يحلُّو الحلَّ بَلَّة

05:49 AM February, 01 2020

سودانيز اون لاين
Adil Sid Ahmed-السودان
مكتبتى
رابط مختصر

كان (بلَّه) شاباً بلطجياً يقلع حق الناس: عينك... عينك*! وكان مُولعاً بالسُكرِ وبعْزَقة* الفلوس في الأنادي الكائنة في طرف الحلة.
أراد أحد الشباب، من الذين يكرهونه، أن ينتقم من (بلَّه) ، فروَّج أُسطورة وسط الناس، مفادها: (أن الفقر سيتجسد ذات يوم في هيئة أحد شباب الحلة**، وسيظهر في وسط السوق وهو يرتدي جلابية سوداء، وسيكون جيبه خالياً من النُقود، وأن كل من يراه سيصاب بالفقر... وسينتقل فقره إلى أولاده، وأحفاده...و كل من يُساهم في القبض عليه، وتغطيس رأسه في النيل مائة مرة، وجلده ألف جلدة، سوف ينعم بالغنى الدائم).
و ذات يوم ظهر (بلَّه) في وسط سوق الحي، وهو يرتدي جلابية*** سوداء... فاندفع نحوه كل رجال الحلة، وهم مسلحين بالعصي...
وحاول (بلَّه) الهرَب، إلا أن الرجال تضافرُوا عليه... وقبضوه، في نهاية المطاف.
ثم إقتادوه لضفاف لنيل، وهناك، قاموا بتغطيس رأسِهِ في ماءِهِ (النيل) مائة مرَّة، حتى كاد يموت من الغرق.
وعندها تدخل أحد أصدقاء بله، وقال لأهل الحلة:
- تذكروا أن الفقرَ لا يحملُ نُقوداً في جيبه، دعونا نفتش جيب (بلَّه) لنتأكد من شخصيته...
ثُمَّ قام صديق بله بتفتيش الجيب الخالي من النقود، إلا أنه أسقط فيه قرشاً بمهارة و خفَّة يد: لم يلحظها أحد، ثم أخرج القرش من جيب بله ولوح به في الهواء...
و نجا بهذه الحيلة، وحدها،و تم حله**** من شر أهل الحي!
ـــــــــــــــــــــــ
*في العلن.
**الحي.
*** الزي الشعبي السائد في السودان.
****فُكَّت كربته.