نعم زرت الصين !!! بقلم نورالدين مدني

نعم زرت الصين !!! بقلم نورالدين مدني


02-16-2020, 08:13 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1581880426&rn=0


Post: #1
Title: نعم زرت الصين !!! بقلم نورالدين مدني
Author: نور الدين مدني
Date: 02-16-2020, 08:13 PM

07:13 PM February, 16 2020

سودانيز اون لاين
نور الدين مدني-استراليا
مكتبتى
رابط مختصر




كلام الناس


التدقيق في هوية المريض في أستراليا أمر معتاد عند كل مقابلة رغم العلومات الكاملة المسجلة ومحفوظة في شبكة النت، إبتداء من الإستقبال وحتى أمام الطبيب المختص في كل مراحل العلاج .. لكن في زيارتي الأخيرة لعيادة العيون بمستشفى ويستميد فاجأتني مسؤولة الاستقبال بسؤال مختلف.
بعد أن أكملت أخذ المعلومات الشخصية من إسم وتاريخ ميلاد وعنوان و..الخ سألتني بلامقدمات : هل زرت الصين قريباً ؟ أجبت بصدق لا .. علقت باسمة وهي تضخم ال"لا" حقاً لا، وبعد أن تأكدت من اطمئنانها قلت لها لكنني زرتها قبل سنوات خلت.
أكتب هذا بمناسبة الهلع المبالغ فيه من الصينيين بعد انتشار مرض الكورونا الذي انطلق من الأراضي الصينية، وأحمد للحكومة الأسترالية حرصها على نقل مواطنيها الموجودين في الصين بطائرة خاصة وحجزهم في جزيرة كريسماس تحت الرعاية الصحية لحين الاطمئنان على سلامتهم من المرض.
انتشرت بصورة مبالغ فيها الطرائف والكاريكاتيرات التي تتضمن تحذيرات ومخاوف من الصينيين لم تخل حتى من السخرية بأهلنا في السودان ضمن هذه الحملة غير المبررة.
على المستوى الشخصي لم أغير تعاملي مع من أعرف من الصينيين الموجودين في أستراليا وحرصت على التعامل معهم دون خوف خاصة وانهم يعملون في أماكن عامة من بينها المستشفيات.
كما ذكرت من قبل فإن علاقتي بالصين بدأت منذ سنوات خلت قبل أن تتمدد علاقات الصين في بلادنا و في العالم أجمع، زرتها مع كوكبة من الصحافيين من السودان الواحد من بينهم ثلاثة من أبناء جنوب السودان، وقفنا وقتها على تجربة العمل الإعلامي والصحافي في الصين.
كانت الصين قد بدأت الخروج من تحت القبضة الحديدية للحزب الشيوعي وتنفتح على العالم الغربي دون أن تتخلى عن أيديولوجيتها الإشتراكية المتميزة، ومنذلك تلك الفترة حدثت نقلة كبيرة في الصين.
استوقفنا في تلك الحقبة اللبس الموحد لكل الصينيين رجالاً ونساءًا الذي كان أشبه ب"الأبرول" الذي يرتديه غالباً العمال أثناء ساعات العمل، وهانحن الان نشهد كيف أنهم أصبحوا ينافسون العالم في إرتداء مختلف الأزياء المواكبة لأحدث مستجدات الموضة، وإن ظلوا يحرصون على الإحتفاظ بهويتهم الثقافية والمجتمعية.
ما أود قوله هنا أن المرض ليس له وطن ولا يمكن حصره في إثنية معينة ولا ينبغي تعميم الأحكام الجائرة التي لم تخل من عنصرية مبطنة التي تؤججها الصراعات والمصالح الإقليمية والدولية تحت مظلات ثقافية وإثنية لاتخدم للإنسانية قضية.