سعر كيلو اللحمة سوف يكون فقط مبلغ عشرة جنيه سوداني !! ) .. وسوف يفرح ويرقص الشعب السوداني بنجاح الموسم الزراعي حين تعلن حكومة من الحكومات وتقول للناس : ( من اليوم فصاعداُ فإن أجرة المواصلات في أي خط من الخطوط داخل المدن السودانية هو مبلغ 2 جنيه سوداني !! ) .. أما غير ذلك من تلك التباشير الفارغة بنجاح المواسم الزراعية فهي لا تؤثر إطلاقاُ في حياة الإنسان السوداني .. فهي تباشير تعد مجرد مضيعة للأوقات .. ولا يفرح بها إلا حفنة من المزارعين والتجار والسماسرة في البلاد .. وتلك صورة قد أصبحت كئيبة وممجوجة مارسها نظام الإنقاذ البائد لثلاثين عاماُ .. ومن قبل نظام الإنقاذ مارستها تلك النظم التي مرت بالبلاد .. ومصير الشعب السوداني دائماُ هو ذلك المصير الأسود المحتوم !