لا يزال عشمهم في الخارج أكبر بقلم كمال الهِدي

لا يزال عشمهم في الخارج أكبر بقلم كمال الهِدي


02-15-2020, 04:18 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1581779913&rn=1


Post: #1
Title: لا يزال عشمهم في الخارج أكبر بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 02-15-2020, 04:18 PM
Parent: #0

03:18 PM February, 15 2020

سودانيز اون لاين
كمال الهدي-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر




تأُمُلات


. كثر الجدل في اليومين الماضيين حول ما إذا كانت زيارة دكتور حمدوك لألمانيا تستحق كل هذا الضجيج، وهل كانت هناك عقوبات ألمانية مفروضة على السودان أم لا!
. ومع اقتناعي التام بأن أوروبا كلها صارت مجرد تابع لأمريكا التي إن رضيت عنك فتح لك الأوروبيون أبوابهم وإن غضبت عنك القوى العظمى الوحيدة في عالم اليوم، أغلقوا هذه الإبواب في وجهك.

بالرغم من هذه القناعة، إلا أن تركيزي في مقال اليوم سينصب على موضوع آخر.

. فقد لفتت نظري بعض كلمات الدكتور حمدوك أثناء مؤتمره الصحفي برفقة رئيسة وزراء ألمانيا ميركل.

. أكد رئيس الوزراء خلال حديثه المقتضب أنهم وضعوا بعض نساء بلادي في مواقع مؤثرة نظراً لدور كنداكات السودان في ثورة ديسمبر الفتية.

. وهنا أرى أن حمدوك يقدم لنا نصف حقيقة، وهذا في نظري أمر موجه لخلق بروباجاندا إعلامية لا تنسجم مع توجهات شباب الثورة (ناس الرصة والمنصة والشفوت الذين أعلنوا إنتهاء زمن الغطغطة).

. صحيح أن حكومة حمدوك اعترفت بحق النساء الأصيل ومشاركتهن الفاعلة في الثورة.

. لكنها، إي الحكومة أولاً لم تمنحنهن النسبة العادلة في المشاركة.

. وثانياً، وهذا هو الأهم في رأي أن حكومتنا الانتقالية لم تحسن الإختيار للمواقع النسائية الحساسة التي حدثنا عنها رئيس الوزراء.

. فرئاسة القضاء، أحد أهم مناصب حكومة الثورة وأكثرها حساسية مُنح لإمراة توضح كل أفعالها إرتباطها بالنظام القديم.

فهي تقف حجر عثرة أمام إصلاح هذه المنظومة العدلية.

. وكما يعلم الجميع لا يمكن تطبيق أحد أهم شعارات الثورة بدون هذا الإصلاح.

. ووزارة الخارجية ذهبت لإمرأة يعز علي وصفها ب (كنداكة)، فهي لم تقم بأي عمل تستحق عليه هذا الوصف.

. بل على العكس ما زالت تفسح المجال للكيزان في وزارتها وتنصبهم كمان في اللجان المعنية بالمراجعة والتطهير.

. وبالرغم من الشكاوى المستمرة ضد هذه الوزيرة لم يفكر حمدوك مجرد التفكير في اقالتها.

. وإتساقاً مع شعارات الثورة واحتكاماً لأدبها الجديد، كنت أتوقع قبل أن يحدث حمدوك العالم عن المشاركة المؤثرة لنساء بلادي، أن يصحح هذين الاختيارين، ففيهما إساءة لكنداكات السودان اللائي تحملن الكثير من العنت والعذاب من أجل هذا التغيير الذي لو لاه لما صار دكتور حمدوك رئيساً لوزراء السودان.

. ودعكم من هذين المنصبين الكبيرين وتعالوا نراجع بعض الوظائف الأقل ونسأل ما إذا كانت حكومة حمدوك قد اختارت لها كنداكات شاركن بفعالية في هذه الثورة.

. الإجابة هي لا، ولا كبيرة.

. فقد استعان حمدوك نفسه في مكتبه بمستشارة إعلامية أتت معه من خارج الحدود، مع أن الطبيعي أنك عندما تأتي من الخارج لترؤس حكومة هو أن تستعين بأهل الداخل ممن تنسجم مواقفهم مع شعارات الثورة التي أتت بك.

. وما أكثر الكنداكات اللاتي كن شاركن بشكل يومي في الحراك، فلِم لا يقع الإختيار على إحداهن!!

. مديرة مكتب وزير التجارة مدني بالرغم من طلاقة لسانها التي أدهشت الثوار ذات يوم، إلا أنها موظفة سابقة بمجموعة شركات دال.

. والمعلوم أن غباراً كثيفاً يحوم حول مالك هذه المجموعة، فلماذا هذا الاختيار المريب!!

. ألم يجد مدني كنداكة متفق حولها لتترأس مكتبه!!

. دائرة الاستثمار التي تم تحويلها من وزارة التجارة لتصبح تحت إمرة وزير المالية تترأسها حالياً سيدة اسمها هبة جيء بها من لندن خصيصاً لهذا المنصب، ومرة أخرى نسأل هل استعصى عليهم وجود كنداكة (محلية) مؤهلة ومخلصة لقضية الثورة حتى تكون عوناً حقيقياً لمسئولين انقطعوا عن تفاصيلنا الداخلية لعقود طويلة!!

. أستغرب حقيقة لمثل هذه الاختيارات المثيرة للجدل، في قت كان من الممكن أن أن تحسن فيه قوى الثورة الاختيار حتى يتفرغ الجميع للعمل، بعيداً عن مثل هذا الجدل وتداول الأسئلة الحائرة.

. لكن اختياراتهم غير الموفقة تفسر لي جزئياً التوجه المستمر لمعظم وزراء الحكومة للخارج.

. فهم يصرون على أن الحلول لابد أن تأتي من هذا الخارج مع أن واقع السودان يؤكد أنه يستحيل أن يكون هناك حل مستدام ما لم يركز رئيس الوزراء وحكومته على الداخل الذي جعل هذا التغيير ممكناً.

. ولو كان الخارج بدوله ومؤسساته ومنظماته الإنسانية يحل مشاكل الشعوب المستضعفة لتدفقت الأموال علي حكومة حمدوك منذ أول شهر ولُحلت الضائقة المعيشية الخانقة.

. لكن العكس هو الصحيح.

. فهذا العالم الخارجي ومؤسساته المختلفة يسعدهم جداً أن تظل ضعيفاً ولاهثاً وراء مساعداتهم المشروطة كل يوم.

. فلماذا ننجر وراء كلمات دكتور حمدوك الرنانة ونسعد بكل زيارة خارجية أو لقاء يقوم به بهذا الشكل الهستيري وكأنه فتح جديد!!

. هل سألنا أنفسنا لماذا وقفت كل هذه البلدان والمؤسسات الدولية متفرجة على الظلم والقتل والنهب والتعذيب الذي تعرضنا له كشعب على مدى ثلاثين عاماً!!

. هل سألنا أنفسنا عما فعلته هذه المنظمات الإنسانية للاجئين السوريين الذين يعانون أشد المعاناة في خيم تفتفر لكل ما يحتاجه بشر يواجهون برداً قارصاً وثلوجاً لا تتوقف!!

. فلماذا هذا التعويل المستمر على من لم يرحموا أي شعب مستضعف قبلنا!!

. ما لم يركز دكتور حمدوك على الداخل ويستنفر طاقات شباب الثورة وتدور حكومته عجلة الإنتاج لن يحترمنا هذا الخارج ولن يقدموا لنا سوى الوعود.

. فكفانا فرحاً زائفاً ولنطلب من دكتور حمدوك ووزراء حكومته أن يصروا على الحل السوداني لكي (نعمل معاً) فعلاً لا قولاً من أجل العبور.

. فما حك جلدك غير ظفرك.