سقطــــــت ما سقـــطــــــــت صــــــــابنها !!

سقطــــــت ما سقـــطــــــــت صــــــــابنها !!


02-23-2020, 07:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582437718&rn=1


Post: #1
Title: سقطــــــت ما سقـــطــــــــت صــــــــابنها !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-23-2020, 07:01 AM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

سقطــــــت ما سقـــطــــــــت صــــــــابنها !!

شعارات مازال يتغنى بها الصبية في الطرقات أثناء اللعب واللهو .. وهي تلك الإيحاءات التي تؤكد العزم والمضي حتى النهاية .. إصرار فرضته الدموع .. ومرحلة أوجدها ذلك التسويف المستدام من نظام البشير البائد .. نظام قد أمتطى التكبر والصلف وأبا أن يستمع للنصائح .. كانت الصيحات تتوالى .. وكانت الأنين والأوجاع تتعالى .. في الوقت الذي فيه كان البشير يرقص .. أما السدنة والبطانة فكانوا على اليقين بأن الأرضية ثابتة !.. كانوا يملكون منتهى الثقة في ديمومة الحال حتى قيام الساعة .. وتلك الثقة المفرطة في التمكين قد أعمى أبصارهم .. وهي تلك الخدعة التي تخدع الكثيرين من أهل الجاه والسلطات .. كانوا لا يبالون استخفافاُ بالصيحات .. وكانوا يضحكون على بكاء الجوعى ويستهترون بدموع الأطفال !.. ويرون أن تلك الأوجاع هي فقط لأهلها الغلابة من الناس الذين كانوا يعصرون الأمعاء ويكابدون الويلات .. وقد نسوا وتناسوا كلياُ أن دوام الحال من المحال .. وأهل الحكمة يقولون : قوة التمكين في الجبال قد لا تقاوم الزلازل في بعض الأحيان .. والوقفة الزائفة فوق الرمال المتحركة قد تنتهي بالزوال !.. وحينها تسقط التأملات الزائفة كالجدار المنهار .. كم وكم نصحنا ذلك البشير .. وكم وكم نصحنا هؤلاء في معية البشير !.. وقلنا لهم أن الجوع كافر وأن المعاناة قد بلغت المدى وأنها سوف تهدم القلاع .. وحينها ضحكوا كثيراُ وكانوا يرون الزوال مستحيلاُ .. يا ليتهم وقفوا قليلاُ واستمعوا لصوت العقل !.. ويا ليتهم مالوا قليلاُ للاستجابة وتلبية تلك النصائح تلو النصائح .. ولكنهم مع الأسف الشديد بكل صلف وعنجهية تمادوا في مناسك البطش والتنكيل .. وأصروا على المضي في دروب التعالي دون حكمة في القرار .. وهو ذلك التعالي الذي جعل الإسقاط فرضاُ لا محال في لحظة من اللحظات .. فكان ما كان من هؤلاء الثوار الأبطال .

ولكن تعالوا لنقف اليوم قليلاُ مع هؤلاء الشباب الذين رفعوا ذلك الشعار : ( سقطت ما سقطت صابنها !) .. حيث نجد الأحاسيس قد تبدلت في هؤلاء الشباب .. وهي غير الأحاسيس في الماضي .. وقد انطفأت فيهم شعلة الحماس .. فنجدهم اليوم يتراجعون أسفاُ وندماُ على المآل .. ويقولون : ما كانت توقعاتنا بتلك الخيبة الكبيرة .. حيث انهارت كافة طموحاتنا في مستنقع الطامعين للقيادة .. ولسان حال الشباب الثائر اليوم يقول: ( صابنها حتى أسقطناها ،، ولكننا كنا لتلك العواقب جاهلنها !! ) .. وقد تأكد لاحقاُ للشباب الثائر المثابر أنهم لا يجيدون لعبة الكراسي .. فتلك لعبة خطيرة هي لأهلها الماكرين الخبثاء .. وهي لعبة يعرفها أصحاب المآرب السياسية في البلاد منذ الاستقلال .. هؤلاء رجال الأحزاب والسياسة والرموز .. والمعروف طوال التجارب السياسية السابقة أن أفشل المتسابقين في ميادين السباق هو ذلك الشعب السوداني !.. فهو دائما وأبداُ يحصد ( الطيش ) في الدرجات .. وتجري عليه مقولة ( خائب الرجاء ) في كل المناسبات !.. حيث يستميت كل مرة انتفاخاُ ويقدم التضحيات في الأرواح والأنفس ثم يخرج من الولائم خالي الوفاض في نهاية المطاف !!.. شعب يجيد ( الإسقاط ) ولكنه لا يجيد لعبة الكراسي .

الشباب الثائر يتحسر اليوم أسفاُ وندماُ ويرى أن الخطوات الأولى للحكومة الجديدة بعد الإسقاط لم تكن موفقة .. وذلك الرئيس الجديد للوزراء لم يكن بذاك المستوى .. ولم يمارس تلك المهمة بالكفاءة التي كانت مؤملة .. وهؤلاء الوزراء في حكومته كانوا أشد خيبة في المقدرات والمؤهلات .. ولا يمارسون تلك المهام بالقدر الذي يحقق طموحات الثورة الشبابية في البلاد .. والأوضاع في كافة الأحوال مازالت هي الأوضاع منذ أيام البشير .. بل تراجعت تلك الأوضاع في البلاد أكثر سوءُ وانحداراُ .. وكانت الآمال والأحلام تتراقص أمام الشعب السوداني .. وتتمنى أن يتواجد في السودان قائد يقود البلاد لبر السلام .. قائد يماثل ذلك القائد الأثيوبي في قوة القرارات وسلامة الخطوات .. ولكن مع الأسف الشديد قد خاب الرجاء في ثمار الثورة الشبابية .