لعناية الأستاذ لقمان أحمد,, بقلم إسماعيل عبد الله

لعناية الأستاذ لقمان أحمد,, بقلم إسماعيل عبد الله


03-07-2020, 01:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583541926&rn=0


Post: #1
Title: لعناية الأستاذ لقمان أحمد,, بقلم إسماعيل عبد الله
Author: اسماعيل عبد الله
Date: 03-07-2020, 01:45 AM

00:45 AM March, 06 2020

سودانيز اون لاين
اسماعيل عبد الله-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر




أولاً أبارك لك أيها الأستاذ القدير لقمان أحمد توليك مهام إدارة الهيئة القومية للاذاعة و التلفزيون, متمنياً لك التوفيق والسداد والنجاح في مواجهة التحديات الجسام, التي خلفها نظام الهوس الديني في هذا المرفق الحيوي والمهم, والمعني بصياغة وتوجيه الوجدان الجمعي لجماهير الشعوب السودانية, فكما واجه رفقاء دربك من الوزراء و مدراء المؤسسات و وكلاء الوزارات الذين التحقوا بحكومة الثورة, من معضلات و مشاكل أوشكت على أن تعصف ببعضهم في وقت مبكر من تسلمهم لمهامهم الادارية, كذلك الطريق داخل مؤسسة الاذاعة و التلفزيون محفوف بمخاطر التركة المعنوية و المادية الثقيلة التي خلفها البائدون, فسر بحذر واختر لقدمك قبل الخطو موطأها.
باديء ذي بدأ نمني أنفسنا برؤية تجربتك الطويلة الممتدة من الشرق الأوسط حتى بلاد العم سام, تتنزل على فناء اذاعتنا واستديوهات تلفزيوننا القومي برداً و سلاماً و تطويراً, وأنت الإبن الوفي لدهاليز ذات الجهاز الاعلامي الذي قدمك للسودان وللعالم, عندما كنت يافعاً غض الإهاب تتلمس طريقك نحو عالم فضاءات الميديا العريض, وبلا شك لولا حنينك و ولائك لهذا الوطن الجريح لما تركت الحياة المنعمة والمرفهة و المكانة السامقة, التي ارتقيت إليها علماً و ذوقاً و أدباً فكنت نجماً من نجوم الشاشات العالمية وفارساً لا يشق له غبار في هذا المضمار, وأتيت اليوم لشمس الخرطوم الحارقة و غبار أم درمان الغشيم تلبية لنداء الأوطان, الذي لا يستجيب له إلا أمثالكم من الذين تأبى وجوههم إلا أن تتمرغ في تراب الوطن العزيز, مترجماً ترجمة صادقة مقولة الشاعر(و للأوطان في دم كل حر,يد سلفت و دين مستحق).
عزيزي الأستاذ لقمان أقدم لك ملاحظاتي كمشاهد عادي لقناتنا التلفزيونية الرئيسية منذ عقود سبقت التحاقكم بهذا الصرح العظيم, والتي أولها المظهر العام البائس للأستديوهات التي لم يشملها ذلك التحديث الملحوظ كما في قناة سوادنية أربعة و عشرين والأخريات, ففي عهد الفئة الباغية أصبحت المؤسسات الحكومية فقيرة بتغليب كفة المؤسسات و الشركات الخاصة, و إهمال كل ما هو حكومي واعتباره مالاً سائباً لا بواكي عليه, فهنالك مشكلة دائمة في بث الصورة والصوت اللتان لم يطالهما التحديث بتقنية الدقة والجودة العالية (HD).
ثانياً: التلفزيون القومي هو القناة الرسمية للدولة فواجب عليه أن يكون عاكساً للتنوع الثقافي والجغرافي للبلاد, ابتداءً من الزي و الشخوص والمادة المقدمة, وفي عهدك نامل أن تطل على شاشتنا البلورية مريم كيرا الدارفورية و كاكا النوباوية و فاطمة الهدندوية كمقدمات برامج وقارئات للنشرات الاخبارية بزيهن الأفريقي التقليدي المزركش بألوانه الصارخة, لابد لقناتنا القومية ان تخرج من العبائة القديمة المستلفة والمستلبة لتعبر عن فسيفساء المكونات الأجتماعية السودانية جمعاء.
ثالثاً: ينتظرك بذل مجهود خرافي ومضاعف في إعادة أرشيف الإذاعة و التلفزيون من الأغاني والأعمال الدرامية التي أعدمها المأزومون من المدراء السابقين من خريجي مدرسة الهوس والعته الديني, وفي هذا الخصوص يمكن الرجوع للمهتمين بالفلكور السوداني من الناشطين و الفنانين والمسرحيين الذين لابد وأن يكونوا محتفظين بنسخ نادرة لهذه الأعمال الموؤودة, فالشعوب لا تنسجم إلا مع تراثها و لن تكون إلا باعتزازها بما تملك و لن تبقى إلا بصونها لإرثها الثقافي و التاريخي.
رابعاً: القناة التلفزيونية الرئيسية لها رسالة وطنية نبيلة تتجسد في الحياد عند تناول قضايا الاختلاف السياسي, والوقوف على بعد مسافة واحدة من الأديان والمعتقدات وقضايا الجندر والخصائص الثقافية لمكونات المجتمع و شرائحه المختلفة, الشيء الذي كان غائباً طيلة عصر الظلام الاسلاموي الدامس عندما استشرت و تشعبت في مفاصل هذه المؤسسة الدوغمائية أحادية الرأي , فمع العهد الثوري الجديد وجب تنظيف هذا الجهاز من أوساخ الفكر الشائه الذي انحدر بالمجتمع الى الحضيض ورمى به في قاع مخلفات الحضارة الانسانية.
أخيراً: كغيره من المؤسسات التي ضربها الفساد المالي إبان فترة هولاكو السوداني, من البديهي أن تكون الاذاعة و التلفزيون قد اصابتهما ذات العلة, فما عليك يا أستاذنا الجميل إلا أن تنتدب خبيراً مالياً و مدققاً حسابياً للقيام بواجب ( الفلترة), قبل ان توقع على أولى الصفحات البيضاء لعملك بهذه المؤسسة الحساسة, ذلك لأن الموقف المالي هو الهادي و الدال والمرشد والمحدد لنجاح الخطط و البرامج الطموحة التي يضعها المدير.

إسماعيل عبد الله
[email protected]