قصة رئيس وزراء- قصة قصيرة بقلم د.أمل الكردفاني

قصة رئيس وزراء- قصة قصيرة بقلم د.أمل الكردفاني


03-09-2020, 11:54 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583794471&rn=1


Post: #1
Title: قصة رئيس وزراء- قصة قصيرة بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 03-09-2020, 11:54 PM
Parent: #0

11:54 PM March, 09 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




"نحن في ورطة.."..
طقطق رئيس الوزراء مفاصل أصابعه بقلق:
- يا جماعة دة وزير المالية التالت يفشل في وضع حلول لأزمة البلد الاقتصادية..
صمت الوزراء، وتشاغل أحدهم بحساب عدد لفات قلم الحبر حول نفسه حين يدحرجه..
- وقف لعب بالقلم يا ابني..
صاح رئيس الوزراء فأحس الوزير بالإحراج..فانكمش داخل بدلته الفاخرة التي اشترتها له أمه خصيصاً بعد تقلده للوزارة..
وزير آخر حاول تخفيف حالة التوتر والإحراج:
- لازم نشغل الناس بي حاجة سريعة عشان يصبروا علينا شوية.. احتمال تحصل معجزة..
قال رئيس الوزراء:
- مافي حاجة اسمها معجزة أنا شيوعي سابق اؤمن بالمادية الديالكتيكية يا ابني..خليك واقعي وبلاش وهم..
همس أحدهم:
- نقدم استقالتنا..
صاح رئيس الوزراء:
- عشان يشمتو فينا العوازل..لا يا ابني..
قالت وزيرة ذات عيون واسعة ورموش كثيفة:
- والله يا عمو إلا نعمل عملية تفجير وهمية..
رمشت بعينيها كالزرافة ، فانفرجت أسارير رئيس الوزراء وهو ينظر إليها بحنان:
- دي حتكون العملية الخامسة..انا لو كنت شارو خان ما ممكن أفلت من خمسة محاولات اغتيال...
قالت بحنان وهي تكاد تقترب من البكاء:
- والحل يا عمو..
فتح ذراعيه وقال والعبرة تخنقه:
- تعالي..
نهضت من كرسيها وارتمت في أحضانه وأجهش كلاهما بالبكاء..
غمغم الوزير الذي كان يلعب بالقلم:
- أحي انا... نحن صوت القلم ما بستحملو مننا..
قال وزير يجلس بعيداً:
- أنا عندي سيناريو كويس..
فتح رئيس الوزراء عينيه وقال وهو يمسح مخاط أنفه:
- قول .. قالو القصير يا حكمة يا فتنة..
اجابه الوزير:
- اكتر ناس بعملو لينا قلق هم الصحفيين والمحامين..
هز رئيس الوزراء راسه فقال الوزير:
- نأمم مهنة المحاماة...
صمت الجميع فقام الوزير الذي كان قصيراً جداً وطلع فوق الكرسي مخاطباً:
- نعم يا سادة.. تأميم مهنة المحاماة..وبعديها مهنة الصحافة..حتسألوني كيف نأمم المحاماة..اقول ليكم ما عارف..لكن مجرد إعلان تأميم مهنة المحاماة..حنلقى جوطة كبيرة من المحامين...طبعاً حيقولوا دة قرار غير مشروع وغير دستوري.. والصحفيين كمان يعملوا جوطة ويتضامنوا مع المحامين... حنضمن لينا تلاتة اسابيع من الجوطة وانشغال الشعب بالوهمة دي.. احتمال كبير دولة من دول الخليج ترقعنا بي مليار مليارين..نمشي بيهم الحال..
رئيس الوزراء:
- نثير حفيظة المحامين علينا يعني؟
الوزير:
- في البداية..بعد كدة حنكوِّن لجان من نقابة المحامين..ودي حقتنا وضامنينها..ونعمل اتفاق على فترة انتقالية قبل التأميم الكامل... المحامين التانيين حيدقوا جرس..ويشكلوا أجسام وتبدأ مشاحنات.. المحامين بتاعين نقابتنا حيرفعوا قضايا جنائية ضد الباقين.. الباقين حيدفعوا بإنها بلاغات كيدية..ويرفعوا دعاوى مقابلة..وهنا يا سعادتو...
يرفع الوزير ذراعيه:
- يأتي دورك ..
تلمع عينا رئيس الوزراء ويقول:
- كيف؟!!!
يستطرد الوزير القصير المكير:
- تصدر قرار بتكوين لجنة جوا اللجنة الأولى لرأب الصدع.... واللجنتين يطلعوا لجنة توصي بإلغاء قرار التأميم نهائياً..ويتم توقيع اتفاق بين المجموعات المتشاكسة..تحت رعايتك سعادتو... وبي كدة تبقى الأب الروحي للجميع..
تقول الوزيرة ذات الرموش:
- ابو شنو.. صلح ملافظك..
يرتبك الوزير القصير ويقول:
- قصدي الأخ الأكبر... بعد كدة حنعمل حفل توقيع ضخم وندعوا سفراء الدول الصديقة والرؤساء والملوك.. ووسائل الإعلام.. ودة حيكون إنجاز كبير جداً للم شمل القضاء الواقف..
يعض رئيس الوزراء على شفته السفلى ويغمز بسعادة:
- آه منك يا قصير يا مكير...
ينهض رئيس الوزراء بسعادة ويصيح:
- قرار رقم سالب تلاتة..باعتبار انو القرارات كلها ما بتصل لي نتيجة..قرار رقم سالب تلاتة: نصدر نحن رئيس الوزراء في يومه وتاريخه القرار التالي: استكمالاً لمسيرة النهضة وتدعيما للديموقراطية نقرر الآتي: تأميم مهنة المحاماة...
يقف باقي الوزراء ويصيحون بصوت واحد:
- شكراً شكراً شكراً حبيبنا...شكراً شكراً شكراً ريسنا ونصيبنا...
ويخرجون من قاعة الاجتماعات وهم مستمرون في الغناء...

(ما تمت)