أمرتهمُ أمري بمنعرَج اللِّوى..!

أمرتهمُ أمري بمنعرَج اللِّوى..!


01-25-2020, 02:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1579914764&rn=0


Post: #1
Title: أمرتهمُ أمري بمنعرَج اللِّوى..!
Author: سيف اليزل برعي البدوي
Date: 01-25-2020, 02:12 AM

01:12 AM January, 24 2020

سودانيز اون لاين
سيف اليزل برعي البدوي-
مكتبتى
رابط مختصر



• اشتعلت النار في بيت جاره.. وكأنه لا يعنيه..!
وسار في الشمس بلا نعال...! واشترى من بقالة يغش صاحبها مرة ثانية وثالثة..!وغيّب الحكمة النبوية: ( ولا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ).
• وقصَده الناصح الحقيقي فما أصغى ولا اتعظ...!
• وأمّه الحكيم الدعوي، فأصر وعاند...
وقصدته جموع فيها ما (يشبه النذير) العُريان، فسخروا وتضاحكوا...!
وما أروع الحكمة الشعرية:
بذلتُ لهم نصحي بمنعرج // فلم يستبينوا النصحَ إلا ضحى الغدِ
فلما عَصَوْني كنت منهم وقد أرَى// غَــــــــوَايتَــــــهم أَو أنَّــنِي غيرُ مهتدِي!

• وحُذر من الاستعجال المتحمس، أو البطء المتراخي، فما بالى ولا عانى..!
• تراكمت الملفات على مكتبه، ولا يزال يصفها ويهملها...
واتخذ مستشارين من بطانته وهواه، وفي النهاية رأيه المقدم، واختياره المسدد..

• وباتت الشورى انتقائية، ويلفها المسلك الإقصائي للأحبة وذوي الخبرة والفكر..
• قامت البراهين، وحضرت الحجج على وجود المشكلة، وتعثر الأداء، فلم يحدث تحركا، أو بادر في المعالجة، فتفاقم الأمر..!
• وصلته النار الصغيرة، وتزايدت الأعباء، وتثاقل الموظفون، وتضاعفت المديونيات، وانسد أفق التفكير والإنجاز والتخطيط... ! وهذا في النطاق الفردي والمؤسسي.
• وأما في القضايا الإقليمية والدولية فحذر الدعاة والمفكرون قديما من براجماتية السياسة الأمريكية فما بالوا ولا دققوا،،،!
• وكتب بعضهم( وجاء دور المجوس ) والخطر الرافضي، فسُخر منه ومن عجائبه وأوابده...!
• وها هم العرب الآن يتجرعون مرارة التفكك وترك (الغول الرافضي) يتمدد ويجتاح أربع عواصم عربية، ولولا ما حصل من توفيق الله ثم (عاصفة الحزم)، الآتية في وقتها لكان الأوضاع في غاية السوء،،،،!
• ولذلك لن يكبح الجنوح والجموح الرافضي إلا بضرب رأس الأفعى وردها مكسورة أو حسيرة في جحرها، جزاء وفاقا....!
• والشام اليوم تُستباح بطريقة فظيعة، و(حلب) تحرق حرقا منذ أكثر من سنتين، وفي الشهر الأخير اشتد الحصار وعظم القصف، وحل التنازع، وتخاذل العرب..!

• الشِّفار تُسن لنا إذا لم نتعظ بما يحصل ونأخذ زمام المبادرة وعجلة الإنقاذ وواجب النصرة..(( إنما المؤمنون إخوة )) سورة الحجرات.
• وحذر مفكرون من قديم من بيع (العراق) أو خذلان (الشام) فإن سقوطهما في أيدي الروافض سقوط لنا جميعا، ودخولنا في وضع مأساوي قاهر...!(( فستذكرون ما أقول لكم)) سورة غافر.
• تعالى صوت المفكر النفيسي إزاء العراق واليمن وإهمال الشام، وحرض على (كونفدرالية)، ولم يؤبه بكلامه..!

• الظرف الراهن يفرض على الجميع ساسةً وعلماء ومفكرين، اليقظة والتصدي للخطر الرافضي والتواطؤ الغربي الصليبي..!
• الغرب الصليبي يخوض (حربا كونية) صليبية، ضد اهل السنة، فلا نخادع أنفسنا بتعايش مزيف، واستعلاء القوي، أو مسؤول قلقي تهريجي، أو دموع تماسيح...! فهم يعدون لنا (أخاديد حارقة)، وما داعش وأخواتها إلا مقدمات للتفتيت والتمزيق...!
• واجب الوقت الاتعاظ وحسن العمل وتقوية الجبهة الداخلية واستعداد عسكري وشعبي، يتماسك تماسكا صادقا، ويرفض الضغط الخارجي والوعود الزائفة، ويدعم السنة،،! (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) سورة الأنفال . ولدينا في تجربة (تركيا) الانقلابية خير دليل وموعظة لمن كان له عقل أو ذرة من تمييز، فالغرب والباطنيون يقتلونكم بدم بارد، فماذا تنتظرون، وما سيكون في الغد....،؟!

ومضة/ (ولكنكم غثاء كغثاء السيل)،،! ومتى ندفع هذه الغثائية..؟! وحسبنا الله ونعم الوكيل...
-----------------------------------------
القراءة التشاؤمية للأحداث خارجة من نفسية حزينة مكتئبة، لا ترى إلا السواد المعتم، والغموض والمخاطر .(( فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا )) سورة النساء .
• ناشئة من قلة الوعي القرآني والفهم الحديثي والتاريخي، فتسكب المدامع، وتذر العمل..!
• وفي الحديث(اعملوا فكلٌ ميسرٌ لما خُلق له ).
• يقول نبيكم صلى الله عليه وسلم(ويُعجبني الفأل قال قيل : وما الفألُ ؟ قال : الكلمة الطيبة ) كما في الصحيحين . وفي الحديبية وقد ضاق الصلح، وصُدوا عن البيت، فحضر سُهيل بن عمرو فقال (هذا سُهيلٌ قد سهَّل اللهُ لكم أمرَكم).
• لكل ضيق انفراجة، ولكل حُزن سرور، ولكل عسر يسر، ولا يغلب عسر يسرين(فإن مع العسر يسرا)سورة الشرح.

عسى الكرب الذي أمسيتُ فيه يكون وراءه فرج قريبُ
فيأمن خائف ويُفَك عانٍ ويأتي أهلَه النائي الغريبُ
• أعظم فرص الأعداء ومداخلهم، في اختراقنا وإضعاف معنوياتنا..!(( إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وَخَافُونِ ))سورة آل عمران. قال ابن عباس وغيره: يخوفكم بأوليائه.
• والمقصد: يخوفكم من نحو ما يشيع الآن من عدو مبير، أو جيوش جرارة، أو ترسانة فتاكة، أو تآمر دولي،،،!
• المتشائمون على غفلة من الوعد الرباني بتمكين هذه الأمة وهزيمة الأعداء((فلا تعجل عليهم إنما نعد لهم عدا )) سورة مريم .
• يتجاهل مكامن القوة والصرامة في بلده وأمته، ويغرد كعصفور حزين قد بلله القطر..!
• يردد هُزمنا،، حوصر الإسلام، استؤصل السنة، وسُلمت البلاد للروافض الأشرار..!

• يغض الطرف عن مقاومة باسلة، واستنزاف اقتصادي، وتكشف الأقنعة، وانفضاح أحزاب التشيع والمقاومة الزائفة من عقود..!
• لم يستفد من درس الأحزاب (( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )) سورة الأحزاب .
• علينا بالحزن الإيجابي الدافع للعمل، والقائم بمقامات النصرة والتعاون والدفاع والبذل .
• ضاقت أبواب للرزق يوجد غيرها أبواب، ولكننا لا نتفاءل ونتأمل،،(( وفي السماء رزقكم وما توعدون ))سورة الذاريات.
• الامتحان سنة الحياة وفي أهل الإيمان أشد، وشدته زيادة صبر وثواب، وتمحيص واختيار.
• في العراق وسوريا انكشف المشروع الصفوي ودعم الغرب الصليبي له.
• مثل ذلك يحملنا على التوحد السني والتلاحم الشديد .
• المتشائم يرى الشام تدمرت وتمزقت، والمتفائل يراها طُهرت من شراذم الخلق، وتعرت النصيرية المقاومة، واستُنزف الروس الفجرة ..!
• أطفال سوريا ونساؤها علامات فارقة في التصدي والاستبسال،ومقاومة العدوان، تبعث على الأمل الكبير.
• بُغض العالم الإسلامي للدولة الصفوية ومكابرتها من جراء تغولها، حتى حرمهم الله حج السنة الفائتة ١٤٣٧، ودعوات متوالية بطردها من التعاون الإسلامي..!

• كل ما يجري في الكون بعلم الله وحكمته، والله هو الحكم العدل، بيده مقاليد السموات والأرض .
• التعمق في المفاهيم القرآنية والسنية يغيث القلب والروح بإيمان صبور، وعمل جسور، وانطلاقة شماء متحدية..!(( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب، إن ذلك على الله يسير )) سورة الحج.
• المتشائم وظيفته التقنيط ونشر اليأس والحزن في عقول الناس، ولو جاء في شكل علمي وتحليلي ، وهو خلاف المنهج الشرعي(( لا تيأسوا من روح الله )) سورة يوسف .
• هناك مثل عالمي رائع ( لأن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام مائة لعنة ).
• حلّل الأحداث وتأملها بلسان قرآني مبين، وذوق نبوي رائق، ولا تسر سيرة الحزانى اليائسين ..!( والله ليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله).

• التشاؤم خليق أن يورثنا العجز والكسل، ويمد فينا ظلال الأحزان، ولذا إذا شعرت به فعد إلى :
١/ قراءة القرآن تدبرا وفهما وتفسيرا واتعاظا(( وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا)) سورة الشورى .
٢/ وعي السيرة وتعلم فقهياتها الدعوية والتربوية والاستراتيجية ، ويكفيك صلح الحديبية(( إنَّا فتحنا لك فتحا مبينا )) سورة الفتح. حتى قال عمر رضي الله عنه ( أو فتح هو )؟!.
٣/ استطلاع أحوال رسول الله وتأمل لحظاته وقت الحزن والسعد والحرب والسلم، والضيق والرخاء .( الآن نغزوهم ولا يغزونا) كما في صحيح البخاري .
4/ استلهام السنن التاريخية، والتي وضعها الله سننا ومعالم لا تخيب ولا تتخلف من انتصار المتقين، وهزيمة الظالمين، والتدافع والتداول،،،! ...!
5/ الانطلاق عملا وجدا وإتقانا، متوكلين على الله، راجين ثوابه ونصره ورزقه.(( وما النصر إلا من عند الله )) سورة آل عمران .! والله ولي التوفيق ...

ومضة/ كل مثقف أو متحدث أو عالم يغلّب جانب التشاؤمات، فانفضّوا عنه، وعودوا للمنهج الشرعي..!

-------------------------------------------------
إشاعات السُّوء عن شؤون الأمَّة وسَير أعمالها، وأهداف إصلاحاتها، ومقاصد رجالها، لا تقلُّ ضررًا في كِيان الأمَّة، وسلامة الوطن عن التجسُّس للعدوِّ على دخائلها، ومواطن قوَّتها وضعفها؛ فكلُّ ذلك خدمة للعدوِّ، وموالاة له، وقد خاطب الله المسلمين بقوله: (لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ) [الممتحنة: 1].
بل إنَّ موالاة العدوِّ في حال عُدوانه، وترويجَ ما ينفعه في مضرَّة الإسلام وأهله - تُخرج الموالين له عن تبعيَّتهم لأمَّتهم، وتُلحقهم بأُمَّة عدوِّهم، وفي ذلك يقول الله - عز وجل -: (وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ) المائدة: 51.

ترويج إشاعات السُّوء:
ومِن أشدِّ ما يُوالي به المنافقون مَن يَكيد للأمَّة من أعدائها ترويجُ إشاعات السُّوء، والإصغاء إليها، وقد ورد في ذلك قول الله - عز وجل -: (لَئِنْ لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا)[الأحزاب: 60-61].
وكان ممَّا كانوا يُرجفون به ما ذَكَره الله عنهم في قوله - عز وجل -: (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا)[الأحزاب: 12].

ولهؤلاء المنافقين خلفاءُ في كلِّ عصر من عصور الإسلام، وفي كلِّ وطن من أوطانه، يُخذِّلون بين المؤمنين وينشرون الفتن ، ويُشيعون السُّوء عن برامجهم وخُططهم، وهذا مرض في القلوب، كما وصفه الله - عز وجل -، وعلى مَن يُصاب بهذا المرض أن يُعالِج نفْسَه قبل أن يُعالَج بأحكام الله.
وفي هؤلاء أيضًا ورَدَ قول الله - سبحانه -: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ) [النساء: 83]، أي: أفشوه حيث لا يكون من المصلحة العامَّة إذاعته وإفشاؤه، وقد يكون ما يُذيعونه كذبًا، ومضِرًّا بالمصلحة، فيكون ذلك من الإثم المزدوج الذي طهَّر الله قلوب المؤمنين منه.
واللائق بالمسلمين إذا سمعوا قالَةَ السُّوء أن يكونوا كما أراد الله للمسلمين في قوله - عز وجل -: (لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ) [النور: 12]، إلى أن قال - سبحانه -: (وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَّتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور: 15-16].

ولمَّا عاد المسلمون من غزوة أُحُد، كان فيهم مَن اختلفوا في الحُكم على المنافقين والمُرجِفين؛ فقال فريق للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: اقتلهم، وقال فريق: لا تقتلهم، فنزل في ذلك قولُ الله - عز وجل -: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا) [النساء: 88]، وفي ذلك ورد الحديث النبويُّ: (إنَّها طَيْبَةُ (أي المدينة)؛ تَنفي خبثَها كما تَنفي النارُ خبَثَ الحديد).
وأوَّل فتنة في الإسلام - وهي الجُرأة على خليفة رسول الله وصِهره عثمانَ - كان منشؤها إشاعاتِ السُّوءِ الكاذبةَ، وتضليلَ البُسطاء وضِعافِ الأحلام، فجرَّ ذلك على الأُمَّة من الضرر ما لم تتوصَّل إلى مثله الدولُ المعادية بما لديها من جحافلَ وقوَّات حربيَّة!
وفي اللَّيلة الأخيرة قبل نُشوب حرب الجَمَل، توصَّل أصحاب رسول الله من الفريقين إلى التفاهُم على ما يُرضي اللهَ - عز وجل -، من إقامة الحدود الشرعيَّة على مَن يثبُت عليه أنَّ له يدًا في مصرع أمير المؤمنين عثمان، وبات أبناءُ كلِّ فريق في معسكر الفريق الآخَر بأنعمِ ليلة وأسعدها، وأرضاها لله، فما كان من القَتَلة ومَن يتبعهم من قبائلهم إلَّا أن أَنشبوا القتال في الصَّباح الباكر، وأشاعوا في كلِّ معسكر من المعسكرين بأنَّ المعسكر الثاني هو المهاجِمُ له على خلاف ما اتَّفقوا عليه بالأمس، وبذلك كانت الإشاعات بين الطرفين أفتْكَ بهما، وأضرَّ على الإسلام من أسلحة البُغاة الفاتكة.

أيُّها المسلمون: إنَّ إشاعات السُّوء سلاح العدوِّ، والذي يُصغي إليها يُمَكِّن العدوَّ من الفتك بالأمَّة والوطن، وتَحسبونه هيِّنًا وهو عند الله عظيم؛ فاعملوا في ذلك بهداية الله - عز وجل - وإرشاده حين يقول: (وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَن نَّتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ)[النور: 16].
وعلى وُلاة الأمر أن يتصرَّفوا فيمَن يثبت عليهم ذلك؛ وَفقًا لحُكم الله - تعالى -حين يقول لنبيِّه: (لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ ..... ) [الأحزاب: 60-61].
إنَّ الأمَّة تجتاز اليومَ مرحلةً من أدقِّ مراحلها في تاريخ نِضالها العنيف، هي مرحلة تقرير المصير، وهذه المرحلة بما لها من الخطر والأثر في مستقبل الأمَّة وحاضرها تَقتضي منَّا أن نتيقَّظَ لكلِّ ما يُراد بنا، سواء من العدوِّ الغاصب، أو من أعوانه، وأن نُحذِّر دُعاة الفتنة، والذين يعملون على إشاعتها بين طبقات الأمَّة، ولنعلم أنَّ هؤلاء وأولئك يستهدفون غرَضًا واحدًا، ويعملون لغاية واحدة، هي تمزيق الشَّمل، وتشتيت الجَمْع، وتفريق الكلمة، وإشاعة الكراهية بين أبناء الأمة ، وإلقاء العداوة بين المؤتمِّين والمأموم، وهم بهذا يعملون للفتنة ومن أجْلها، فإذا ما تحقَّقت غايتهم، فإنَّ الفتنة لا تُصيبهم وحْدَهم، ولا تصيب طائفةً دون أخرى، وإنَّما تصيب الأمَّة بأَسْرِها، وقد حذَّرنا الله - تعالى -منهم، ومِن فِتنتهم، فقال جلَّ شأنُه: (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [الأنفال: 25].

واتِّقاء الفتنة يكون بدفْعها وإدحاضها، وإنزال العقوبة الرادعة على كلِّ مَن يثبت عليه أنَّه كان سببًا فيها، أو في عنصر من عناصرها..........

ومن هنا نرى أنَّه لا سبيلَ إلى الهوادة أو المهادنة في إقامة الحدِّ على هذه الجريمة النَّكراء؛ جريمةِ إحداث الفِتنة بين الصُّفوف؛ مناصرةً لعدوِّ البلاد الأكبر، وهو المستعمِر الغاصب.
فلنتقِّ الله في أمَّتنا ووطنا، وتقوى الله تَدفَعُ كلَّ شيء، وتَحُول دون أيِّ مكروه، والله يُوفِّقنا، ويُسدِّد خُطانا إلى ما فيه النَّجاح والإرشاد.
------------------------------------------------
أصم آذانَنا بالأفكار التنويرية والمبادئ الصحفية، وقضايا الحريات والكرامة، و(حقوق الإنسان)...! فلما حضر الامتحان، تكشفت سوأته، وسقط قناعه، وبان أنه كاتب مأجور، و(مسترزق ضحل)، يتكفف (موائد القتلة) والفجرة والمستعمرين....!
وجزى الله وسائل الإعلام خيرا، التي عرَّت وأبانت، خزي هذا الصنف من المثقفين.
وهبني قلت هذا الصبح ليلٌ أيعمَى العالمون عن الضياءِ ؟!

ولذلك شواهد :
•• أُحرق الناس أمام عينيه فلم يُدن ذاك، وقد تباكى على كلب في صحراء سيبيريا !! وفي الحديث قال عليه الصلاة والسلام: (من لا يرحم لا يرحم) لكل كائن حي...

•• قُتلت مبتعثات بسبب الحجاب، فحملهن السبب، وتناسى حقوق الإنسان والحريات المزعومة ..!
•• لم ينطق ببنت شِفة حول التنكيل الممنهج..! والفرعنة الجديدة " ما أريكم إلا ما أرى " سورة غافر .
•• يغتفر للغرب والأمريكان كل خطيئة، ولا (يغتفر) لإخوانه العرب، وإذا كانت زلة إسلامية ساق لك مقالات، وعقد لها مصنفات ..!
•• صامت على (القتل الطائفي)، في بلد عربي، بل ربما بارك بيعها المجوس..!
•• محايد بامتياز في قمع النصيري للشامييين .

•• يستصلح نفسه بمحبة الغرب وثقافته، ويمنحهم الأخلاق الحسنة، ويضن بها على بني دينه ووطنه،،،! ونسي أن الأخلاق منهج حياة، مع البر والفاجر، وهي عنوان الاسلام، وبريد التأثير، وقد حفظنا لشوقي رحمه الله ونحن صغارا:
صلاحُ أمرك للأخلاق مرجِعُه فقوّم النفس بالأخلاق تستقمِ
•• يدين عثرة داعية، ولا يذكر مجازر المضطهدين في الشام وبورما ..!
•• يتكلم عن الديمقراطية ويبارك الانقلابات العسكرية، وحكم الفرد وغيرها...!
•• يحاكم الإسلاميين لمبادئهم، ويعرض عن العسكر والملاحدة والعَلمانيين ، بل ينبطح لهم انبطاح الخانعين..!" ومن يُهن الله فما له من مكرم " سورة الحج.
•• يشن الحملات على الهيئات والخطاب الدعوي، ولم نسمع له حسا في الخطاب الصفوي ...، أو النصيري الباطني...!
•• مدقق للتطرف المنسوب ظلما للإسلام، ومتعام عن التطرّف الغربي، والصلف الروسي الصليبي في الشام...!
•• ولم يطالبهم بتغيير مناهجهم الدينية، أو مراجعة نفسيات ؛ كما طالب أمته وأهل قبلته !

•• يستطيب روايات إلحادية شهوانية، ولا يبدي لها غضاضة، ويتضايق من همسات ثقافية لبعض الدعاة...!
•• يتمنى الصحافة والثقافة والمسارات الإبداعية بلا رقابة أخلاقية...!
•• فالإبداع لديه ، وفي حسه بلا أخلاق.....! ولو كتبت ما يهين ويشين..،!
•• ينشر لكل عاطل وتافه ومهرج خارج السرب، ومتباعد عن النص، ويتجاهل أو يرفض بشدة مشاركة متدين فصيح، أو عالم متمكن...! " أتواصوا بل هم قوم طاغون " سورة الذاريات .
قال ألبرت أنشتاين :( الثقافة هي ما يبقى بعد أن تنسى كل ما تعلمته في المدرسة ).
•• فليبق العدل والخلق الحسن، والضمير الصائن للعلوم والفنون والعلائق بالناس...!


ومضة/ مثقف بلا ضمير، وحشية في عالم تقني بهيج..!

مواد ذات صلة

سُداسِيةُ العِلم الشافعية

سؤال النهضة.. والذكرى السبعين لشروطها

ينبوع الغواية الفكرية
--------------------------------------------------------
إذا مرَّ القطار وسمعت جلبة لإحدى عرباته فاعلم أنها فارغة، وإذا سمعت تاجراً يحرّج على بضاعته وينادي عليها فاعلم أنها كاسدة، فكل فارغ من البشر والأشياء له جلبة وصوت وصراخ، أما العاملون المثابرون فهم في سكون ووقار؛ لأنهم مشغولون ببناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح.

إن سنبلة القمح الممتلئة خاشعة ساكنة ثقيلة، أما الفارغة فإنها في مهب الريح لخفتها وطيشها.
وفي الناس أناس فارغون مفلسون أصفار رسبوا في مدرسة الحياة، وأخفقوا في حقول المعرفة والإبداع والإنتاج فاشتغلوا بتشويه أعمال الناجحين، فهم كالطفل الأرعن الذي أتى إلى لوحة رسّام هائمة بالحسن، ناطقة بالجمال فشطب محاسنها وأذهب روعتها.

وهؤلاء الأغبياء الكسالى التافهون مشاريعهم كلام، وحججهم صراخ، وأدلتهم هذيان لا تستطيع أن تطلق على أحدهم لقباً مميّزاً ولا وصفاً جميلاً، فليس بأديب ولا خطيب ولا كاتب ولا مهندس ولا تاجر ولا يُذكر مع الموظفين الرواد، ولا مع العلماء الأفذاذ، ولا مع الصالحين الأبرار، ولا مع الكرماء الأجواد، بل هو صفر على يسار الرقم، يعيش بلا هدف، ويمضي بلا تخطيط، ويسير بلا همة، ليس له أعمال تُنقد، فهو جالس على الأرض والجالس على الأرض لا يسقط، لا يُمدح بشيء، لأنه خال من الفضائل، ولا يُسب لأنه ليس له حسّاد.

وفي كتب الأدب أن شاباً خاملاً فاشلاً قال لأبيه: يا أبي أنا لا يمدحني أحد ولا يسبني أحد مثل فلان فما السبب؟ فقال أبوه: لأنك ثور في مسلاخ إنسان، إن الفارغ البليد يجد لذة في تحطيم أعمال الناس ويحس بمتعة في تمريغ كرامة الرّواد، لأنه عجز عن مجاراتهم ففرح بتهميش إبداعهم، ولهذا تجد العامل المثابر النشيط منغمساً في إتقان عمله وتجويد إنتاجه ليس عنده وقت لتشريح جثث الآخرين ولا بعثرة قبورهم، فهو منهمك في بناء مجده ونسج ثياب فضله، إن النخلة باسقة الطول دائمة الخضرة حلوة الطلع كثيرة المنافع، ولهذا إذا رماها سفيه بحجر عادت عليه تمراً، أما الحنظلة فإنها عقيمة الثمر، مشؤومة الطلع، مرة الطعم، لا منظر بهيجاً ولا ثمر نضيجاً.

إن السيف يقص العظام وهو صامت، والطبل يملأ الفضاء وهو أجوف، إن علينا أن نصلح أنفسنا ونتقن أعمالنا، وليس علينا حساب الناس والرقابة على أفكارهم والحكم على ضمائرهم، الله يحاسبهم والله وحده يعلم سرّهم وعلانيتهم، ولو كنا راشدين بدرجة كافية لما أصبح عندنا فراغ في الوقت نذهبه في كسر عظام الناس ونشر غسيلهم وتمزيق أكفانهم، التافهون وحدهم هم المنشغلون بالناس كالذباب يبحث عن الجرح، أما الخيّرون فأعمالهم الجليلة أشغلتهم عن توافه الأمور كالنحل مشغول برحيق الزهر يحوّله عسلاً فيه شفاء للناس، إن الخيول المضمرة عند السباق لا تنصت لأصوات الجمهور، لأنها لو فعلت ذلك لفشلت في سباقها وخسرت فوزها، اعمل واجتهد وأتقن ولا تصغ لمثبط أو حاسد أو فارغ ، هبطت بعوضة على نخلة، فلما أرادت أن تطير قالت للنخلة: تماسكي أيتها النخلة فأنا سوف أطير، فقالت النخلة للبعوضة: والله ما شعرت بك يوم وقعت فكيف أشعر بك إذا طرتِ؟!

تدخل الشاحنات الكبرى عليها الحديد والجسور وقد كتبوا عليها عبارة: خطر ممنوع الاقتراب، فتبتعد التكاسي والسياكل ولسان حالها ينادي: (لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ)، الأسد لا يأكل الميتة، والنمر لا يهجم على المرأة لعزة النفس وكمال الهمة، أما الصراصير والجعلان فعملها في القمامة وإبداعها في الزبالة.
-----------------------------------------------------------------------
يفتحُ الباب للثور الهائج لينطلق غاضباً مُسرعاً بكل قوة إلى الساحة متجهاً إلى المصارع مباشرة لينتقم منه ، الثور كبير ، عظيم البُنية ، هائج وغاضب ، وفي مواجهته مصارعٌ صغيرٌ لن يستطيع مواجهة الثور ولو للحظة ، ولكنه بدلاً عن المواجهة التي سيخسرها حتماً ؛ يستخدمُ المنديل الأحمر ، يُلوحُ المصارعُ بمنديله نحو اليمين ونحو اليسار ، يظهر مصارعٌ آخر بمنديل آخر يلوح به أيضاً ، وهكذا..
يتشتت الثور عن هدفه الرئيسي - المُصارع – إلى مطاردة المناديل الحمراء المُلوحُ بها ، وهكذا يستغلُ المصارع أو المصارعون حالة التشتت هذه التي حتماً تُضعف الثور ، ويبدأون في غرس سهامهم واحداً وراء الثاني في رقبة الثور الهائج الذي أدركه الإعياء لطول مطاردته للمناديل ، ثم لا يلبث الثور أن يسقط تماماً ، وهنا يتمكن المصارع الصغير من هدفه عندما يجد الثور الهائج الكبير الذي ليس له به طاقة ، يجده أمامه ساقطاً بلا حراك ، فيُجهز عليه ، أمام التصفيق والتصفير من الحضور!

هذه هي قصة مصارعة الثيران ، وهذه القصة بالضبط تتكرر كثيراً في حياة الأمم والشعوب ، وبما أن هذه التجربة ناجحة ، فإنها أصبحت خياراً جيداً يستخدمه أهل الأهواء والإفساد في تمرير مشاريعهم ، ففي سبيل إضعاف غضب الأمم والمجتمعات ، وفي سبيل تشتيت الجهد المجتمعي الرافض للفساد ، يستحضر المُفسد طريقة المُصارع والمنديل الأحمر، فيُسَوق لقضية هنا ، ويعلنُ عن قرار هناك ، وينشرُ أكذوبة هنا ، ويأمر بعملٍ إيجابي هناك وهكذا ليلتهي ذلك المجتمع أو تلك الأمة عن القضية الرئيسية التي أحفظتها وأغضبتها ، وتتشتت الجهود بين هذا الخبر وذاك وهذه وتلك وهكذا إلى أن تضيع البوصلة تماماً ، وينتصر المُفسد ، ويعود ذلك المجتمع بخسائر كثيرة ، فلا هو ربح معركته التي حارب من أجلها ، ولا هو حافظ على نشاطه واستخدمه في مشاريع أخرى! بل عاد منهكاً مهزوماً ، وربما استغفله المُفسد أكثر من ذلك فرمى له بقطعة صغيرة من الحلوى يلهو ويتمتع بها ، تُلهيه عن نفسه وعن ما يُصنع حوله ، ويلوحُ بها أمام أعين الشامتين أن انظروا : لقد ظفرتُ بهذه!

ولهذا فإن المجتمع الناجح هو ذلك المجتمع الذي يعرف أولوياته جيداً وإذا سار في طريق نحو مطلبٍ ما لم تُلهيه عن مطلبه بُنياتُ الطريق ، ولا الأحداث المفتعلة ، ولا المناديلُ الحمراء الملوح بها هنا وهناك ، بل يسير في مهمته الرئيسية وهدفه الأساسي ، وكلما زادت المُلهياتُ والمناديلُ كلما زاد تركيزه أكثر على هدفه الأول لأنه يعلم أن ازدياد المناديل الحمراء ، دليلٌ قاطعٌ على صحة طريقه وأهمية هدفه ومبتغاه.
هناك سببٌ مهم يقف خلف مثل هذا التخبط والجري خلف المناديل ، وهذا السبب هو غياب المشروع!

فماذا يعني غياب المشروع؟
معناه أن تظل ردة فعل للحدث الجزئي ، أن تبقى مستعداً متحفزاُ متوتراً بسبب وبلا سبب ، ترتقب خطوات المفسدين ثم تكون ردة فعلٍ لها ، أن تأتي في أعقاب الآخرين ، أن تكون كالأعرابي الذي غفل عن حفظ إبله ، فبيتهُ اللصوص وسرقوا إبله وذهبوا بها ، فلم يملك إلا أن صعد إلى أكمة ثم أوسعهم سباً وشتماً ! فلما أسفر النهار سأله قومه: مالذي حصل ؟ فقال مسرورأ متوهماً النصر : "أوسعتهم شتماً وساروا بالإبل!"

وعندما يحضر المشروع ، وتتضح الفكرة ، يذهب كل هذا ، ويصبحُ الآخرون ردة فعل وأنت في المقدمة ، لأنك تبني ، لأنك تخطو ، لأنك تزرع ، لأنك ترى بناءك يكبر أمامك في طريقه إلى الصورة الكاملة المرسومة في ذهنك ، لأنك ترى بذرتك تنمو وتستوي ، تنشر جذورها في باطن الأرض وتبعث أغصانها عالياً ، أصلها ثابتٌ وفرعها في السماء ، عندما تكون هنا ، فأنت لا تهتم كثيراً لما يفعله الآخرون ، لا تنشغلُ كثيراً بحجم الدمار من حولك ، ليس لديك الوقت لأن يلهو الآخر بمنديله أمام عينيك ، لأنك ببساطة مشغولٌ بزرعك ، ببنائك ، عيناك تنظر فقط إلى غاية واحدة وهدف واحد ، وتغض طرفها عما سواه!
وأصحاب المشاريع - سواء مشاريع مؤسساتيه أو فردية - هم الأكثر هدوءً ونفعاً وتعاملاً مع الأزمات ، تحل الويلات فيكونون أول من ينفض عن نفسه غبارها ، بينما من لا يملك مشروعاً ، يغرق عند أول موجه ويبقى يقاومها ويتتبعها ويشغل نفسه بها وربما ذهبت وأتت أخرى أقوى منها وأشد وهو لا يزال يلعنُ الأولى التي أتت وولت ، فلا يصرفه عما هو فيه إلا هدير الثانية ، ثم لا تلبث أن تُلقي به بعيداً ، وهكذا يضيعُ بين موجة وأخرى ، ولو صنع له زورقاً لكان قادراً على اعتلاء ألف موجه!

ولهذا فإن أكثر الناس نواحاً وتشاؤماً مع أي حدث هم الأقل نتاجاً في الغالب فردياً ومؤسساتياً ، وذلك لأنه يتألم مما يفعله الفاسدون ، وزيادة ألمه عمن سواه ليس لأنه أغير أو أكثر هماً منهم ، كلا ، ولكن لأنه لا يعيش مشروعاً يعزي به نفسه ويرى فيه نتاجه ، بينما غيره – ممن لديه مشروع - يتألم أيضاً ويحزنه تمكن الفاسدين وأهل الأهواء ، ولكن ألمه لا يلبث أن يزول أو يخف لأن لديه ما يستحقُ أن يبذل فيه طاقته ، أو هو على الأقل راض عن نفسه عندما يرى بعض زرعه أمام عينيه مورقاً يانعا.

الصالحون كلهم يتألمون عند رؤية المنكر وارتفاع صوت الباطل ، لكن هناك من يبعثه الألم ويُحييه ويجعله يبذل الطاقة في مشروعه الذي بين يديه ، وهناك من يزيده الألم ضعفاً فيكتفي بالويل والثبور وكأن القيامة غداً ونسي وصية نبيه صلى الله عليه وسلم : إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة ، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل!

أيها المصلح : ابدأ غرسك من اليوم.
islamweb