هل عجز علماء النفس في توصيف الشخصية السودانية؟ بقلم د.فراج الشيخ الفزاري

هل عجز علماء النفس في توصيف الشخصية السودانية؟ بقلم د.فراج الشيخ الفزاري


02-22-2020, 01:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582376212&rn=0


Post: #1
Title: هل عجز علماء النفس في توصيف الشخصية السودانية؟ بقلم د.فراج الشيخ الفزاري
Author: د.فراج الشيخ الفزاري
Date: 02-22-2020, 01:56 PM

12:56 PM February, 22 2020

سودانيز اون لاين
د.فراج الشيخ الفزاري-قطر
مكتبتى
رابط مختصر




حتي الان...وحسب علمي، فإن البحوث العلمية الاكاديمية الجادة في دراسة الشخصية السودانية المعاصرة قليلة جدا...ولم اجد في المكتبة العربية دراسة موثقة علميا تتناول أبعاد هذه الشخصية ومكوناتها النفسية كالدوافع والميول والاتجاهات والعواطف والقدرات العقلية والمشاعر والاحاسيس باعتبارها مكونات اساسية في تحديد ملامح الشخصية يعتمد عليها العلماء عادة بالتركيز عبر الاختبارات والمقاييس المقننة حتي تعطي في النهاية نتائج ذات دلالة تقول بان الشخصية التي تم اخضاعها للبحث والدراسة هي بالوصف المذكور بحيث يفرقها عن بقية الشخصيات الاخري عربية كانت او غير ذلك.
هذه الشخصية بسماتها ومكوناتها الوجدانية والمعرفية والحركية ومدي تفاعلها الحقيقي مع الاخرين...لم توجد بتوصيف علمي عن السودانيين..
نعم، هناك بعض الكتابات السودانية عن الشخصية السودانية لعل ابرزها كتاب الاستاذ/ عمرو منير دهب بعنوان ( كتاب عن الشخصية السودانية ) ولكنه عبارة عن مقالات متفرقة للكاتب تم تجميعها وهي اقرب الي التداعيات الادبية منها الي البحث العلمي.
وكتاب آخر للدكتور صبري خليل في ذات المعني يستند علي منظور فكري فلسفي كما قال المؤلف وبالتالى تنقصه النظرة الشمولية المتكاملة. وهناك ايضا مقالات متفرقة في الصحف والمجلات تتناول الشخصية السودانية منها ما كتبه عبدالرحمن ارباب مرسال...وكذلك ما كتبه دكتور عبدالعزيز مالك...وغيرهما...ولكنها تظل مقالات للقراءة السريعة وتنقصها المنهحية العلمية...ولايمكن الاعتماد عليها في توصيف الشخصية السودانية عندما نقارنها مثلا بكتاب الاستاذ ميلاد حنا (الاعمدة السبعة للشخصية المصرية) او كتاب ( شخصية مصر) للدكتور جمال حمدان.....وهكذا.
[ولكن دعونا وعلي ذات النهج الانطباعي الذي كتب به الاخوان في السودان ان نسأل انفسنا
عندما ( أتخيل ) او ترد الي ذهني كلمة ( الزول السوداني) ما الذي اتخيله في هذه الشخصية بشكل واضح ومحدد بان الذي يقف امامي بملامحه وهيئته وكلامه ....هو شخصية سودانية وليست شخصية لاية جنسية اخري ؟
ما الذي يميز هذه الشخصية عن الاخرين؟
يرتبط بهذا السؤال عدد من الأسئلة الفرعية المساعدة..
هل هي شخصية عاطفية ام عقلانية؟ هل هي منقلقة ام منفتحة علي الجميع.؟ هل هي خيرة ام شريرة؟ جبانة ام شجاعة....كريمة ام بخيلة.. قلقة ام مستقرة...مهادنة ام عنيدة...وعشرات الأسئلة المشابهة التي يستخدمها عادة الباحثون في دراساتهم الأكاديمية حتي يلموا بالقدر الممكن من مكونات الشخصية موضوع الدراسة.


والشيىء بالشيىء يذكر...فهناك عشرات ان لم تكن الميئات من الاختبارات والمقايسس النفسية المستخدمة في دراسة الشخصية ، اذكر هنا أبرزها: ( إختبار منسيوتا متعدد الاوجه) لالبورت و( مقياس جليفورد لقياس السمات الشخصية) و (مقياس مفهوم الذات ) لعماد الدين اسماعيل و( مقياس ايزنك للشخصية) ترجمة جابر عبدالحميد....وغيرها من الاختبارات والمقاييس التي اصبحت معروفة لطلاب الجامعات.
وفي تجربة مثيرة ..حاولت تطبيق بعض هذه الاختبارات علي بعض المعارف من بلدياتنا( كما يقولون ) فكانت النتائج صادمة بحق وحقيقة...وهي ان الشخصية السودانية تحمل كل تلك التناقصات بكل اريحية دون ان يسبب لها ذلك اي نوع من انواع الصراع او عدم الثبات الوجداني فهو متصالح مع كل هذه المتناقضات واللهم لا حسد.!!
قد تكون هذه النتائج غير قابلة للتعميم لصغر حجم العينة مثلا أو لعدم اتباع خطوات البحث العلمي المنهجي...كل ذلك صحيحا...ولكنها في ذات الوقت تعطي إشارات ومؤشرات بضرورة فتح هذا الباب لمزيد من البحث والدراسة الجادة.
والسؤال الذي قد يطرأ علي القاريء الذكي: ما الهدف من إثارة هذا الموضوع وما اهميته اصلا في البحث عن توصيف الشخصية السودانية؟
ترتبط الاجابة علي السؤال بالهدف عن دراسة الشخصية...وكل دولة يجب ان تكون لها شخصيتها المتميزة.. وهذا التميز ناتج من تميز مواطنيها ...وكلما ما كانت الشخصية القومية محددة الملامح من حيث الصفات والحالات النفسية والتفاعل مع الاخرين بقدر ما سهل علي السلطة واصحاب القرار من تحديد احتياجات المواطن ليست المعيشية فقط بل كل اوجه حياته.
وللأسف وحتي هذه اللحظة نحن بعيدين بمسافات طويلة عن فهم الشخصية السودانية لان دراستها بمنهج علمي لا زالت ايضا عصية علي الدارسين ..ربما لصعوبة التعامل معها ...وربما لتغلب مزاجها بين اليوم والاخر او ربما لاسباب اخري يمكن للبحوث والدراسات المستقبلية ان تكشفها وتساعدنا نحن السودانيين للتعرف عن حقيقة شخصياتنا علي مرتكز علمي وليس انطباعي متغير.
د.فراج الشيخ الفزاري
[email protected]