عنف السياسيين واغتيال حمدوك بقلم د.أمل الكردفاني

عنف السياسيين واغتيال حمدوك بقلم د.أمل الكردفاني


03-13-2020, 02:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1584104957&rn=0


Post: #1
Title: عنف السياسيين واغتيال حمدوك بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-13-2020, 02:09 PM

02:09 PM March, 13 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




ما جعل مسرحية اغتيال حمدوك مكشوفة هو تاريخ العنف السياسي في السودان.
فالعنف خارج إطار الحمل الواضح للسلاح، لم يكن ديدن المعارضة السياسية في السودان.
فالسياسون في السودان لا يمارسون العنف إلا خلف حماية سلطوية أو مليشيات، فمن يمسك بالسلطة هو من يمارس العنف، في حين يجبن من لا حماية سلطوية عن التضحية بأمانه مقابل المبدأ. منذ أول أشهر لفاجعة استقلال السودان عن المملكة المتحدة، تمت ممارسة العنف، وكانت البداية عنفاً غير مقصود ولكنه ناتج عن إهمال وهو ما حدث في عنبر جودة.
أما اول عنف ومجازر مورست بالاختباء وراء السلطة فهو ما مارسه الشيوعيون إبان سيطرتهم على الحكم في بداية عهد نميري، وكانت مجازر كثيرة ضد الأنصار فضلاً عن عمليات تعذيب انتهت بانتقام إلهي من الشيوعيين، إذ تم شنقهم أمام الأشهاد.
الإخوان المسلمون -وهم الوجه الآخر للعملة ذات الوجه الشيوعي السفلي- كانوا أجبن من مارس المعارضة السياسية، وأغلبهم كانوا عملاء لأجهزة الأمن، وحينما تولوا السلطة، مارسوا مجازرهم تجاه المعارضين.
الصادق المهدي كان دائماً ما ينادي بالاعتدال، ولكنه ما أن استلم السلطة حتى اعتبر الجنوبيين إرهابيين ثم مارس مجازر ضدهم.
يجبن السياسيون عن ممارسة أي عنف وهم خارج السلطة وذلك نسبة لأنهم لا يعتنقون مبادئ حقيقية، ولأنهم يفضلون الحفاظ على مصالحهم الشخصية، وعدم توريطها في لعبة السياسة، وهذا معلوم لكافتهم.
لذلك ما ان تحدث عمليات عنف، كاغتيالات للخصوم، عليك أن تدرك أن من قام بها يحتمي بالسلطة. ولا تتخيل غير ذلك.
الآن
هل الإخوان المسلمون هم من حاولوا اغتيال حمدوك؟
بالتأكيد لا ما داموا خارج السلطة، قد لا يعلم الكثيرون أن أغلب الدعم المالي أثناء الاعتصام كان يقدم من الإسلاميين، بل وأن أغلب من تم قتلهم في المظاهرات هم من الإخوان المسلمين. وطبعا لم يُمنح هذا الشرف لغيرهم. ولذلك سبب لن نذكره الآن بل نتركه لمقبل الأيام.
ملخص القول، أن مسرحية اغتيال حمدوك لم تجد لها أي صدى جماهيري حقيقي، الكل كان يعلم أنها مسرحية هزيلة، والكل صمت عن قول ذلك، مكتفيا بالسخرية مع النفس، إذ أدرك الجميع أن حمدوك طلع (كيسو فاضي).
لكي نفهم واقعنا يجب أن نفهم سايكولوجية الإنسان السوداني قبل كل شيء، وكما قال تعالى: (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ (21)) الذاريات.