بختك يـــا البشير لقــــد أراحــــك الله من فـــــلق الدمـــاغ !!

بختك يـــا البشير لقــــد أراحــــك الله من فـــــلق الدمـــاغ !!


02-11-2020, 08:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1581406814&rn=0


Post: #1
Title: بختك يـــا البشير لقــــد أراحــــك الله من فـــــلق الدمـــاغ !!
Author: عمر عيسى محمد أحمد
Date: 02-11-2020, 08:40 AM

07:40 AM February, 11 2020

سودانيز اون لاين
عمر عيسى محمد أحمد-أم درمان / السودان
مكتبتى
رابط مختصر



بسم الله الرحمن الرحيم

بختك يـــا البشير لقــــد أراحــــك الله من فـــــلق الدمـــاغ !!

يكفيك أن ترتاح من تلك الزوابع التي توجع الرأس .. والعاقل الفطن لا يسعى إطلاقاُ ليكون رئيساُ لهذا السودان .. وكل من يفعل ذلك يؤكد أنه مختل العقل من الأساس .. وطن من هوله تتساقط الأسنان !.. ومهما يبذل القائد ويبذل فإن أحداُ لن يقابله بالإحسان !.. فالحاكم لدولة السودان هو ذلك المجرم مهما يلبس ثياب الأنبياء .. يستقبله الشعب بالهتاف والتصفيق يوم مقدمه !.. ويطارده الشعب بالحجارة واللعنات يوم رحيله !.. وتلك هي سنة الرؤساء في هذا البلد يا البشير .. حيث الكثيرون من الرؤساء دخلوا من ذلك الباب مرحبين ثم خرجوا من الباب الآخر مطرودين !.. ولا يعاود تلك التجربة إلا جاهل من الجهلاء .. ومن السخرية أن البعض من هؤلاء الرؤساء يجتهد ليعود مرة أخرى لساحة البلاء والابتلاء !!

يا البشير قد أراحك الله من تلك البروتوكولات الفارغة كل صباح .. حيث كنت تدعي بأنك تجاري مشاكل الأمة .. فتلك المشاكل هي عويصة وليست في مقدور كل من يدعي !.. وهي مشاكل قد أعجزت أمهر العباقرة قبلك وبعدك في هذه البلاد !.. كم وكم في هذه البلاد من أدعى وقال : ( أنا لها !! ) ثم فشل في نهاية المطاف !!.. وقد مر بالبلاد أمهر الرجال في المال والاقتصاد ثم صالوا وجالوا في أروقة السودان وأخيراُ وقفوا عاجزين أمام تحديات ( الدولار ! ) .. وكم وكم في هذا السودان من هؤلاء الرجال الذين رسموا وخططوا وزرعوا واجتهدوا لينتجوا ولكنهم فشلوا في نهاية المطاف ؟؟ .. وكل ماهر مؤهل يبذل في هذه البلاد يلاحق باللعنات قبل أن يلاحق بالتحيات !.. فهي بلاد السودان التي يقال عنها ثرية وغنية بمواردها وخيراتها ولكنها منحوسة بأهلها .

أجلس على الأرض يا البشير .. ثم أرتشف فنجان قهوة من الصباح وضع المذياع قربك لتعرف ما يدور في عالم اليوم .. وإذا راق لك أن تعرف شيئاُ عن أخبار شعبك في الماضي فأدر المؤشر في المذياع لتستمع ( العجب العجاب ) .. وحينها سوف تستمع لأول مرة في حياتكم عن حقائق غابت عنكم لثلاثين عاماُ .. وقد تزعجكم أصوات الأنين والبكاء والصيحات والشكاوي والطنين .. وتلك الأصوات كانت موجودة في السودان طوال سنوات حكمكم لثلاثين عاماُ .. ولكنها كانت ممنوعة بقوة السلاح .. وكانت محجوبة عن سمعكم لأنكم كنتم تسدون ( الآذان ) واحدة بالطينة والأخرى بالعجينة !.. وكل من يتجرأ بالإجهار كان يساق لبيوت الأشباح .. والصورة كانت معكوسة غاية الانعكاس .. حيث كان الشعب يكابد ويواجه الويلات .. وحيث كان البشير ورفاقه يتنعمون برغد الحياة في أبراج السعادة العاجية .. ودامت تلك الأحوال لثلاثين عاماٌ حتى كانت لحظة الانفجار .. حيث اللحظة التي مثلت الموت أو الحياة .. فكانت الثورة والانتفاضة التي أبت المزيد والمزيد من الغلاء والمذلة والهوان .

قد جاء الوقت لنبوح بسر خطير .. وهو ذلك السر الذي لا يجوز البوح به في حضرة البشير وجماعته .. لأن الإقرار بذلك السر سوف يجلب الشماتة والسخرية من البشير وجماعته .. وهو ذلك السر الخطير الذي يؤكد أن الشعب السوداني لم يتقدم خطوة واحدة نحو الأمام بعد الثورة والانتفاضة.. فحالات الشقاء والغلاء والبلاء والندرة والصفوف مازالت كما هي .. بل ازدادت ضراوة ُ .. وتلك الأحوال بعد البشير قد تجاوزت حد المعقول بقدر لا تصدقه العقول !.. وكان الشعب يظن في البداية أن رحيل البشير سوف يمثل نقطة الانطلاق نحو السعادة والرفاهية .. ولكنه أكتشف أن ذلك الرحيل واجب على كل أبناء السودان مهما يعلو شأنهم !.. والمعضلة لا تتمثل إطلاقاُ في مرحلة بعينها أو بفئات بعينها .. ولكن المعضلة تتجسد في ذلك الصندوق المشئوم ( صندوق القلاقل ) الذي يسمى دولة ( السودان ).. فهو ذلك ( الصندوق ) الذي يعج بالأوجاع .