Post: #1
Title: عن دعم الإمارات يحدثكم الجاكومي!! بقلم كمال الهِدي
Author: كمال الهدي
Date: 02-14-2020, 06:38 PM
05:38 PM February, 14 2020 سودانيز اون لاين كمال الهدي-الخرطوم-السودان مكتبتى رابط مختصر
تأمُلات
. بعد أن ألِفنا تهريجه وثوراته التي ما قتلت ذبابة في الوسط الرياضي، صار الجاكومي (سياسياً) يحدثنا عن دعم الإمارات وجحود وزير الصناعة والتجارة!
. تباً للمحاصصين الذين أهدروا الكثير من وقت وطاقة الثوار في محادثات سلام عبثية أصبح كل من هب ودب عضواً ومشاركاً مؤثراً فيها.
. حتى وقت قريب ما كنا نسمع لمحمد سيد أحمد صوتاً سوى في الكورة وقضاياها الخاسرة.
. صحيح أننا سمعنا عن انتمائه وقتذاك للحزب الإتحادي، لكننا لم نعرف له نشاطاً سياسياً ظاهراً، أو معارضة جادة لنظام اللصوص.
. أما اليوم فقد صار الرجل جبهوياً ثورياً ورئيساً لقطاع الشمال، وأضحى صوته عالياً، فالسياسة السودانية لا يرتقي سلالمها إلا ذوي الأصوات العالية بغض النظر عن انجازاتهم وتاريخهم النضالي.
. ما كنت سأتطرق لهذه الشخصية لولا تصريحاته حول دعم مقدر مفترض للإمارات، وافتراضه أن جحود الوزير مدني ونكرانه لدعم (الأصدقاء) سوف يعقد من مشاكلنا الاقتصادية.
. بالطبع لم أقصد بهذا المقال الدفاع عن الوزير مدني فلست راضياً أصلاً عن أدائه، لكن استفزتني جداً عبارات الخنوع والإذلال ولغة (الشحدة) التي تحدث بها الجاكومي.
. هكذا هم دائماً ساستنا القدامى والجدد، لا يهتمون بكرامتنا إطلاقاً، وينصب جل همهم وتركيزهم على إرضاء أولياء النعمة.
. شعور مؤسف بالدونية وتصوير لبلدنا وكأنه الفقير لدعم الآخرين دائماً وتجاهل متعمد لثروات وإمكانيات هذا السودان الغني.
. فعندما يتحدث الجاكومي وغيره من الساسة عن عون دولةالإمارات الذي يصفونه بالكبير، عليهم أن يتذكروا حجم أموالنا وثرواتنا التي ظلت تتدفق عندهم منذ سنوات طويلة.
. وحين يأتون على سيرة دعم الأصدقاء لثورتنا العظيمة، على هؤلاء الساسة أن يتأكدوا من أننا ليس سذجاً ولا أغبياء ولا نحمل ذواكر سمكية.
. فكل دول الإقليم المعنية ظلت داعمة للطاغية المخلوع ونظامه سيء الذكر حتى الحادي عشر من أبريل 2018.
. وقد سعوا جميعاً لتحقيق مصالحهم من خلال الكثير من الصفقات المُجحفة مع نظام الكيزان الفاسدين عديمي الوطنية.
. والحقيقة أنهم لم يدعموا ثورتنا، بل حاولوا وما زالوا يجتهدون لإجهاضها وتفريغها من كل معانيها.
. ويساعدهم في ذلك للأسف الشديد ساسة يمشون بين الناس بلا ضمائر.
. حديث أن الدولة الفلانية أو العلانية منحتنا مليارين من الدولارات أو ثلاثة لم يعد ينطلي عل هؤلاء الثوار الواعين تماماً لما يجري.
. أبسط مواطن سوداني يعلم أن المليارين أو الثلاثة يمكن أن تجنيها أي من هذه البلدان من الصفقات المجحفة التي أشرت لها آنفاً ربما في أيام معدودة.
. الناس ما نايمة على (اضنيها) يا سي الجاكومي، وجلهم يعلمون عن كميات الذهب والصمغ العربي وغيرهما من منتجاتنا ومواردنا التي تباع للآخرين برخص التراب.
. فكفاكم استهبالاً واتقوا الله في أهلكم ووطنكم.
. لو امتلكنا سياسياً واحداً في وطنية كاغامي رواندا لعرفنا كيف نستثمر مواردنا التي لا تحصى ولا تعد لنصبح قوة اقتصادية ضاربة في سنوات قليلة.
. (فينا المكفينا) فلا تقلبوا علينا المواجع بعد أن أُبتليت هذه البلاد برجال سياسة (نص كم) لا يفكرون سوى في مصالحهم الشخصية والحزبية الضيقة.
. بعد كل التضحيات والدروس العظيمة التي قدمها الثوار توقعنا أن يرتقي ساستنا قليلاً ، ويقدروا هذه التضحيات ويثمنوا مفاهيم هذا الجيل المتدفق وطنية.
. بعد ما شاهدناه من تضافر وقيم وسمعناه من شعارات رائعة وما عايشناه من انزال فعلي لعبارات مثل ( عندك خت ما عندك شيل) على أرض الواقع تعشمنا في أن يتهذب سلوك الكبار بأدب الثورة، لكن الواضح أن هؤلاء القوم لا يملكون ما يقدمونه لوطنهم سوى الخذلان.
|
|