سِلاحنا الأمْضى ..! بقلم هيثم الفضل

سِلاحنا الأمْضى ..! بقلم هيثم الفضل


02-20-2020, 05:29 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582172955&rn=0


Post: #1
Title: سِلاحنا الأمْضى ..! بقلم هيثم الفضل
Author: هيثم الفضل
Date: 02-20-2020, 05:29 AM

04:29 AM February, 19 2020

سودانيز اون لاين
هيثم الفضل-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر



صحيفة آخر لحظة

مِداد حيَّويْ –



وهل فضيلة الحرية وقداسة العدالة إلا مُجمل ما يمكن أن نجدهُ في (حُسن الخُلُق وأدب الحوار وإحترام الذات والآخرين) ؟ ، لكن بعضهم يأبى إلا أن (يُشوِّه) وجه هذه الثورة الحسناء المعالم بما يعتقد أنها (الشجاعة الثورية) ولا يدري أنها في الحقيقة ليست سوى (الإنحدار الأخلاقي والقيِّمي) بكل معانيه الشكلية والضمنية ، سيظل ذاك الفيديو المُنتشر هذه الأيام إنتشار النار في الهشيم لفتاةٍ لم يتجاوز عمرها أصغر حفيدات الأستاذ المحامي نبيل أديب وهي تناقشهُ حول تصريحات أدلى بها من موقع رئاسته للجنة التحقيق في فض الإعتصام ولسان حالها وهي تموجُ إنفعالا وثورةً همجية (لست من هذه الأمة ولا أنتمي لأعرافها) ، ظلمت الفتاة نفسها وهزمت قضيتها إن كان لها قضية عندما أحاط بها التكُّبُر وأصابها داء التطاوُل على (الكِبار) سناً وعلماً وخبرةً وأخلاقاً ، هذه الثورة ستظل رغم حملها بين طيَّات مبادئها الكثير من القيَّم والأخلاقيات الإيجابية التي إتفقت حولها معظم شعوب العالم ، إلا أنها ستظل (مُميَّزة) و(مُزيَّنة) بخوصصيات أعرافنا وأخلاقياتنا السودانية الأصيلة ، خصوصاً تلك المتعلِّقة (بممارساتنا) وسلوكياتنا الإجتماعية في شتى المجالات والمواقف والتفاصيل الحياتية اليومية البسيطة والمُعقَّدة ، مثل (شكليات وأدبيات) التعامل والتواصل بين الأصغر سناً وعلماً وخبرة وبين (الكبار) كيفما وأينما كانوا ، في الحقيقة هي واحدة من أبسط الدروس (الأخلاقية والسلوكية) التي يتلقاها الفرد السوداني في مدرسة هذا الشعب االذي علَمنا وما زال يفيضُ علينا علماً وعطفاً ، لذا فمن لم يملك أخلاقيات هذا الشعب فهو إما (مستلب ثقافياً وسلوكياً) ، وإما مشكوكٌ في سودانيته وإنتمائه لهذه الأمة ، فمسيرة ديسمبر المجيدة لن تنتزع بإسم (الثورية) دِثار الحياء والأدب والأخلاق وإحترام الصغار للكبار وتبجيل العلماء وأولي الفضل ، لأنها إن فعلت أو نادت بذلك تكون قد شيَّدت (جداراً فاصلاً) بين مبادئها وشعاراتها وما أزجتهُ للشعب من آمال وتمنيات ، وبين (خصوصياتنا) السودانية ومميزاتنا المُتفرِّدة التي أيَّدتها الأعراف والتقاليد في توحُّد لضمير الأمة رغم ما إحتوى من تنوُّع ثقافي وعرقي وديني.

رسالتي للشيب والشباب : ثورتنا ثورة سياسية سلاحها الأمضى في وجه أعدائها ( سُمو الأخلاق والنزاهة والحياد) .. عُضُّوا عليها بالنواجز فتجريدكم منها أشد خطراً على الثورة من الدولة العميقة وما يُحاك ضدها في جُنح الظلام.