الخطر القادم ، الصراع حول السلطة ، صراع النخب الجديدة بقلم م/ علي الناير

الخطر القادم ، الصراع حول السلطة ، صراع النخب الجديدة بقلم م/ علي الناير


02-19-2020, 03:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1582121913&rn=0


Post: #1
Title: الخطر القادم ، الصراع حول السلطة ، صراع النخب الجديدة بقلم م/ علي الناير
Author: علي الناير
Date: 02-19-2020, 03:18 PM

02:18 PM February, 19 2020

سودانيز اون لاين
علي الناير-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




في البدء نترحم على أرواح شهداؤنا شهداء الكفاح السلمي و المسلح منذ ما يعرف بالإستقلال 1956م و الذين مهروا دمائهم من أجل رفعة الوطن و لبناء دولة الحرية و السلام و العدالة و من أجل أن يظل السودان حراً مستقلاً و لإعلاء كلمته بين الأمم و من أجل صون كرامة الشعب السوداني الذي ظل يعاني من جور و ظلم الأنظمة الحاكمة تلو الآخر إلى أن تم أسقاط آخر نظام قمعي عنصري فاسد و لكن على مايبدو لم تنطوي صفحته بعد ، هذا بناءاً على ما يدور من أحداث و سياسات واقعها يحكي لنا بأننا مقبلين على أزمة جديدة و صراع سلطوي معقد و ولادة نخب جديدة هجين من الهامش و المركز , الصراع الذي سوف يدخل البلاد في وحل من الأزمات ذات التقاطعات الحزبية السالبة و الذاتية الطامحة الطامعة و الجهوية المؤدية للفرقة و الشتات و القبلية المنغلقة التي من شأنها تقويض عملية الإنتقال لنظام الحكم الديمقراطي و مهدد لوحدة البلاد .
الجديد في الأمر أن الصراع القادم ليس صراع على النهج القديم المطلبي بل صراع تناحري حول السلطة ، صراع النخب الجديدة التي إمتطت صهوة جواد الثورة الشعبية السلمية لتسلك طريقها للسلطة من خلال صراع سوف ينهش أحشاء الوطن المعتل ويوقف قطار مسيرته نحو الديمقراطية وهذا ليس مجرد إطراء ولكن واقع ماثل أمامنا من خلال السلوك التفاوضي في جوبا و مآلات الأوضاع الإقتصادية الخانقة و الإجتماعية المزرية التي تحيط بالبلاد و إنعدام الأمن نسبة للفراغ الإداري و الدستوري على مستوي الولايات وعدم التنسيق بين المجلسين السيادي و الوزراء و التغول على الصلاحيات و التصريحات الغير مبررة للذمة لبعض المسئولين عند الفشل في المهام و توجيه الإتهام للآخرين بعرقلة مسار الإنتقالية من خلال لقاءات تلفزيونية فضفاضة و المحاولات المتكررة لتلميع بعض الشخصيات و إضفاء الصبغة الوطنية لهم و الحديث عن الدعم الذي يقدمونه للشعب السوداني و إعتقادهم بأن هناك جهات من قوى التغيير تعترض عليه لدرجة أنهم أحياناً يقدمونه تحت الطاولة بحسب تعبيرهم ، و في الحقيقة دعمهم تعتريه الشبهات و لايأتي عبر القنوات الرسمية للدولة مما جعل الشعب بدوره يتسائل عن مصادرالأموال و أوجه صرفها بعيداً عن الحكومة التنفيذية .
الصراع السلطوي الذي برزت أنيابه بات حقيقة وشيكة لابد من مواجهتها بكل الوسائل الثورية المتاحة لكبح جماح و طموحات إنتهازيو المرحلة الإنتقالية الذين فرشوا طريقهم بدماء شهداء ثورة ديسمبر المجيدة وشعاراتها النبيلة حرية سلام وعدالة ، الثورة التي لم يتحقق منها غير الخلاف و الإختلاف بين المكونات السياسية و العسكرية برغم حديثهم الزائف حول مسألة مشاركة الجميع في إنجاح الثورة السلمية و بأنهم شركاء يتوجب عليهم التعاون و العمل سوياً من أجل حماية مكتسبات الثورة و تحقيق أهدافها السامية و إنهاء معاناة الشعب السوداني ، كل ذلك النفاق كان بهدف إستلاب إرادة الشعب ، الشعب الذي أصيب بخيبة أمله في الساسة من أبناءه طالبي الوظائف من أجل نهب قوته و أمواله لتحسين أوضاعهم الشخصية و تأسيس أحزابهم على شاكلة حزب المؤتمر الوطني البائد و على حساب المصلحة الوطنية و البلاد تمر بمرحلة حرجة كان واجباً عليهم مراعاتها و حقوق الشهداء و الأجدى لهم العمل لإيجاد مخرج و حلول للأزمة الحالية التي تتطلب تتضافر جهود الجميع و تقديم التضحيات للإنتقال السلس للعملية الديمقراطية السليمة و السلمية لبناء دولة قوية تكون مظلة لحماية الجميع .
م/ علي الناير