حميدتي في حِجر السيسي بالمجان.. بقلم خليل محمد سليمان

حميدتي في حِجر السيسي بالمجان.. بقلم خليل محمد سليمان


03-16-2020, 05:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584375556&rn=0


Post: #1
Title: حميدتي في حِجر السيسي بالمجان.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-16-2020, 05:19 PM

05:19 PM March, 16 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




تصريح حميدتي خلال زيارته إلي القاهرة، بأن ملف سد النهضة تم تسليمه لمجلس الوزراء، والذي إعتبره البعض رد دبلوماسي، يذكرني بطلب البشير حماية الدب الروسي، بوتن من تغول امريكا، وطمعها في السودان، وتقسيمه.

سبق هذا التصريح لقاء لحميدتي قبل اسابيع في القنوات السودانية، وكانت لغته واضحة بان هناك إنقسام، وعدم تجانس بينهم والمكون المدني، وقالها بصريح العبارة، إنهم كمكون عسكري لا دور لهم واصبحو"فراجة".

مصر السيسي ارادت ان توظف هذا الفراغ، وتجد منه نافذة، لتعيد سيطرتها علي تحريك الدمى في لعبة السياسة في الحديقة الخلفية كما يعتقدون!!!

لا الزيارة، ولا توقيتها يصب في المصلحة الوطنية، في حالة الإنقسام الحاد، والشلل الظاهر الذي تعيشه الدولة السودانية.

مصر السيسي إختارت الطرف الاقوى في المعادلة، لحاجتها الملحة، لهذا، والجميع يتابع ما توصلت له العلاقة بين مصر، واثيوبيا بخصوص ملف سد النهضة.

لا يمكن لمصر السيسي ان تتقارب مع ايّ سلطة مدنية في السودان في الوقت الراهن.

تصريح حميدتي للأسف تصريح مخزي، ولا يمت للدبلوماسية بصلة، ويعكس حالة الإنقسام، وفي باطنه ان له رأي لو كان الامر بيده، لكان غير ذلك، وهو عبارة عن شكوى امام مصر السيسي.

فالهروب الدبلوماسي من اكبر القضايا في الساحة الدولية الآن، والمتمثل في سد النهضة، يعني الضعف، وحالة الإنقسام في الشأن الوطني المعني بالقضايا، والقرارات الإستراتيجية.

مصر السيسي في سباق مع الزمن لتجد ارضية صلبة في الموقف السوداني، حتي لو ادى ذلك لحالة عدم إستقرار في السودان، وإقليم الشرق هو المسرح المحتمل، وظلت المخابرات الإقليمية تعمل في هذا الإقليم قبل سقوط النظام البائد، ونبهنا كثيراً، عبر الكتابة، وظللنا بلا فائدة.

حالة الإنقسام، و الخطاب المعادي للشق العسكري، تبنته قوي الحرية والتغيير، في وقت مبكر من عمر الثورة، برغم وجودهم في طاولة واحدة، ظناً منهم بأنهم سيستقووا بالشارع، المغيّب، علي العسكر في لعبة قذرة، اوهموا فيها الشارع، والعسكر، وكانت لهم اجندة اخرى، ظهرت مضاعفاتها في مشهد الإختراق الدولي، والإقليمي للأمن القومي.

اعتقد من الصعوبة بمكان إعادة الثقة بين المكونين في السلطة الحالية، برغم الخطابات العاطفية، المتوهمة.

الشقة كبيرة، والكل اصبح يتمترس وراء مصالحه الذاتية، واجندته، لذلك اصبح الملف امني بإمتياز تديره اجهزة المخابرات، واولها المصرية.

هناك طبخة قذرة يتم الإعداد لها، حتي لو ادى ذلك لمواجهة عنيفة، و اجهزة الامن دائما تعتمد علي المتناقضات في ايّ مشهد.

حالة إنقسام الشارع، وفتوره تجاه الحكومة المدنية، بفعل الازمات الإقتصادية، المستمرة، والمفتعلة بلا مبرر، هي الثغرة الاخطر لتمرير ايّ مخطط وبأي شكل.

ضعف وتشتت الحالة الثورية في الشارع، يضعف تماسك الجبهة الداخلية، ولها إنعكاس مباشر علي سلامة الامن القومي، الذي اصبح تتقاذفه المحاور، واجهزة المخابرات الإقليمية، والدولية.

المشهد يتطلب تلاحم ثوري بشكل جديد، يضع كل الخطاب السابق جانباً، لنصطف سواء بسواء، مدنيين، وعسكريين، من اجل مصلحة البلاد العليا، وتأمينها من اي إختراق يخدم اجندة اي دولة، او محور.

يجب ان نبعد مصالح الدولة العليا عن الصراع السياسي، فالإختلاف في وجهات النظر، وتباين المواقف، لا يعني ان نعمل علي إغراق المركب التي تحملنا جميعاً.

المشهد محبط، وملبد بالغيوم، والصراعات التي لا طائل منها، وتركنا امره للإعلام، ومنصات التواصل الإفتراضية التي تم توظيفها في السابق بصورة خاطئة، حتي خرجت عن السيطرة، واصبحت مهدد حقيقي امام اي تحول، او عملية سياسية منتجة يمكن ان تخرج بهذا البلد إلي بر الامان.

اللهم قد بلغت فأشهد.

خليل محمد سليمان