لا مانع من حكم العسكر...حتى نجد منظومة بديلة بقلم ⁨د.أمل الكردفاني

لا مانع من حكم العسكر...حتى نجد منظومة بديلة بقلم ⁨د.أمل الكردفاني


03-28-2020, 03:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585361382&rn=1


Post: #1
Title: لا مانع من حكم العسكر...حتى نجد منظومة بديلة بقلم ⁨د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-28-2020, 03:09 AM
Parent: #0

03:09 AM March, 27 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





انا لا امانع في حكم العسكر إذا لم يكونوا آيدولوجيين (لا يساريين ولا يمينيين).
وحكم الاحزاب اسوأ من حكم العسكر في رأيي...
فكرة الاحزاب نفسها فكرة عقيمة جدا، ويجب إعادة النظر فيها ، فالإحزاب لا تخرج عن نوعين: آيدولوجية (يسارية، يمينية) ، او سلطوية (مال مثل المؤتمر السوداني أو مال وسلاح مثل المؤتمر الوطني). وهذه كلها لا قيمة لها في وقتنا الحاضر.
يجب إعادة صياغة منظومة الحكم السياسي بدرجة أكثر واقعية وأقل مثالية، لتعبر عن الحقائق على أرض الواقع..
لم يعد مناسباً لعالم اليوم ولا لإنسان اليوم-الإنسان ذو العقل الأداتي- الحديث عبر سرديات تاريخية، كالرأسمالية أو الماركسية أو حتى الليبرالية أو الأناركية أو الإسلامية. لقد اثبت فيروس كورونا الحاجة إلى توجه مختلف، بعد أن انتصرت الرؤى الجماعية قليلا على الرؤى الفردية، ولكنها ستؤوب للعودة بحيث تتعادل الرؤيتان، وتبقى الحاجة للمروق من صراع تلك السرديان الكلاسيكي بنظام سياسي عالمي مخالف للطروحة الديموقراطية التقليدية أو حتى الدكتاتورية التقليدية.
فالأنظمة الديموقراطية فشلت في مواجهة الحالات المستعجلة، ولكنها كسبت تطويراً للفنون والآداب. أما الأنظمة الدكتاتورية فكانت الأكثر سرعة في تخطي الأزمة.
وعموماً، فالديموقراطية الراهنة هي نفسها محل شك كبير، بعد أن أضحى بإمكان الأجهزة العميقة التعامل مع الشعوب كفئران توضع تحت الاختبار العلمي بحيث يستخلص من ذلك نتائج تفيد في توجيه هذه الشعوب. الحرب النفسية وسيكولوجيا الجماهير، والعلوم المساندة (كعلم النفس الإعلامي والسياسي والإجتماعي، وعلم نفس التكنولوجيا والعلوم الإحصائية..الخ). أضحت ادوات قادرة على السيطرة والتحكم. فمن يحاول مثلاً التشكيك في الديموقراطية سوف يتعرض إما لهجوم كاسح أو نبذ شامل، فالأجهزة العميقة تستطيع وضع أفراد أو نظريات أو حتى جمادات داخل قالب قداسي لا يجوز الطعن فيه. في مصر مثلاً هناك كثيرون لا يحبون أم كلثوم، لكنك لا تستطيع أن تجهر بذلك علناً. والقوى المسيطرة تخلق عشرات من أم كلثوم حول العالم.
الاجهزة العميقة هي التي تصنع الأبطال أو تشيطن من يهدد مصالحها، وهي التي تعمل أيضاً على خلق القوى الإقتصادية، أن تصنع مليارديرات جدد أو تدمر مليارديرات سابقين..
لا يمكن إتهام الشعب الأمريكي بما تقترفه حكوماته المتعاقبة ضد الشعوب الأخرى، لكن علينا هنا أن نتساءل عن حقيقة الديموقراطية في أمريكا...وكيف يتم تحريك أو تجهيل الشعب الأمريكي، وهو ما تحدث عنه علماء وفلاسفة أمريكيين تعرضو هم انفسهم لقمع سلطوي كنعوم شومسكي وجون ديوي.
نفس هذا النقد المستمر للديموقراطية الغربية والذي يتم تكميم أفواه كل الصادقين ممن يعلنون الحقيقة كما هي دون خوف هي التي أفضت لتدمير الكثير من المثقفين ومن أهمهم باسكال بونيفاس.
صوت الإبرة:
لا يمكن في ظل الغلبة الرأسمالية مواجهة الأسلحة الإعلامية الضخمة عبر -فقط- النطق بالحقيقة. إن هذا سيكون كصوت سقوط الإبرة في مصنع ملابس. وبالتالي فالديموقراطية تظل دائما هي صوت من يمتلك القوتين (السلطة والثروة). هي ديموقراطية فورد وجنرال موتورز وتسلا وميكروسوفت...الخ...هنا لا يكون لصراخ الإجتماعيين فائدة، لأنه صراخ نابع من حنجرة مشلولة.
لابد -كما اسلفت قولاً في مقالات سابقة- من إعادة النظر في القالب الديموقراطي الجاهز الذي تم تصديره لنا بقداسته ونزاهته الزائفين...