البرهان وحمدوك..لا يصلحان لقيادة البلد بقلم د.أمل الكردفاني

البرهان وحمدوك..لا يصلحان لقيادة البلد بقلم د.أمل الكردفاني


02-26-2020, 01:47 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582721267&rn=1


Post: #1
Title: البرهان وحمدوك..لا يصلحان لقيادة البلد بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-26-2020, 01:47 PM
Parent: #0

12:47 PM February, 26 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





الحديث عن توهان حمدوك في حضن الزمان، بات لا قيمة له، فالرجل يعيش في برج عاجي عالي جداً بعيداً عن الواقع. فلو قلنا تور قال احلبوه. وكما قالت ماري انطوانيت عندما حاصرتها حشود الثوار الجائعين: لماذا لا يأكلوا الكيك.
لا يفهم حمدوك في السياسة الدولية والأهم هو في وادي والواقع الشعبي في وادي آخر.
أما البرهان، فالشيء الوحيد الذي أعاده للصورة هو لقاءه بنتنياهو، ولكنه خيب آمالي في أن يكون هناك رجال دولة غير متهافتين، ففي جلسة واحدة وافق على مرور الطائرات الاسرائيلية بالأجواء السودانية. لو كان البرهان رجل دولة لأدرك فوراً أن عليه أن يستغل الفرصة ليتفاوض حول هذه المسألة المهمة جداً لإسرائيل.
كان بإمكان البرهان أن يُخبر نتنياهو بأن هذه المسألة مقبولة مبدئياً مع ضرورة تشكيل لجنة وزارية لدراستها، لتعقيدات المسألة السياسية (ارتباط المسألة بعلاقات السودان مع دول استراتيجية كمصر)، وفوق هذا فهي مسألة تقنية تحتاج لدراسات فنية من قبل الطيران المدني السوداني (الطيران المدني تابع للقوات المسلحة ولذلك تمت مقابلة البرهان).
وهكذا يحصل البرهان على الوقت الكافي ليجبر إسرائيل على التفاوض ومن ثم الخروج بفوائد للسودان. لكن البرهان كغيره من الذين حكموا السودان، تهافت على إرضاء إسرائيل بلا مقابل ولا حتى دولار واحد. تماما كما فعل عبود وباع حلفا القديمة وكما فعل نميري وقدم الفلاشا بلا مقابل يذكر (رغم ما أشيع عن دفع أموال لنظامه وهذا غير صحيح) ، وكما فعل الترابي مع إيران وحماس وحزب الله.
إن مشكلة الحكام السودانيين أنهم لا يفكرون في مصالح الدولة بقدر التفكير في أنفسهم ويسعون سعياً للحصول على النجومية السريعة أو الاستسلام الشامل في محاولة فك أزماتهم الداخلية.
المدمرة كول والتعويضات التي بلغت حوالى ١٦ مليار، كان بإمكان الحكومة السابقة واللاحقة التعامل معها قضائياً. ولا زلنا كقانونيين مستعدين للمساعدة في ذلك رغم أننا نعرف أن شلليات (تجمع الوهميين) تفضل الاستحواذ على كل شيء حتى لو ضد مصالح الشعب. المهم، حمدوك لم يختلف عن البرهان ولا عن عبود ولا غيره كثيراً، إذ رفع الراية البيضاء دون مقاومة ظناً منه أن أمريكا سترضى عنه وهكذا يحقق نصراً خاطفاً على البرهان، ولكن خابت آماله، إذ أن أمريكا اكتشفت أنها تتعامل مع شخصية ضعيفة ومهزوزة، فزادت من ضغوطها عليه، بل ورغم أنها تعرف أن السودان لا يحتكم على دولار واحد، لكنها اشترطت دفع ثمانية مليارات أخرى لتبحث بعد ذلك في فك الخناق على السودان واليوم نرى كاميرون هاديسون( متقاعد من ال CIA وسمسار حروب) يدعوا السودان لدفع ثلاثين مليون أخرى للتعويض عن ضرب سفارة اميركا بنيروبي مستغلاً علاقته بوزير العدل نصر الدين ربيب أمريكا. وسوف يقوم حمدوك أيضاً بالموافقة على هذا النصب والاحتيال والاستنزاف للسودان لكي يحصل على نصر صغير ولن يحصل عليه، فامريكا تذهب بك إلى البحر وتُعيدك عطشاناً.
هؤلاء ليسوا رجال دولة، بل هم شخصيات سحابية، بائسة تفتقر للوعي بالسياسة الدولية وبالقانون الدولي.
عندما تخرج أحد زملائنا من حزب الأمة من كلية القانون ذهب إلى الصادق المهدي، فقال له الأخير: -القانون ثقافة ساااي..
وهذا يكشف لنا كيف أن شخصية كالصادق المهدي لا يعرف أن كل شيء هو سلاح في صراعنا البشري، وأن القانون نفسه سلاح مهم جداً. ويكشف لنا أيضاً أن الصادق لو وُضِع موضع البرهان أو حمدوك أو البشير فسوف يتخذ ذات قراراتهم البائسة الكئيبة..التي لا تدخل على الوطن والمواطن إلا بالساحق والماحق.
وفق قراءتي الراهنة للواقع الابستمولوجي للسياسيين السودانييني يمكنني أن أرى وأتوقع كل تصرفاتهم المستقبلية، إذ يكفي أن ترى الخيار الذكي والخيار البليد لتعرف ماذا سيختاروا هم.