عاصمة الكرة الارضية تحت وطأة كرونا بقلم خليل محمد سليمان

عاصمة الكرة الارضية تحت وطأة كرونا بقلم خليل محمد سليمان


03-27-2020, 08:23 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1585337000&rn=1


Post: #1
Title: عاصمة الكرة الارضية تحت وطأة كرونا بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-27-2020, 08:23 PM
Parent: #0

08:23 PM March, 27 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





تُعتبر مدينة نيويورك، هي زهرة مدائن الارض، وعاصمتها، وصرة الإقتصاد العالمي، فتُعتبر البوابة التي تمر عبرها كل الحركة الإقتصادية، والسياسية، في النظام العالمي الذي نعيشه اليوم، فاصبحت حزينة تحت وطأة الوباء اللعين.

ال Great Depression ،الكساد الإقتصادي العالمي الكبير، بدأ في 1929 من القرن الماضي، وإستمر كل حقبة الثلاثينيات، وبعده دخل العالم في الحرب العالمية الثانية كنتيجة حتمية، فرضت خريطة العالم السياسية، والإقتصادية التي نعيشها حتي اليوم.

بعد الحرب العالمية الثانية بدأت النهضة الإقتصادية، والعلمية، والسياسية، وقطع العالم اشواط بعيدة في التطور، حتي وصلنا إلي ان كلٌ منا يمتلكك مؤسسة إعلامية، يخاطب بها العالم من علي سريره، في اقصى اقاصى الدنيا، او من علي ظهر الدابة التي تقله في الغدو والآصال.

كل هذا الذي دار في العالم من تسعين سنة، ظللنا نقف منه علي الرصيف" فراجة" لا نؤثر، ولا نتأثر به" وكافي خيرنا شرنا".

لا نزال نغرق في الصراع العقيم، صراع الايديولجيا، يمين يسار، وصراع القوميات، و هل البيضة من الدجاجة، ام الدجاجة من البيضة، و قد تحكم فينا الجهل، والفقر، والمرض، لتصبح "الفُرجة" من علي الشاشات مبتغانا، وسلوانا، وكأننا نشاهد سباق للضاحية، او لكرة القدم.

يجب ان نعي خطورة الامر، فكرونا لم يعد مرض يُصيب الاجساد فقط، فهو يُنذر بإنهيار إقتصادي، رهيب، والوضع مُخيف، لدرجة القلق، والتوتُر، فهو تمكن من رئة الإقتصاد العالمي، واحكم قبضته.

المصانع توقفت، الشركات، والبنوك اغلقت ابوابها، الطائرات رابضة علي ارصفة المطارات، حركة التجارة العالمية مشلولة بشكل شبه كامل، الدول اغلقت ابوابها، في حالة لم يشهدها العالم من قبل.

فلنعم ان عالم ما قبل كرونا، لم يعد ذات العالم، فستتغيّر ملامحه شئنا ام ابينا، وستُرسم خريطة جديدة، يمكن ان تؤدي إلي حروب، او فوضى سياسية، علي اثرها سنكون في حقبة جديدة، ستشكل عالمنا الي عقود، حتى يقضي الله امراً كان مفعولا.

الآن لا اقول فرصتنا ان ننطلق مع الآخرين، والجميع سيبدأ من نقطة الصفر، بل اقول هناك دفعة مجانية، ستدفعنا لنقترب من المتسابقين، و نضع لانفسنا موطئ قدم في هذا العالم الجديد، الذي سيتشكل شئنا ام ابينا.

لدينا الموارد الكافية، التي تجعلنا من المؤثرين إقليمياً ،ودولياً، فقط تنقصنا الإرادة، والوحدة الحقيقية، التي تترجمها حاجتنا للإيمان بالحياة، وقدسيتها، لتكون قاسم مشترك بيننا، كأمم، وشعوب.

الفرصة متاحة في ان نتخلى عن امراض الماضي، ولنبدأ بشكل فعلي في تأسيس دولة مدنية حقيقية، والعالم في غمرة الصراع، ونحن في فسحة منه.

نريد عندما يفوق العالم، وتبدأ حرب الحسابات، والارقام، نكون قد إكتملت مؤسساتنا، و وظفنا مواردنا بشكل سليم، لنقول للعالم نحن ها هنا.

هل يمكن ان يتحقق الحُلم، ام سنكون فراجَة لتسعين سنة قادمة؟

دمتم بلا كرونا..

والشاي بالمنقة بيجاي..

خليل محمد سليمان