مُثابرات (تمكين) الباطِل ..! بقلم هيثم الفضل

مُثابرات (تمكين) الباطِل ..! بقلم هيثم الفضل


03-11-2020, 05:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583901997&rn=1


Post: #1
Title: مُثابرات (تمكين) الباطِل ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 03-11-2020, 05:46 AM
Parent: #0

05:46 AM March, 10 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

سفينة بَوْح –


ما تتعرَّض له الحكومة الإنتقالية ما بعد حُكم الإنقاذ البائد من عداء ومحاولات إفشال و(إنتقام) يقودها (المتضرِّرون) من إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة وفي مقدمتهم فلول المؤتمر الوطني ، تُعتبر في قوتِها وتطَّرُفِها و(المثابرة) في إنجاز أجندتِها البائسة الأعلى والأضخم في تاريخ الصراعات التي واجهتها حكومات إنتقالية سابقة ، خصوصاً إذا حصرنا مقارنة هذا مع الحكومة الإنتقالية التي تلت إنتصار إنتفاضة أبريل 84.

فحُكم جعفر النميري الذي كان قد ملأ السودان جوراً وظلماً وبطشاً ، ورغم إنتمائه وتحالفهِ مع تيارات آيدولوجية مختلفة في مراحل زمنية متتالية كان في مقدمتها إنحيازهِِ لتيار اليسار والحزب الشيوعي ثم وفي أُخريات سنواته التي سبقت الإطاحة به كان تحالفهُ المشهود مع الجبهة الإسلامية القومية التي مثَّلت واجهة سياسية لتيار الإخوان المسلمين ، رغم كل هذه الإنحيازات والتحالفات (التكتيكية) لنظام مايو ، إستمرت الصِبغة العسكرية الإنقلابية للنظام السياسي في ذلك العهد هي المُسيطر الأساسي على الواقع السيادي في البلاد ، وذلك إعتماداً على تكريس سلطة الرجل الواحد المُتثِّملة في شخص جعفر النميري ، وبذلك كان من الصعب على المُحلِّلين وصف نظام مايو في مراحلهِ الأخيره بأنهُ (دولة الحزب الواحد) ، فقد حرص النميري على عدم الولوج في تحالفهِ مع الإخوان المسلمين عبر (دمج) الحزب في مؤسسة الدولة وإكتفى بتعيين بعض رموزهم في كثيرٍ من المواقع المهمة ، فضلاً عن تبني (بعض) هرطقاتهم الآيدولوجية المُتعلِّقة بمفهوم دولة الإسلام السياسي و(التمكين) بالإنتماء الفكري.

لكل ذلك لم تُعاني الحكومة الإنتقالية بعد إنتفاضة أبريل ما تعانية حكومتنا الإنتقالية الحالية ، ففي ذلك الأوان لم يكن هناك ثمة (خاسر) أو (مُتضِّرر) بالمفهوم المطلق للمعنى ، فالأخوان المسلمون وقتها خسروا (بعضاً) من سلطةٍ كانت في الحقيقة أقل بكثير مما يطمحون فيه ، لذا ساروا (شكلياً) مع الركب الديموقراطي حينذاك لكنهم (إضماراً) كانوا يُعدون العدة لإنجاز مفهومهم عن (سيادة) دولة الإسلام عبر منظور يُبيحُ في سبيل تحقيقها كل الموبقات ، بما في ذلك رفض (الآخر) وسحلهُ وإذلالهُ وتشريده وتجريده من مُطلق حقوقه بما فيها تلك التي أقرها الإسلام الحقيقي نفسه.

أما الموقف اليوم ففيه إختلاف كبير ، ينبني على أن حكم الإنقاذ البائد لم يكن سوى دولة الحزب الواحد ، هذا الحزب الذي بطبيعة الأشياء يجعل منه إنتصار ثورة ديسمبر المجيدة (خاسراً) أو حداً ومن الدرجة الأولى ، أما الخاسرون من الدرجة الثانية فهم فلول المنتفعين والأورام السرطانية التي إستشرت في جسد الإقتصاد السوداني ومعهم أصحاب المصالح المحلية والإقليمية والدولية في السودان ، لذا علينا أن لا نستغرب هذا (الجموح المُثابر) و(الضغينة المُتطرِّفة) في حربهم ومعاداتهم للمسار الديموقراطي وشعاراته ورموزه ، فقط علينا بالوعي المتسع في رؤاهُ وتحليلاته للواقع الحالي ، ثم علينا أيضاً بالصبر والعمل على دعم جهود الحكم الإنتقالي في تهيئة البلاد لديموقراطية عادلة ونزيهة ومُستدامة.