نحتاج إلي إنقلاب.. بقلم خليل محمد سليمان

نحتاج إلي إنقلاب.. بقلم خليل محمد سليمان


03-01-2020, 04:50 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1583077854&rn=0


Post: #1
Title: نحتاج إلي إنقلاب.. بقلم خليل محمد سليمان
Author: خليل محمد سليمان
Date: 03-01-2020, 04:50 PM

03:50 PM March, 01 2020

سودانيز اون لاين
خليل محمد سليمان-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





المؤكد ان زمن الإنقلابات العسكرية قد ولى، لا يمكن لأيّ عسكري "نصيح" ان يفكر ولو فكرة، في الاحلام، بالذات في الوقت الحاضر، وحتي المستقبل، وذلك بفضل الوعي، و رفض الرأي العام لهذا الإتجاه..

الإنقلاب الوحيد الممكن، والذي سيدعمه الشارع بشكل غير مسبوق ان ينقلب الدكتور حمدوك علي قحت بقوة الشارع، وان تعيد الثورة عنفوانها، وقوتها من جديد..

فقط علي حمدوك ان يُعلن فشل هذه الحكومة، وان يترك الامر في يد الشارع، ليقرر مصير قحت التي ضيّعت مكتسبات الثورة بالوثيقة الدستورية العار، التي لا تشبه هذه الثورة العظيمة، وكبلت الحكومة، واسست لمراكز قوى يمكن ان تؤدي إلي لبننة السودان..

بيننا من سد الله بصيرته، ويعتقد ان قحت هي التي يمكنها تفكيك النظام البائد، وبدونها سيعود الكيزان إلي السلطة..

المؤكد قسماً بالله العظيم الكيزان لو " شربوهم مريسة" ما فيهم زول يحكم حتي لجنة شعبية..

الكيزان الشعب السوداني حسم امرهم، و اصبحوا كالاجرب الذي يفر منه الاصحاء، بل لا يملكون غير العواء!!!

حمدوك فقط بيده حسم الموقف، وتصحيح مسار هذه الثورة، ولو ادى ذلك لإعتصام كل الشعب في الشوارع، ليقوم بتشكيل حكومة كفاءات ثورية تشبه هذه الثورة، وتقوم بتصفية دولة الكيزان بلا هوادة، لأنها هي المعوق الوحيد لهذه الثورة العظيمة، وإستحقاقاتها..

ذكر الاستاذ الحاج وراق في حديث سابق له ان الشباب يعمل علي تفريغ الحواضن الإجتماعية للثورة، بإعتبار ان من يمثلون الاحزاب بخرابها، ومحاصصاتها، و طمع نخبها هي الحواضن التي يجب توسيعها، والإعتماد عليها..

اقول له هذه الثورة الحاضنة الوحيدة لها، و التي لا تقبل التسويف، ولف ودوران النخب التي ينحصر كل همها في السلطة، وكيفية الوصول إليها، هي الشارع السوداني، وليس "الفيس بك" !!!

ايّ حكومة تنتجها ثورة كثورة ديسمبر لا تحتاج الي سمسرة نخب، تحت غطاء الدعم السياسي..

هذه الثورة غطاءها السياسي هو الشارع العريض ويمكن لهذا الشارع ان يصنع المستحيل..

اعتقد ان الشلة التي إعتبرت من ميثاق الحرية والتغيير جسم سياسي، فعلياً بدأ في التكلس..

من المفهوم في الثورات لا بد لها من قاعدة فكرية، و لعظمة هذه الثورة، وبفضل الوعي تلخص مشروع هذه الثورة الفكري في ميثاق الحرية والتغيير، الذي اجمع عليه الشعب السوداني بكل طوائفه..

مَثَل هذا الميثاق نقلة حضارية حررت هذه الثورة من الحواضن الفكرية التي ترتبط بالعقائد، او النظريات، كما الكثير من الثورات في العالم من حولنا..

ميثاق الحرية والتغيير يُعتبر مواكب للغة العصر الفكرية نحو الدولة المدنية، وتأسيسها علي مبادئ الحرية، والعدالة، والمساواة، والمواطنة علي اساس الحقوق، والواجبات..

للأسف من تصدروا المشهد قاماتهم اقصر من ان تحمل هذا الميثاق الذي لا يقبل القسمة إلا علي الشعب السوداني باكمله..

يجب تحرير هذا الميثاق من سطوة النخب، التي يمكن ان تكفر بمبادئ الثورة " في اقرب لفة"، وتحتمي بشمولية اخرى، او دكتاتورية بشكل جديد، وما وصلت إليه عملية السلام من تلكؤ و " جرجرة" هو من صنيع هؤلاء الذين ادخلوا كل مكاسب الثورة في نفق طموحهم الضيّق، وعلينا مراجعة التاريخ..

ادركوا انفسكم وعودوا إلي رشدكم، فالثورة محروسة بوعي الشباب، ولا يمكن ان تتكرر اي فكرة يمكن ان تعود بنا إلي الوراء..

الآن كل الشباب بدأ التململ بشكل واضح وصريح تجاه من سموا انفسهم بكيان الحرية والتغيير، والقارئ للمشهد بشكل صحيح باتوا الاقرب إلي كفة الكيزان في التخبط، وعدم وضوح الفكرة..

يجب التمسك بميثاق الحرية والتغيير كحاضنة فكرية يمكن ان يجتمع عليها كل الشعب باطيافه المختلفة، فهو البديل العصري للدولة التي ننشدها..

فهل حمدوك سيفعلها، ويتحرر، من هذه القيود، ومن خلفه الشارع العريض، ام هناك سيناريوهات اخرى؟

خليل محمد سليمان