فيروس كورونا وثقافة العمل عن بعد بقلم د. نصرالدين عبد القادر قروني

فيروس كورونا وثقافة العمل عن بعد بقلم د. نصرالدين عبد القادر قروني


03-20-2020, 02:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584709856&rn=0


Post: #1
Title: فيروس كورونا وثقافة العمل عن بعد بقلم د. نصرالدين عبد القادر قروني
Author: د. نصرالدين عبدالقادر قروني
Date: 03-20-2020, 02:10 PM

02:10 PM March, 20 2020

سودانيز اون لاين
د. نصرالدين عبدالقادر قروني-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




د. نصرالدين عبد القادر قروني
أكاديمي وإعلامي
فيروس كورونا هي مجموعة كبيرة من الفيروسات التي تسبب أمراض تتراوح من نزلات البرد إلى أمراض أكثر خطورة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وتختلف درجة الإصابة لدى البشر باختلاف أنواع الفيروسات نفسها، حيث من الممكن أن تكون الإصابة بالمرض في شكل زكام خفيف، ويمكن أن يصل المرض للمرحلة السريرية الصعبة التي تُصيب الرئتين وتؤدي إلى قصور متعدد لأجهزة الجسم ما يؤدي إلى الوفاة.
أمام هذا المرض الفتاك والذي ينتشر بسرعة لا تحدها حدود إقليمية ولا دولية، ولا يفرق في انتشاره بين بلد متقدم صحيا وآخر متأخر، سعت العديد من الشركات لتقديم حلول وقتية، تتيح للموظفين العمل عن بعد، تجنبا للاحتكاك في بيئات العمل، فيما اتجهت مؤسسات أخرى لمنح الموظفين ساعات عمل مرنة، تتيح له العمل من داخل المؤسسة، ولكن لساعات أقل من الوقت الرسمي، ووفقا لما تسمح به ظروف الوظيفة، ولعل آلية وطريقة العمل عن بعد اتاحت العديد من الفوائد للموظف والمؤسسة على حد سواء.
فقد دحض فيروس (كورونا) نظرية الدوام بشكل ثابت، وجعل نظرية الإدارة بالأهداف يعلو كعبها، ما اتاح للموظف أن يحدد أهدافه ويعمل على تحقيقها عن بعد، كما اتاح له القدرة على إدارة وقته، بما يساعده في تحقيق أهدافه الوظيفية والحياتية. علاوة على سرعة إنجاز الأعمال التي يُكلف بها، وذلك رغبة منه في اكتساب وقت مرن يفعل به ما يشاء، كما أن العمل عن بعد يساعد في التقليل من المشاكل والمشاحنات الإدارية التي قد تحدث في بيئات العمل نتيجة لاختلاف وجهات النظر في طريقة أداء العمل المعني.
إن تطبيق آليات العمل عن بعد يخفض مصروفات الهيئات والشركات المتمثلة في فاتورة (الوقود، الكهرباء، الماء، وغيرها)، ما يساعد على توجيه الموارد المالية التي تم توفيرها لتمويل عمليات ومشروعات أخرى، ربما لم تجد حظها من التمويل الكافي، والجانب الأهم في العمل عن بعد هو تفعيل دور التقنيات التكنولوجية في إنجاز الأعمال، ما يجعل العملاء والجمهور بشكل عام، يقومون بأداء أعمالهم من خلال تطبيقات المؤسسات الالكترونية دون الحاجة إلى المجيء للمؤسسة، ما يقل معه حالة الازدحام سوآءا في الطرقات أو المؤسسات التي يقصدها الجمهور. لكن في المقابل يظل "العمل عن بعد" عدو حقيقي للكثير من الإدارات التقليدية التي تُقدس العمل التقليدي، من خلال دفاتر الحضور والغياب، وتلك الإدارات التي تعتبر الموظف مجرد رقم وظيفي عليه اتمام وقته بالمكوث بين جدران المؤسسة.

وفي مجال التعليم فإن الأزمة الصحية التي يمر بها العالم الآن، جعل المدارس والجامعات تتجه نحو التقنيات التكنولوجية تفعيلا لنظام التعليم عن بعد، ما أتاح معه إمكانية التعليم والتعلم عن بعد لمراحل التعليم المختلفة، بدلا من إغلاق المؤسسات التعليمية وإضاعة وقت الطالب بما لا يفيد، ما يجعل الطالب قادرا على ترتيب أوليات دروسه، معتمدا على نفسه في تنظيم وقته، ما يزيد فرصة استخدام الطالب للوسائل التكنولوجية بشكل إيجابي وأفضل.
أعتقد أن الأعوام القليلة القادمة تحمل معها تحولات ومتغيرات كثيرة على صعيد التكنولوجيات المستخدمة في المؤسسات بكافة مجالاتها، خاصة مع توجه الأنظار عالميا نحو التطبيقات الالكترونية، والتي تُسرع عملية إنجاز المعاملات والخدمات، ما يصحبه تغيير في ديموغرافية الوظائف المستقبلية التي يحتاجها العالم في المستقبل القريب.