احلام حميدتي بالترشح للانتخابات..أوهام ظلوط بقلم د.أمل الكردفاني

احلام حميدتي بالترشح للانتخابات..أوهام ظلوط بقلم د.أمل الكردفاني


02-16-2020, 08:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1581880298&rn=0


Post: #1
Title: احلام حميدتي بالترشح للانتخابات..أوهام ظلوط بقلم د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 02-16-2020, 08:11 PM

07:11 PM February, 16 2020

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر





يتضح أن حميدتي انتقل من عقلية الصحراء المنطقية لعقلية الحضر الحالمة.
تصريحات حميدتي تدل على أن هناك جهات أجنبية تستدرجه وتوهمه بتسنم حكم الدولة عبر الانتخابات القادمة واعتقد انها دول الإتحاد الأوروبي خاصة ألمانيا.
حميدتي لا يملك سوى المال والسلاح، ولكنه مرفوض من الشماليين. فمهما حدث لن يتمكن من نيل رضاهم والآلة الإعلامية للقحاطة تعمل على تدمير سمعة حميدتي، والمنطقي أن الدول الغربية ستعمل على تصفيته في نهاية هذه الفترة.
إن سياسة ما بعد سقوط البشير هي سياسة إعادة الأمور إلى نصابها الذي كانت عليه منذ الاستقلال وهو إحكام المجموعات الشمالية ذات المصالح والتاريخ المشترك لقبضتها على السلطة والثروة. حيث يجتمع الرأسماليون منهم(داوود، مو، الشيخ،..الخ) مع المدنيين مع حماية عسكرية ودعم أوروبي للسيطرة على الواقع السياسي ما بعد الثورة. تماماً كما هو الحال في موريتانيا وجنوب أفريقيا قبل الاستقلال. لذلك تحاصصت القوى الشمالية فيما بينها ورفضت التحاصص مع قوى الغرب.
حميدتي يملك الانقلاب العسكري على القحاطة لكنه يعرف أنه مرفوض في شوارع الخرطوم بعد تشويه سمعته تشويها بالغاً عبر قوى الشمال التي تعالج ما انتزعه منها الترابي حين مدَّد السيطرة إلى قوى من الغرب وخاصة الزغاوة والفور. فأغلب أعضاء المؤتمر الشعبي ومنهم وزير العدل الحالي من الغرب أو جبال النوبة.
أثَّر ذلك التواجد الزخيم لأبناء الغرب في السلطة إبان عهد حكم الترابي على زعزعة هيمنة العنصر الشمالي التاريخية على مفاصل الدولة، لذلك كان لابد من قلب الصورة عندما تمت إزاحة البشير عن السلطة، فقد تعمدت تلك القوى تبخيس دور النضال المسلح في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان...فحتى الشهداء الذين ماتوا قبل وخلال الثورة في تلك المناطق لم يعتد بدمائهم. ثم تراجعت ذات القوى عن التفاوض مع قوى الغرب رافضة المحاصصات ثم تحاصصت هي بعد ذلك فيما بينها...لقد عرف الصادق المهدي هذا التوجه الأوروبي فتملص من حلفاء الأمس وأصبح عروبياً فجأة، وبات يدافع عن فلسطين بكلمات مثيرة للضحك لأنها كريش الطاؤوس في جسد الغراب.
حميدتي يعتقد أنه قادر على استقطاب مشاعر الشماليين بسلوكيات مهذبة، ولكنه لا يعرف أن جون قرنق كان من أكثر الشخصيات السياسية تهذيباً ومع ذلك لم ولا زال غير مقبول شمالياً.
السلطة والثروة في السودان ظلت داخل مثلث حمدي بتراتب هابط أعلاه الشمال وأدناه الشرق ووسطه عرب شمال كردفان لوجود تواصل تاريخي تجاري واقتصادي بينهم وبين الشمال.
وواضح أن هناك تيارً يوجه الإعلام نحو نسخة شمالية محضة منذ سقوط البشير حيث الإهتمام بالأشكال والألوان أكثر من المحتوى والفحوى.
يمكن لحميدتي أن يكون حصيفاً إذا ترك عشقه لأن يكون شمالياً وعاد إلى دارفور وساوى أوضاعه هناك ليسيطر على الغرب عبر محاصصات مستقلة عن محاصصات المركز وبالتالي يحتفظ بثقله العسكري والمالي باستمرار ويمكنه ذلك من التفاوض لمصلحة الغرابة وباسمهم وبتعاضد مع القوى الاجتماعية والمسلحة هناك لتشكيل جسد موازٍ لجسد السيطرة المركزية للشمال. كما يمكنه أن يخلق أجساداً قوية في الشرق والنيل الأزرق وهكذا يتمكن تماماً من فرض شروطه مستقبلاً بهذا الحصار.
أما محاولاته الساذجة هذه لاستدرار التعاطف من الشمال فهي محاولات طفولية لا قيمة لها فعودته إلى مسقط رأسه وحدها هي التي تحميه وقد تحقق طموحاته المستحيلة.