أجراس الأسرار تدق في محراب الأذكيـــاء !!

أجراس الأسرار تدق في محراب الأذكيـــاء !!


02-24-2020, 12:27 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582543645&rn=0


Post: #1
Title: أجراس الأسرار تدق في محراب الأذكيـــاء !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-24-2020, 12:27 PM

بسم الله الرحمن الرحيم

أجراس الأسرار تدق في محراب الأذكيـــاء !!

في بدية انقلاب البشير نمت تلك الفكرة لدى البعض من الحادبين .. وهي فكرة اقتضتها الضرورة .. حيث كان لابد من الخروج من تلك الدائرة العقيمة المفرغة المستديمة .. وهي دائرة التجارب المدنية الفاشلة التي تعقبها دائرة التجارب الانقلابية الفاشلة .. وتلك الحالة المزرية قد لازمت مسار السودان وتوالت على البلاد خلال الفترة ( من عام 1956 وحتى عام 1989 ) .. فكان لا بد من التفكير العميق والخروج من تلك الوتيرة المملة الكئيبة التي تماثل الفاجعة .. وتخليص البلاد من تلك الدوامة الهالكة المهلكة .. حيث أن محصلة تلك التجارب منذ الاستقلال كانت تؤكد أن البلاد في حاجة شديد للغربلة وللوقفة المتأنية .. ولا بد من مراجعة عميقة لتلك الخطوات من البداية للنهاية .. حيث أصبح من الغباء الاستمرار بنفس المنوال حتى قيام الساعة .. وبالتالي بدأت فكرة المراجعة المتأنية والعاقلة لتلك الحسابات القديمة .. وخاصة وأن تلك التجارب السابقة المتوالية قد أثبتت فشلها جملة وتفصيلاُ .. وحيث أن هنالك الكثير والكثير من الثغرات والهفوات والأخطاء في تلك التجارب الماضية .. والاستمرار بنفس الحال والمنوال كان من الأخطاء الجسيمة .. وحالة السكوت كانت تمثل دائماُ أخطر العوامل التي تعطل تقدم البلاد للأمام .. وعليه فإن الضرورة قد اقتضت أن يفكر البعض من أبناء السودان الحادبين في ممارسة خطوات أخرى جديدة مغايرة لتلك التجارب السابقة .. ولتحقيق تلك الخطوات والأفكار الجديدة قد تم ذلك العمل الجاد في السر والخفاء لأكثر من ثلاثين عاماُ .. ولذلك فإن تلك الخطوات كانت بعيدة عن الإشهار والإعلان .. حيث أن هؤلاء الحادبين كانوا يرون ضرورة العمل في الصمت والكتمان !.. وبعد سنوات قليلة من ممارسة تلك الخطة الماهرة ظهرت في الساحات السودانية تلك الاتجاهات الجديدة في الأفكار .. أفكار تعزف نغمات جديدة لأول مرة في ساحات السودان .. وهي تلك النغمات التي بدأت ترفض القديم بأشكاله وألوانه .. وكانت تعري وتفضح عيوب كافة الأطراف السياسية في البلاد منذ الاستقلال .. كانت لا تستثني في انتقاداتها طرفاُ من الأطراف .. وكان الهجوم المبطن شديداُ على كل الجهات والأطراف .. لم يستثني الهجوم تلك الحكومات الحزبية المدنية .. كما لم يستثني تلك الحكومات الانقلابية العسكرية .. وبنفس القدر كانت الانتقادات توجه لهؤلاء رموز السياسة والمعارضة السودانية بكل أطيافهم .. وكانت اللعنات بالجملة تلاحق كافة التجارب السابقة منذ استقلال البلاد .. وفي نفس الوقت كانت اللعنات تلاحق بشدة ذلك النظام القائم في البلاد بقيادة البشير !.. وهو ذلك النظام الذي تجرأ ليمارس نفس خطوات التعدي على الشرعية في البلاد .. مما أوحى لهؤلاء الحادبين بأن الأحوال في السودان سوف تدوم بنفس الوتيرة إلى الأبد !.. والاتجاه السائد لفكر هؤلاء كان هو الاجتهاد كثيراُ لإسقاط الكل من فوق البساط .. وذلك بالنفض الشديد والزجر العنيف !!.. وهؤلاء الحادبين من أبناء السودان كانوا لا يوالون طرفاُ من الأطراف .. ولا يساندون رمزاُ من الرموز .. ولا يشيدون بجهة من الجهات .. ولا يتغنون بحزب من الأحزاب .. ولا يمدحون مرحلة من مراحل العساكر المتسلطين على الرقاب .. وفي عرف هؤلاء الحادبين كانت الضرورة تقتضي كشف السوالب والأخطاء في كافة الأطراف .. وكذلك السوالب في كافة المراحل .. وقد أدرك هؤلاء الحادبون بأن ذلك التملق الزائد عن الحد لطرف من الأطراف أو لجهة من الجهات أو لمرحلة من المراحل هي التي كانت تعيق تقدم السودان للأمام .. ومن ذلك المنطلق أخذوا يكيلون الانتقادات الشديدة لكل الجهات ولكل الأطراف .. وبالتالي لم يسلم من تلك الانتقادات ذلك القاصي أو ذلك الداني .. ولم يسلم منها ذلك المتمرد الحامل للسلاح .. كما لم يسلم منها ذلك المسالم الذي يرائي بالنفاق .. بل الكل كانت تلاحقهم أطراف السياط بالقدر الذي يدمي ويبكي !

هؤلاء الحادبون من أبناء السودان كانوا يرون أن التجارب السابقة قد أخذت حقها بالكفاية .. ولا بد من التوقف عند ذلك الحد .. كما كانوا يرون أن الوقت قد جاء لتبديل تلك الممارسات وتلك الأساليب العقيمة .. وذلك بقدر يخالف الماضي بزاوية منفرجة .. وكل ذلك كان يحدث في الخفاء وفي غفلة الانتباه .. في الوقت الذي فيه كان الكثيرون من أبناء السودان يراقبون الصورة في حيرة وذهول شديد .. وهي صورة غير معهودة في تجارب السودان الماضية .. وتلك الصورة النمطية قد اكتسحت أفكار الأجيال الشابة الجديدة بعد سنوات قليلة كالنار في الهشيم .. فظهرت في السودان تلك الأجيال الجديدة الجريئة التي تنادي بالبديل وترفض المسارات القديمة .. وتنادي بالخروج من تلك القوقعة البغيضة العقيمة .. وبالتالي فإن الضرورة هي فرضت هنا أن نكشف جانباُ من السر الخطير .. وهي تلك الضرورة التي تقتضي حالياُ عدم الكشف للمزيد من الأسرار .. وسوف ترد الأسرار بنمط ( الجرعات ) عند اللزوم .