النجاشي وليس فرعون من يسوس النيلا بقلم ⁨حامد جربو

النجاشي وليس فرعون من يسوس النيلا بقلم ⁨حامد جربو


03-09-2020, 02:17 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583759863&rn=1


Post: #1
Title: النجاشي وليس فرعون من يسوس النيلا بقلم ⁨حامد جربو
Author: حامد جربو
Date: 03-09-2020, 02:17 PM
Parent: #0

02:17 PM March, 09 2020

سودانيز اون لاين
حامد جربو-السعودية
مكتبتى
رابط مختصر




من أي عهد في القرى تتدفق * وبأي كف في المدائن تغدق
ومن السماء نزلت أم فجرت من * عليا الجنان جداولا تترقرق
فلنفترض أن النيل ينبع من مجاهل إفريقيا كما أعتقد الفراعنة قديماً ..!,أما احمد شوقي " أمير الشعراء " وفي رائعته " أيها النيل" , سائلا النيل: من السماء نزلت أم من عليا الجنان جداولا تترقرق..!؟
سوى كان منبع النيل من مجاهل إفريقيا أو من عليا الجنان فان من يسوس النيل بعد اليوم ليس فرعون وحده..!هناك النجاشي من يشارك الفراعنة في تسيس النيل.
وصف المؤرخ اليوناني "هيرودوت " مصر بهبة النيل ..!أي أن النيل هو من وهب الحياة لمصر كناية عن أهمية النيل لمصر. يعتقد المصريون أن النيل ملك لهم..! " مصر أم الدنيا والنيل أبوها .!" وهم أبناء النيل , لا أحد ينازعهم في ذلك إلا سكان جنوب الوادي ,حيت يأتي منه النيل هم سكان السودان .
اهتم حكام مصر عبر التاريخ ومنذ عهد الفراعنة بالنيل , وصل الاكتراث والإيثار إلي حد القداسة ..! كان النيل محل تقديس لدي المصريين القدماء فمنحوه صفة القداسة وأسموه " حعبي" , حاولوا اكتشاف منابع هذا النهر العظيم , ومن أين يأتي بهذا السلسبيل الرقراق..! .
لم يكن في ظن الفراعنة أن يأتي يوم ينازعهم أحد من مجاهل إفريقيا في مياه نيلهم ..! ولا خطر ببالهم مثل هذا الاحتمال , جاء النجاشي من أعالي هضبة (حبشة) وقال لهم: أن هذا النهر العظيم لا ينزل من السماء ولا من عليا الجنان ولكن من هنا في ارض حبشة , ترقرق جداوله حتى نزل بأرضكم " مصر "ماراً في طريقه إلى البحر , لم ينبع من مجاهل إفريقيا كما ظننتم بل ينبع من بحيرة في عنان السماء يعانق السحاب الثقال فتهطل مدرار في ارض شيبا وملك سليمان ..! فنحن نريد أن ننهل من هبة الله في أرضنا ماذا انتم فاعلون..!؟
هدد فرعون مراراً وتكراراً فقال : لا تقربوا هذا النهر الذي يجري من تحتي قبل أن أذن لكم ..!, النجاشي لم يتردد في المضي قدما في مشروع سد النهضة الذي يؤمن الماء والكهرباء لبلاده , كيف يتأنى في مشروع انتظره العشب الأثيوبي طويلا ,لا شيء يوقف انطلاق المارد حتى لو جاء فرعون وجنوده ..
في عام 1959م وقعت اتفاقية تقسيم مياه النيل بين مصر والسودان ,ومن بنود هذه الاتفاقية : احتفاظ مصر بحقها المكتسب من مياه النيل وقدره 55,5 مليار متر مكعب سنوياً وكلك حق السودان المقدر بـ 18,5 مليار متر مكعب سنوياً .لم يرد اسم جارة إثيوبيا ولا نصيبها من مياه النيل في هذه الاتفاقية فلذلك لا تعتبر إثيوبيا شريكا في الاتفاقية ولا تعنيها تفاصيل الاتفاقية بأي حال من الأحوال , وردت عبارة " حقها المكتسب من مياه النيل " في نص الاتفاقية..! مياه نهر " آبباي" أو النيل الأزرق في مرتفعات إثيوبيا ليست من مكتسبات مصر ..!, على مصر أن تبحث عن اتفاقية جديدة مع إثيوبيا والسودان إذا أرادت أن تحتفظ ب 55,5 مليار متر مكعب من مياه النيل في أرضها, أما السودان يستطيع أن يحصل على حقه من مياه النيل الأزرق بدون الاستعانة بمصر أو الجامعة العربية لذلك لا نريد من يزايد على نصيبنا من المياه نحن أدرى بشعاب النيل..!
تبحث مصر عن وساطة أمريكية أو عربية بدلا من الوساطة الأفريقية ..كما لو أن النيل يجري في الشرق الأوسط أو في أمريكا .. لا أمريكا ولا الجامعة العربية تستطيعان أن تجدا حلا في تحصيص مياه النيل بين دول حوض النيل , مشكلة مصر أنها لا تحترم ولا تثق بمنظومة الأفريقية مع إنها من أوائل المؤسسين لهذه المنظومة. من الحكمة أن تتجه مصر نحو إفريقيا وتبحث عن حصتها من مياه النيل في أروقة الإتحاد الأفريقي , انتهي عهد "لورد كرومر " وليس من مصلحة احد في إفريقيا تدويل قضية تقسيم مياه النيل , النيل هبة الله لنا جميعا كأبناء حوض النيل نأخذ حقنا ونمرر الباقي للجار لا احد يمنع الماء , الناس شركاء في ثلاث الماء والكلأ والنار .
حامد جربو