مكتبة صوت- من طرف المسيد، بقلم/ عادل سيد أحمد

مكتبة صوت- من طرف المسيد، بقلم/ عادل سيد أحمد


02-03-2020, 06:01 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1580749260&rn=1


Post: #1
Title: مكتبة صوت- من طرف المسيد، بقلم/ عادل سيد أحمد
Author: Adil Sid Ahmed
Date: 02-03-2020, 06:01 PM
Parent: #0

05:01 PM February, 03 2020

سودانيز اون لاين
Adil Sid Ahmed-السودان
مكتبتى
رابط مختصر



في سنوات المراهقة الباكرة، و قبل أن يستقر صوتي على نبرته الراهنة، كنت أجيد تقليد الأصوات، كل الأصوات: بشر، حيوانات، ظواهر طبيعيّة و مطربين، ثم رويداً رويداً، تخصصتُ في تقليد الفنانين، و الفنانين الكبار فقط، و كنت إذا ما استحممت أقضي وقتاً طويلاً، ليس للإستمتاع بالماء الدافيء شتاء و المنعش صيفاً وحده، و إنما لأنني كنت استمتع بالغناء اثناء الاستحمام!
و عندما أشهق من برودة الماء في الشتاء، يكون ذلك خصماً على جودة الأغنيّة، التي كنت ابتدرت غنائها فور قراري الإستحمام، و كان غنائي يجذب اليه شباب البيت، بيد أنّهُ كان مزعجاً للوالد و الجيران...
و اتاحت لي الجمعيّة الإدبيّة في المدارس و الجمعيات الثقافيّة في الجامعة فرصة الغناء شبه المحترف، ضمن الكورالات (الجوقات الموسيقية)... و عندما علم الوالد ببعض تلك الأنشطة، حاول، بموجب قرارات وديّة و تعليقات ساخرة، أن يدفعني للإقلاع عن الغناء، و لكن بلا طائل... و لكنه منعني بصرامة، و قد دق ناقوس الخطر بين جوانحه، و كان هذا لحظة إعلاني بأني قد انتويت: احتراف الغناء!...
و صار الآن موقفُه نهائياً و مكشُوفاً: لا غناء!... لا في الحمّام، و لا خارجِهِ.
و ادَّعي انه: (لا يحب سماع الأغاني!)، و دخل في جدال و سجال، و أورد آراء، ليست من الصَّواب في شيء، و ما أنزل الله بها من سُلطان ، تقلل من شأن الغناء و ضُرُوب الفن الأخرى كلها في الحياة العامة، و كانت مغالطاته، التي تهدف، فقط، لإثنائي عن عزمي، فجَّة و مُضحكة، و لكنها، في نهاية المطاف، افلحت في ازاحتى عن دنيا الغناء و الطرب، و تراجعت قدرتي على التقليد، و صار صوتي يابساً تنقصه المرونة بسبب ركود حبال الصوت و خمولها.
و الآن، أطمأن الوالد لإن ابتعادي عن دنيا الفن بات مسلماً به، بعد خمسة عشر عاماً من التوقف عن ترديد الألجان الشجيّة، و بروز هوايات جديدة، عندها فقط باح لي برغبته في امتلاك مكتبه صوتية، قوامها: أغنيات حقيبة الفن، و قال إنه يحب بشكل خاص أغنيتي: قايد الأسطول و ينوحِن لي حماماتن و يحفظهما عن ظهر قلب! و لكنه لم يكتفي بالقول، فقط، و إنما تغنَّى لإبراهيم عبد الجليل، برغم الصوت الواهن، بطلاوة و حلاوة زينت أمسية استثنائية: بحق!