يا حمدوك : ذلك التساهل بعد الانتفاضة قد مثل الكارثة !! بقلم الكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد

يا حمدوك : ذلك التساهل بعد الانتفاضة قد مثل الكارثة !! بقلم الكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد


03-09-2020, 03:00 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583762443&rn=0


Post: #1
Title: يا حمدوك : ذلك التساهل بعد الانتفاضة قد مثل الكارثة !! بقلم الكاتب السوداني عمر عيسى محمد أحمد
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 03-09-2020, 03:00 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

يا حمدوك : ذلك التساهل بعد الانتفاضة قد مثل الكارثة !!

كانت صيحات الشعب السوداني لثلاثين عاماُ تحذر من غياب ذلك ( البديل ) القدير المتمكن الحاسم الجازم الذي يقي البلاد من تلك الاغتيالات .. وظاهرة الاغتيالات ليست معهودة في أبناء السودان .. ولكنها كانت متوقعة لفراسة ومهارة لدى عقلاء الشعب السوداني .. هؤلاء العقلاء الذين يجيدون التكهنات .. وهم هؤلاء الحادبون من أبناء السودان الذين يحرصون على مصلحة البلاد العليا .. كانوا يتحملون أشد ألوان العذاب والويلات في معية نظام الإنقاذ البائد .. ورغم ذلك كانوا يتخاذلون ويتكاسلون عن فكرة الإسقاط .. وذلك لعلمهم بأن البلاد تفتقر لذلك القائد القدير الملهم الذي يقود البلاد لبر السلام .. ولذلك كانوا دائماُ يتجاهلون تلك الصيحات التي تنادي وتنادي بالإسقاط .. لدرجة أن المعارضة السودانية في مرحلة من المراحل كانت قد يئست من تحرك الشعب السوداني للإسقاط .. والشعب كان يماطل ويتخاذل تعمداُ لعلمه بأن الساحات السودانية خالية من ذلك الرجل ( البديل ) القدير المتمكن الذي يستحق التضحيات من أجله .. ذلك البطل المغوار الذي يقي البلاد من شر الفتن والحروب الأهلية والاغتيالات .. كان الشعب السوداني يسمع دائماُ تلك الصيحات والنداءات من المعارضة السودانية ثم كان لا يبالي .. وذلك لعلمه بأن الإسقاط في غياب ( البديل ) القدير سوف يدخل البلاد في النفق الأسود .. حيث نفق الحروب الأهلية والاغتيالات والمؤامرات والحروب البينية .. وتلك صورة تجري حالياُ في الكثير من الدول العربية المعروفة .. ولذلك فإن العقلاء من أبناء السودان كانوا يحذرون بشدة من ذلك ( الإسقاط ) في غياب البديل ! .. ولسان حال الشعب السوداني كان يقول :: ( الإسقاط في حد ذاته ضرورة ،، ولكن هنالك ضرورة تمنع الضرورة !!! ) .. وتلك الضرورة التي تمنع الضرورة تتمثل في المصلحة العليا للبلاد .. وهؤلاء الغوغاء من أبناء السودان كانوا دائماُ يعجلون بالإسقاط وهم أجهل الناس في فهم ومعرفة المجريات .. مجرد أناس غوغاء لا يرون أكثر من تحت أقدامهم .. ولا يملكون تلك الفراسة والرؤية البعيدة المبنية على الحسابات الدقيقة والسليمة .. وتلك المفاهيم بالنسبة لهم أصعب من فهم ( النظرية النسبية !! ) .. ومجرد محاولة إفهام هؤلاء بمخاطر الإسقاط كان يعد عبثاُ وإهدارا للوقت! .. ولذلك تراجع ورضي الشعب مجبراُ لإرضاء هؤلاء ثم قام بالانتفاضة .. وذلك في غياب ( البديل ) القدير المفترض .. فكانت المحصلة دخول البلاد في نفق مظلم وقاتم .. حيث ذلك التردي القاتل في كل المسارات والجبهات .. وحيث تلك الصفوف الطويلة بالليل والنهار ،، وحيث ذلك الغلاء والفوضى في الأسواق والأسعار .. وحيث ذلك الجشع والطمع القاتل من قبل هؤلاء التجار والسماسرة والمحتكرين .. وأخير كانت تلك المحاولة الجبانة في الاغتيال .. وتلك الإخفاقات كلها تؤكد عدم وجود ذلك ( البديل ) المطلوب .

حتى هذه اللحظات فإن تلك المحاولة مازالت في متاهة التكهنات .. ولا أحد يدري حقيقة تلك الجهة أو الجهات التي تقف وراء المحاولة .. ولكن مهما تكن أسباب المحاولة فإن المؤشر يؤكد منعطفاُ خطيراُ في مسار السودان .. وهي خطوة تدخل البلاد في نفق ما كان يريده الشعب السوداني .. ومنذ الوهلة الأولى للانتفاضة والثورة كان الشعب السوداني يحذر ذلك الحمدوك ووزرائه بأن لا يميلوا ولا يمارسوا تلك الأساليب ( المايعة ) في الخطوات والقرارات .. وكان الشعب يطلب منهم أن يكونوا بمستوى الثورة والانتفاضة من حيث القوة والقرارات الحاسمة الجازمة .. وان لا يهادنوا ولا يجاملوا أحداُ بفرية الطيبة السودانية .. وهؤلاء القادة والوزراء يعرفون جيداُ أن شباب الثورة يقفون من ورائهم .. ويطلبون منهم أن يهجروا سياسات ( الحمل الوديع ) .. تلك السياسات التي لا تليق بدولة ( سويسرا ) ناهيك عن دولة السودان التي تعج بالفوضى والمؤامرات .. والسودان اليوم في أشد الحاجة لرجل من حديد يماثل ( الحجاج بن يوسف ) .. حيث يقطف الرؤوس قبل ينعها .. ولكن مع الأسف الشديد كان ذلك التهاون وتلك الوداعة والمسكنة !!.. وذلك التهاون قد أغرى هؤلاء الذين خططوا للاغتيال .. وقد تيقنوا بأن البلاد فوضى ولا يوجد في القمة من يحسم الأمور .. وتلك السلطات في البلاد قد أصبحت لعبة في أيدي الكبار والصغار .. وفي أيدي الدول والمؤامرات !!.. ( وحسبنا الله ونعم الوكيل !! ) .