لا يفـــــــرح الأذكيـــــــاء بأزهـــار ( العشــــــــر ) !!

لا يفـــــــرح الأذكيـــــــاء بأزهـــار ( العشــــــــر ) !!


02-21-2020, 08:56 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582271795&rn=1


Post: #1
Title: لا يفـــــــرح الأذكيـــــــاء بأزهـــار ( العشــــــــر ) !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-21-2020, 08:56 AM
Parent: #0

بسم الله الرحمن الرحيم

لا يفـــــــرح الأذكيـــــــاء بأزهـــار ( العشــــــــر ) !!

ترد الأنباء من حين لحين .. فيها ما تسر الأنفس وفيها ما تغم .. وتلك نقطة جوهرية تتجلى فيها مقدرات العقول في التمحيص والتحليل والأحكام .. حيث النقطة التي تمثل مفترق الطرق بين ذلك الجاهل البدائي البسيط وبين ذلك العالم المحترف .. جاهل يفرح لمجرد ( النبأ ) والنازلة ومحترف يعرف أسرار العواقب .. وحينها كل ( إناء بما فيه ينطح !) .. غشيم يخدع الذات بــزيف الأماني .. وعاقل يحتاط للخطوات في مستقبل الأيام .. وأي نبأ مهما يرد قد يترك الأثر بمقدار الحصافة في الإنسان .. فهي واقعة قد تسر أهلها للحظات ثم تتلاشى كالسراب دون آثار .. وفي الناس من يهدر الحياة والأعمار في تلك الأحلام المستحيلة .. ويبني قصور الآمال في الخيال .. يفرح لمجرد السمع وهو يجهل المضمون !.. وفي عرف هؤلاء البسطاء فإن مجرد رنين الأجراس يمثل ذلك الخلاص .. صوت مقدس لديه يستحق السجود !.. وهو بالتأكيد مخدوع وغشيم في ذلك الاعتقاد .. والساحات تضج دائماُ بهؤلاء الذين يمتطون الأهواء ويمثلون الكتل المخدوعة في المجتمعات .. وهي كتل تشتكي العلل في مستوعبات عقولها وأمخاخها .. حيث الثقافات والمعارف السليمة تجد الصعوبة في أروقة عقولها تلك الخاملة الجدباء .. ولذلك فإن السخرية والاستهانة دائماُ تلاحق هؤلاء الأغبياء من أبناء البشر في كل الأوقات والأزمان .. هؤلاء الذين يرقصون طرباُ عند مشاهدة بوادر النوار فوق الأغصان .. ويجهلون أن القيم ليست بتلك المظاهر والألوان .. إنما القيم في ثمار الحصاد .. والعجالة في الأحكام قد تخذل هؤلاء في نهاية المطاف .. ومثلهم في ذلك كمثل من يرقص طرباُ عند مشاهدة بوادر الأزهار لنبات ( العشر ) .. تلك الأزهار الزاهية التي تلوح بالجمال والنضار .. والمعروف للعقلاء أن ثمار ( العشر ) في نهاية المطاف هي تلك البالونات المنفوخة الكاذبة !.. مجرد نفخات فارغة في أعماقها تلك الهوامش اللاهية الهزيلة التي تتطاير في الأجواء .. فهي هوامش لا تسمن ولا تغني من الجوع !.. والتي إذا وضعتها في كفوف الميزان لا تعطي وزناُ أو ثقلاُ يقال .. وهؤلاء البسطاء من الناس دائماُ يرقصون لمجرد الأنباء والأخبار .. ويزيدون الأمور مسخرة حين يسكبون المياه المتاحة على الأرض طمعاُ في مياه السراب !.. أما الآخرون من الناس العقلاء فيمثلون ذلك ( الرقم الصعب ) في المعادلات .. وهم هؤلاء الأشداء الذين يجيدون بـــرم الحبــال .. حيث يكتسبون المهارات بكثرة المواجهات والشدائد .. ويقال في الأمثال : ( كثرة الطرق على الحديد يزيد الحديد قوةُ ومتانةُ ! ).. كما يقال أيضاُ : ( النوازل تلو النوازل فوق الرمال المتحركة تخلق الأرضيات الثابتة في يوم الأيام ! ) .. وهؤلاء الأقوياء من الناس دائماُ يكتسبون المناعة بكثرة التواجد في أفواه المدافع والزوابع والرعود .. وقلة الفهم في هؤلاء الجهلاء لمغزى تلك المعاني العميقة قد تمثل فائدة عظيمة لدى هؤلاء العقلاء لم تكن يوماُ في الحسبان !. بل مجرد ضربة من ضربات الحظوظ !