السعادة ...بين الحقيقة والسراب...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-16-2025, 11:35 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2019م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-22-2020, 00:45 AM

سيف اليزل برعي البدوي
<aسيف اليزل برعي البدوي
تاريخ التسجيل: 04-30-2009
مجموع المشاركات: 18426

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السعادة ...بين الحقيقة والسراب...

    11:45 PM January, 21 2020

    سودانيز اون لاين
    سيف اليزل برعي البدوي-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ما هي السعادة؟!
    هل تظن أنه سؤال عجيب؟! ولكني أختلف معك تمامًا؛ حيث أن الناس كلهم قد اختلفوا في تعيين ماهية السعادة، ومتى يمكن أن نصف إنسانا بالسعيد، فقال الدكتور ناصر العمر أنها: (ذلك الشعور المستمر بالغبطة، والطمأنينة، والأريحية، والبهجة، وهذا الشعور السعيد يأتي نتيجة للإحساس الدائم بخيرية الذات، وخيرية الحياة، وخيرية المصير) [السعادة بين الوهم والحقيقة، د.ناصر العمر].
    أما علماء النفس فلهم رأي آخر في تعريف السعادة، يضيف معاني ويغير أخرى، فالسعادة عندهم هي: (الشعور باعتدال المزاج، وهي الشعور بالرضا والإشباع، وطمأنينة النفس وتحقيق الذات، والشعور بالبهجة، واللذة والاستمتاع، وهي باختصار: الشعور بالرضا الشامل) [سيكولوجية السعادة، مايكل أرجيل].
    وإن اختلفت الألفاظ والتعبيرات ولكن المعنى واحد؛ وهو أن سعادتكِ هي شعورك بالرضا والاطمئنان والسلام الداخلي، فهذه هي السعادة، ولكن ليس هذا ما يهمنا بشدة، إنما الذي يشغل بال الواحد منا: (كيف أصل إلى السعادة؟!)، وللأسف الشديد اتخذ الكثير من الناس طرقًا ظنوها تؤدي بهم للسعادة، ولكنها كانت إلى الشقاء والتعاسة أقرب.

    هل السعادة في المال؟!
    هل تعرفون كرستينا أوناسيس؟ ابنة الملياردير اليوناني أوناسيس، والتي ورثت عن أبيها المليارات من الدولارات، ولكنها عاشت حياة وصفتها بالشقاء، حين سُئلت: (هل أنتِ أغنى امرأة في العالم؟)، فقالت: (نعم، أنا أغنى امرأة في العالم، ولكني أشقى امرأة في العالم أيضًا)، فبعد وفاة أبيها، تزوجت أمها من رجل آخر وعاشت حياة مأساوية انتهت بطلاقها، ومات أخوها في حادث طائرة!!
    وتزوجت هي أربع مرات من أربع دول مختلفة وثقافات متباينة؛ من اليونان، وفرنسا، وروسيا، وأمريكا، وهي تبحث في ذلك عن السعادة رغم ما تملك، حتى انتهت حياتها حين وُجدت ميتة في شقة بالأرجنتين، وحيدة شريدة، وهي لم تبلغ بعد السابعة والثلاثين من عمرها، فهل أغنى عنها مالها شيئًا؟! [السعادة بين الوهم والحقيقة، د.ناصر العمر].
    فأصحبت حياتها كما يقول الشاعر:
    ولست أرى السعادة جمع مال ولكن التقي هو السعيد

    هل السعادة في الجاه والسلطان؟!
    هل تعرفون المعتمد بن عباد؟ هذا الذي تربى في قصور الأندلس الإسلامية في ظل الترف والنعمة، وورث الجاه والمجد أبًا عن جد، حسب أن الجاه والصيت سيمنحانه السعادة، فعاش سنين يتمرغ فيهما، ولكن تدور الأيام عليه من بعد هذا العيش الرغيد والسلطان العتيد، ليُطرد من سلطانه، ويُنفى في صحراء الأندلس.
    ليعيش بعد ذلك في منزل متواضع لم يألفه، يخدم نفسه بنفسه، بعد أن كان قصره يعج بمئات الخدم، ظل في هذه الحالة حتى مات وحيدًا شريدًا غريبًا، حتى لما صلى عليه الناس لم يعرفوه، فأخذوا يدعون إلى الصلاة قائلين: (الصلاة على الغريب! الصلاة على الغريب!) [انظري: الوافي بالوفيات، الصفدي، (1/373)].

    هل السعادة في نيل الشهوات؟!
    بعض الناس يظن أن السعادة هي الانتقال من متعة إلى أخرى، ومن نشوة إلى ثانية، وكلما تقلب الإنسان بين شهواته كلما كان أكثر سعادة بين الناس، ولكن هل هذا حقيقي؟!
    لا أبدا فهناك فارق كبير للغاية بين السعادة واللذة أو المتعة؛ (والفرق بينهما في أن اللذة تقطف قطفًا وتذهب نشوتها فورًا بعد الانتهاء من قرينتها، وربما حصلت بعدها ندامة وتعاسة ما بعدها تعاسة، وأما السعادة فتبقى تصاحب صاحبها فترة ليست بقليلة) [حقيقة السعادة، عبد اللطيف البريجاوي]، فأخطأ الطريق من ظن أن سعادته في إشباع شهواته.

    إذًن السعادة في الراحة:
    أخالك تراه تفكيرًا عجيبًا؛ أن تكون السعادة في الراحة ... ولكن للأسف هناك الكثير من الناس من يظن أن السعادة في الراحة ... في كثرة النوم وعدم تحمل المسئوليات من دراسة أو عمل أو ما شابه، فهذه هي السعادة لديها، ولكن الحقيقة أنها سعادة مزيفة.
    يرفع لنا الرافعي الغطاء عن هذه الحقيق بقوله: (ليست السعادة في الراحة والفراغ ولكنها في التعب والكدح والمشقة حين تتحول أيامًا إلى راحة وفراغ) [وحي القلم، الرافعي، (42/1)].
    ونظم هذه الحقيقة الشافعي شعرًا بقوله:
    أأبيت سهران الدجى وتبيتُه نومًا وتبغي بعد ذاك لحاقي

    دعائم السعادة الحقيقية:
    أسمعك تسأل: إذًا كيف السبيل إلى السعادة؟
    وإليك أهدي خلاصة ما اتفق عليه علماء وكتاب المسلمين وحتى غير المسلمين في مسألة السعادة، فاعلم أولًا في البداية أن السعادة لها شرط ومجموعة مقومات، وإليك مفاد كلامي:

    شرط السعادة ـ لا سعادة إلا في كنف طاعة الله تعالى:
    إن كنت تبحث عن السعادة؛ (تلك الغاية الغالية التي يشترك الناس جميعًا في طلبها والسعي لتحقيقها؛ بجمع المال من حله وحرامه تارة، وبإهلاك الصحة والوقت في تناول الشهوات من الحرام تارة أخرى؛ فدعني أسألك، كم سنة عشتها وأنت بعيد عن ربكِ؟ كم مرة نلت فيها ما اشتهته نفسك مما حرم الله تعالى؟ كم اقترفت من الزلات بحثًا عن السعادة؟ فهل ذقت حقًّا طعم السعادة الحقيقية؟!) [هزة الإيمان، فريد مناع].
    فإن الإنسان مهما أوتي من زينة الحياة الدنيا، ومهما ملك وحاز من أسباب السعادة؛ فإنه لن يستطيع أن يحوز السعادة طالما كان بعيدًا عن طريق الله تعالى؛ ذلك لأنه (في القلب شعث لا يَلُمُّه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يزيلها إلا الأُنس به في خلوته، وفيه حزن لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته، وصدق معاملته، وفيه قلق لا يُسكنه إلا الاجتماع عليه، والفرار منه إليه، وفيه نيران حسرات لا يُطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه وقضائه، ومعانقة الصبر على ذلك إلى وقت لقائه، وفيه طلب شديد لا يقف دون أن يكون وحده مطلوبه، وفيه فاقة لا يسدها إلا محبته، والإنابة إليه، ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أعطي الدنيا وما فيها؛ لم تُسد تلك الفاقة منه أبدًا ) [مدارج السالكين، ابن القيم، ص(743)، بتصرف].

    فالسعادة الحقيقية كتب الله تعالى أن لا ينالها إلا من عرفه سبحانه وتعالى، وسلك طريقه، فهو سبحانه الذي يملك القلوب، وهو القادر أن يَسكُب السعادة في قلبكِ سكبًا، كما وعد سبحانه؛ فقال: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [ النحل: 97 ].

    المقوم الأول ـ الاتساق الداخلي:
    أعني بهذا الاتساق أن يستوي ظاهرك مع باطنكِ، فمن (أهم أسباب السعادة أن يتحقق التناغم بين ما يعتقده الفرد وبين ما يقوم بتطبيقه؛ فليس عنده ما يعيق تطبيق ما يؤمن به ويعتقده وهذا الأمر عبر عنه الله تعالى بالمقت؛ فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ} [الصف: 2-3]، فكلما اقترن القول بالفعل لم يكن عند الإنسان عُقد في حياته فيقترب أكثر فأكثر من السعادة)

    المقوم الثاني ـ مفتاح السعادة التفاؤل:
    فباب السعادة لا يمكن أن يدخله من كان يرى السواد في كل شيء، والفشل في كل أمر، فهذا أبعد ما يكون عن السعادة، وإنما مفتاح ذلك الباب هو التفاؤل؛ فغالبًا (لا يسد باب إلا ويفتح مقابله أبواب، ولكننا دائمًا ننشغل بالباب المغلق عن الأبواب التي فتحت.

    فسرطان السعادة القاتل هو اليأس، والترياق الناجع هو التفاؤل، ولم يعرف التاريخ تفاؤلًا كما عرفه العرب والمسلمون؛ فالإسلام جاء ليضفي السعادة على البشر جميعًا فكانت تعليماته كلها تصب في بحر التفاؤل.

    المقوم الثالث ـ صحة العلاقات الثلاث:
    (إذا اعتبرنا أن مجمل علاقات الإنسان تكون في اتجاهات ثلاثة: علاقة الإنسان بخالقه، وعلاقة الإنسان بنفسه، وعلاقة الإنسان مع المحيط الذي يعيش فيه، فإن السعادة تكمن في حل هذه المعادلات الثلاث وإيصالها إلى درجة التوازن؛ والتعاسة تصل إلى الإنسان من خلال اضطراب في إحدى هذه المعادلات الثلاث).
    فالسعيد هو من ينجح في علاقته مع ربه سبحانه وتعالى؛ ويكون ذلك عبر استقامة الجوارح والقلب ظاهرًا وباطنًا، بالمواظبة على الواجبات واجتناب النواهي.

    والسعيد أيضًا هو من ينجح في علاقته مع نفسه؛ فيكون ناجحًا في عمله وفي دراسته وفي كل جوانب الحياة التي يخوضها.
    وتمام السعادة هو النجاح في العلاقة مع الآخرين؛ فبناء العلاقة الطيبة مع الزوج ومع الأسرة والأهل والأصدقاء، هي من متممات السعادة الحقيقية.
    والدليل على ذلك أنه من أحد تعريفات علماء النفس للسعادة: (أن يجد الإنسان نفسه ويتصالح معها؛ لذلك كان من أهم أسباب التعاسة أن الإنسان لا يجد نفسه ولا يعرف أين موقعه في المجتمع ومن هو؟ وما هي مكانته؟ وماذا يستطيع أن يقدم؟) [حقيقة السعادة، عبد اللطيف البريجاوي].

    المقوم الرابع ـ السعادة في شكر النعم:
    فما استجلب عبد الرضا والسعادة كما يستجلبها بالشكر، فالعبد الذي يكثر من شكر الله تعالى على نعمه بلسانه وبقلبه حقيق؛ يقذف الله في قلبه الرضا والسعادة بما أعطاه وقسمه له، لذلك من (أحد المشاكل التي يعاني منها البشر اليوم أنهم يفكرون بما ينقصهم ولا يفكرون بما يملكون؛ فالإنسان يملك الكثير والكثير من مقومات السعادة)
    وصفة السعادة:
    (جناحا السعادة: الزواج الناجح والأصدقاء المخلصين.
    قلب السعادة: الرضا بالقضاء.
    رأس السعادة: العمل المنتج الدائم.
    رئة السعادة: النجاح.
    يد السعادة: العطاء.
    قمة السعادة: لقاء الله وهو راضٍ عنك) .

    -----------------------------
    أرشدنا الإسلام وأمرنا بالنظر في الكون والتفكر والاعتبار، وفصّل ما تمس إليه الحاجة في حياتنا الدنيا، وما يتعلق بالآخرة، وهدانا إلى أن لكل عمل أثرا لا يتعداه، وأن الأسباب مربوطة بمسبباتها، وكل سبب محمود يفضي إلى غاية شريفة، والأمور الدنيوية لا يمنعها الله عن الذين يسعون إذا أتوا البيوت من أبوابها، والتمسوا الرغائب من طرقها وأسبابها الطبيعية، سواء كانوا مؤمنين أو غير ذلك، وإنما الإيمان شرط للمثوبة في العقبى، وكمال السعادة في الدنيا.

    بهذا كان الدين الإسلامي سببا في سعادة ذويه وسيادتهم وريادتهم للدنيا، عندما كانوا مهتدين بهديه ومتمسكين بحبله، لا بأسرار خفية، وأمور غير معقولة. لكن جهل بعض المسلمين بتعاليم دينهم، وتلمسهم النجاة والتقدم بعيدا عن أخلاقهم وهديهم وقيمهم، أفضى بهم إلى التفرق والانقسام، والميل مع الهوى، كما أن جهلهم بحالة وطبيعة العصر زادهم حيرة وتخلفا في معادهم ومعاشهم.

    فقانون الأسباب والمسببات قانون عام، هذا القانون في غاية الدقة والإحكام والشمول بحيث لا يخرج عنه شيء، ولا يفلت منه مخلوق أيّا كان موقعه، يحكم كل شيء من المخلوقات بلا استثناء من أصغر ذرة إلى أكبر جرم، ومن الجمادات والنباتات بأنواعها المختلفة إلى ذي الروح بأنواعها المتعددة، ومن حركة الذرة في مادتها التي لا يشعر بها الإنسان إلى حركة الريح العاصف التي تقلع الأشجار وتخرب البيوت. هذا الخضوع التام من الجميع ما هو في الحقيقة إلا خضوع للملك القوي الجبار واضع هذا القانون، وخالق هذا الكون، وهذا القانون الإلهي العام يُطلق عليه "سنة الله" لا تقبل التبديل ولا التحويل.

    والعدل الإلهي قائم على تلك السنن الكونية التي تحكم هذا الكون بأمر الله، فأيما أمّة عرفت هذه السنن، واحترمت عقولها، وقدّرت العلم الذي هو الطريق الأول لتطبيق تلك السنن سادت وقادت العالم، ولو كانت تلك الأمة غير مسلمة، طالما أخذت بتلك الأسباب الكونية.

    وليس ما نراه اليوم من سيادة غير المسلمين للعالم، وتأخر المسلمين إلى أن أصبحوا في ذيل الأمم في جميع المجالات، إلا عدلا من الله، وتطبيقا لسننه الكونية والتاريخية، لأن من يطبق العدالة بمفهومها الواسع التي تضمن التقدم والرقي في الدنيا، ويأخذ بالعلم ووسائله الحديثة، يتقدّم على غيره، لا محالة، وهذه سنة كونية. ولكن، للأسف الشديد، تخاذل المسلمون وتغنوا بماضيهم التليد، وحضارتهم القديمة فقط، ومواقف من سبقوهم، ونسوا أن عليهم دورا لم يؤدوه، واهتموا بالقشور دون الأصول، ولم يسع الكثير منهم للأخذ بأسباب النهضة والتقدم الرقي.

    إقامة العمران من مهام الإنسان
    إن الوجود البشري في الأرض قائم على إعمار الأرض وإصلاحها، وتغيير وتحسين وجه الحياة التي نحياها: (هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا) (هود: 61)، فإن أدى هذا المخلوق الذي هو خليفة الله في الأرض وظيفته، وأخذ بأسبابها الصحيحة، ساد الأرض وعلا فيها كعبه، وإن طغى وظلم نفسه، أو ظلم غيره فإن مصيره الهلاك حتما: (وَكَمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ، فَمَا كَانَ دَعْوَاهُمْ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا إِلَّا أَنْ قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) (الأعراف: 4 – 5)، فإهلاك الله للأمم بظلمها لنفسها أو لغيرها، والعقوبة أثر طبيعي لازم للعمل الفاسد، وأن ذنوب الأمم لابد من العقاب عليها في الدنيا قبل الآخرة: (أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الْأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْنًا آَخَرِينَ) (الأنعام: 6)

    وهذه هي سنة الانتخاب الطبيعي وبقاء الأصلح، وهي سنة مطّردة في ملكوت الله: (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْض) (البقرة: 251) (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ) (الرعد: 17)، والذي ينفع الناس هو الذي عليه مدار حياتهم وآخرتهم، لا الذي ينفعهم في أمر دنياهم فقط، ولا الذي يفيدهم في أمر آخرتهم فقط، فلابد أن تكون الدنيا معبرا للآخرة، وسبيلا للعيش طبقا للقانون الذي خلقنا الله من أجله، لعمارة الأرض.

    وقد كتب سبحانه وتعالى إرث الأرض للصالحين، لإقامة العدل والحق، وتطبيق سنن الله في العمران البشري، وهذا ما يسميه علماء الاجتماع: بقاء الأمثل والأصلح في كل تنازع.

    ومدار هذه السُّنّة على أن العاقبة في التنازع بين الأمم على الأرض التي تعيش فيها أو تستعمرها للمتقين، الذين يحذرون أسباب الضعف والخذلان والهلاك، كاليأس من روح الله، والتخاذل، والتنازع، والفساد في الأرض، والظلم، والفسق، ويتلبسون بغيرها، وبسائر ما تقوى به الأمم من الأخلاق والعلم، وأعلى هذه الأخلاق الاستعانة بالله، الذي بيده ملكوت كل شيء، والصبر على المكاره مهما عظمت.
    وهذا ما تتفاضل به الأمم في القوى المعنوية، باتفاق علماء الاجتماع.

    ومن العجيب حقا أنك تجد معظم المسلمين اليوم يجهلون هذه السنن الكونية، ولا يبالون بالنتائج الوخيمة المترتبة على ذلك، وفي كثير من الأحيان لا يبذلون الوسع والجهد في تحسين أحوالهم وإصلاح شأنهم.
    ---------------------------------------
    الإسلام عقيدة وشريعة وعمل، والعمل يشمل العبادات والطاعات كما يشمل النشاط المبذول في كسب الرزق وفي عمارة الحياة وتنمية الإنتاج والخيرات، وبذلك يتحقق التوازن بين مطالب الجسد والروح.
    فمع حرص الإسلام على تزكية روح المؤمن وترفعها عن الدنيا والحث على الزهد فإنه حث أيضاً على السعي في الأرض للحصول على المادة {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}[القصص] وذلك حتى لا يقع أهل هذا الدين الإسلامي تحت أسر الأمم المادية، وحتى لا يهون شأنهم في هذه الحياة، فالإنسان خليفة الله في أرضه {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا}[هود].
    وليتمكن الإنسان من عمارة الأرض فإنه سبحانه ذللها له {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ}[الملك] حتى يعمل على عمارتها ظاهراً وباطناً.
    فهو مأمور بعمارتها بالعبادة وإقامة الحق والعدل ومفطور على عمارتها من النواحي المادية والاقتصادية المختلفة فـ (نعم المال الصالح للرجل الصالح)[ابن حبان].ومن هنا جاءت نصوص الإسلام حاثة المسلمين على مزاولة التجارة والزراعة والصناعة بمهنها المختلفة، لأن بها قوام الأرض، وصلاح أمور العباد الدنيوية.

    فقد جاء في الأثر حث الأمة على مزاولة التجارة (عليكم بالتجارة فإن فيها تسعة أعشار الرزق) ، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء يوم القيامة)[الترمذي].
    كما أنه صلى الله عليه وسلم حث أمته على العناية بالأرض وزراعتها في قوله: (التمسوا الرزق في خبايا الأرض)[الطبراني]، وقوله: (ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً أو يبذر بذراً فيأكل منه إنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة)[مسلم].والمؤمن صاحب الحرفة أحب إلى الله من ذي البطالة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب العبد المؤمن المحترف)[الطبراني].
    وهو من الكسب الطيب كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم: حين سئل: أي الكسب أطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده, وكل بيع مبرور)[الحاكم]. وقوله: (خير الكسب كسب يدي العامل إذا نصح)[أحمد] وفي قوله: (ما أكل أحد طعامًا قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)[البخاري].

    ومع حث الإسلام على العمل وطلب الرزق أن يكون الرزق حلالاً طيباً كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الأَرْضِ حَلالاً طَيِّباً}[البقرة].
    وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (طوبى لمن طاب كسبه)[الطبراني] والرزق الطيب من أسباب إجابة الدعاء كما جاء عنه صلى الله عليه وسلم: (أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة)[البخاري].كذلك فإن الإسلام وجه المؤمن للسعي والعمل والحركة الدائبة وجعلها من لوازم طلب الرزق ففي الأثر (يا ابن آدم حرّك يدك يسبب لك الرزق) .
    ومما يساعد على البركة في الرزق التبكير في طلبه كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم بارك لأمتي في بكورها)[الترمذي] .
    والعلم والتطوير والتفكر والاعتبار من ضروريات النجاح في العمل لقول الله تعالى: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والذين لا يعلمون}[الزمر] وقوله تعالى: {وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ}[فاطر].
    ولقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين)[مسلم] ، والمسلم في عمله يسعى إلى هدف وغاية لقول الله تعالى: {أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}[الملك].

    ولابد له من اتخاذ الأسباب المعينة له في ذلك ، ثمّ يفوض النتائج إلى الله عز وجل وليؤمن بـ (إن الرزق ليطلب العبد كما يطلبه أجله)[ابن حبان]ويعمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم التي يقول فيها: (لا تستبطئوا الرزق فإنه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له فأجملوا في الطلب ...)[ابن حبان].
    والمسلم مطالب بحسن الأداء في عمله والإتقان فيه لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)[الطبراني].
    وعليه أن يستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه فـ (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته)[مسلم].ومن أسس العمل بذل المعروف والتعاون على الخير لقوله تعالى: { وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإثم وَالْعُدْوَانِ )[المائدة].
    (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)[مسلم].ومما سبق نلحظ أن الدين الإسلامي؛ دين شريعة وحياة، دين عقيدة وعمل، وأنه فاق الأديان السماوية السابقة في تنظيم شؤون الناس الاقتصادية والاجتماعية في حياتهم الدنيوية ليضمن لهم بذلك العيش الكريم الحافل بالحركة الدائبة والعمل المثمر.
    ---------------------------------------------
    القيمة هي من تصنع الإنسان داخل الوطن وتصنع الوطن للإنسان".هي معايير ثابتة للشعوب تحدد بها مستقبلها بل تنتقي بها من تاريخها ما يتماشى مع مقدراتها..." القيمة إما أن تصنع الإنسان أو يصنعها الإنسان"وفي الحقيقة الجملتان على الرغم من أنهما تبدوان متشابهين إلا أن الجملة الثانية والتي تضع القيمة في موضع الاختيار بين كونها معيارا ثابتا أو نحتا يشكله البشر كيفما شاؤوا هي من أخطر الأفكار التي قد تحارب بها الدول.
    فالشعوب الخضوعة والمحتلة فقط هي من تجلس تنتظرمن يحدد لها القيمة.

    وتضع نفسها في خياري الجملة الثانية لتجعل الدول المسيطرة تحركها كالدمى وتنتقي لها ما تستطيع من خلاله أن تدس السم داخل برميل العسل.
    فتحدد لها قيم حسنة وتزخرفها بأخرى باطلة وتقدمها على طبق من فضة لهؤلاء المنتظرين ولهؤلاء المتبرئين من تاريخهم وحضارتهم وثقافتهم ولغتهم بل من ذواتهم!
    ومن خلال منظومة القيم الجديدة يتداخل الحق والباطل ليصنع الدَخَن على أمهر ما يكون ..تعلو قيمة وتدنو أخرى والفاعل الوحيد والمتهم الأول في تحديد سعر هذه القيمة هي "إرادة الشعوب" ووعيهم بذلك.

    إنها نفس لعبة إبليس بعدما انتهى من فضيحته قائلا: {ما أنا بمصرخكم} هؤلاء الخانعون هم من حددوا قيمة الإعلام حين كانوا أذنه الصاغية وجمهوره المحشود، وهم من حددوا قيمة الفن والفنانين حين سمحوا لهم بهذا البذخ والتبذير وأغلقوا أفواههم وفتحوا لهم بيوتهم، ولو أغلقت الشاشات في شهر رمضان فقط لأهدرنا قيمة زائفة من هذه القيم التي تهدد مجتمعاتنا.
    فالقصّاص والمشخصاتية ماذا كانوا قديما وكيف صاروا حديثا؟!الأزياء والموضة والديكور والزينة والأساسات في مجتمع شرقي يعشق الزينة والزخرفة والبهرجة لتعلو خرافة تكاليف الزواج والسكن والملبس والمتنزهات حتى تجد من يرتضي لنفسه أن يبيت مدينا مهينا ولا يبيت بدون نزهة على الشاطئ!
    الأشخاص والأمم والقيادات والمرجعيات والحضارات مسميات من ورائها قيم يعليها من يريد ويخفضها من يريد ، فمن الذي أعلى قيمة الحضارة الفرعونية حضارة المقابر وأخفض من شأن حضارة العلوم والنور؟!

    وحتى الأمكنة والشوارع والأحياء والمواسم والمراسم من ورائها قيم. وحتى الصدق والأمانة والأخلاق قد تعلوا في زمن ويعلوا نقيضها في زمن آخر ، ومما يدل على ذلك استقباح قوم لوط لسموه وطهارته بقولهم: {أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}[سورة النمل: 56].
    فهؤلاء الخبيثون انقلبت عندهم القيمة حتى أصبحت الفضيلة مستنكرة يجهر بإنكارها وكأنها أصبحت هي الرذيلة.
    واهدار القيمة يكمن في الانسياق حول خرافات مصبوبة في قوالب لا حاجة ولا طاقة لنا بها.

    ويرتبط تحديد القيمة بعامل مهم وهو "وحدة الرأي حول محور الحق"، وهذا من أخطر الآفات التي ابتليت بالحرمان منها أمة الإسلام في هذا العصر، فإعجاب كل ذي رأي برأيه جعل قيمة تعلو وأخرى تزول ، فأصحاب الصوت العالي وكذلك كل من يمتلك منبرا صاخبا هو الفائز في هذه المعركة .
    لقد أصبحت الآراء تستقى من المزاد العلني بعد أن كانت تتخذ من منابر المساجد ،على السفلة، وتكلم الرويبضة في أمر العامة حتى تخرصوا بالقول في العقيدة ،والحديث، واستمعت العامة بل أصغت وسجدت لهم.

    والفضل كل الفضل فيمن محقوا قيمة العلم والعلماء ،إما بالسخرية منهم أو بالدخول في صفوفهم وهم لا يستحقون أن يكونوا كذلك.
    إن اتحاد الأمة لن يأتي إلا بهدم أصنام القيم الزائفة صنما بعد صنم ، ومن ها هنا أولا من داخل تلك المضغة التي تحرك كل جسد نابض وتحرك جسد الأمة النابض.
    وباكتشاف قيمة القيمة وإعادة رؤية الصور المقلوبة على الوجه الصحيح، بالاجتهاد والبحث عن ينبوع شباب هذه الأمة وسر حياتها ومكامن سؤددها وتلك الأشياء التي تميزها حصريا عن بقية الأمم.
    ولكن هذه المشاعر لن تكون إلا "بالوعي والتذكير والاعتراف" والوعي بمقدرات الأمة وتذكر أن لهذه الأمة قيما خالدة والاعتراف بهذه القيم وإثرائها والبحث عن مكامنها وأسرارها.
    --------------------------------------------------
    • الشخصية النبوية شخصية متفائلة منشرحة، برغم كل الابتلاءات التي تعرض لها المصطفى عليه الصلاة والسلام .
    • يمر على آل ياسر وهم في أتون المحنة والتنكيل فيصبّرهم[ صبرا آل ياسر فإن موعدَكم الجنة ].
    • والتفاؤل شعاع إيجابي يسري في الروح فيصنع الأمل، المؤذِن بالتحرك والانطلاق .
    • ولكن هذ التفاؤل يسبقه إيمان بقطعيات الكتَاب والسنة، وعقيدة راسخة تستعصي على الذوبان والانهيار من عوادي الدهر .( فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله..) سورة آل عمران.
    • وفِي رحلة الهجرة يهمس في أذن أبي بكر رضي الله عنه بعد الحالة التخوفية الحزينة التي اعترته (لا تحزن إن الله معنا ) سورة التوبة. [ ما ظنك باثنين اللهُ ثالثهما ]
    • وحين المواجهات القتالية وفِي أول مشهد عسكري صادم، خفف عليهم ووعدهم النصر، وأراهم مصارع الصناديد القرشيين في بدر..!
    • في الخندق هو وأصحابه قالوا (هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله ) سورة الأحزاب .
    • ويُفترض في أتباعه ومحبيه التعلم من ذلك وارتداء زي التفاؤل في كل المحن والتقلبات.
    • وفِي الخندق بشرهم بانهيار حضارة فارس والروم واليمن وحيازة كنوزهم، رغم الخوف والخطر المحدق (لقد كان لكم في رسول أسوة حسنة ) سورة الأحزاب .
    • القرآن كتاب يبعث على الانشراح، والسنة غاصة بنصوص السعادة والدأب وان العاقبة للمتقين الصابرين .

    • ومن حكم النبي صلى الله عليه وسلم الرائعة [ ويُعجبني الفأل ] أخرجاه. ففي كل محنة سلّ نفسَك بعبارات الظفر والطمأنينة، وأن الله ناصر دينه وممكن لأوليائه .
    • العبارات التشاؤمية قاتلة، وذات إيحاءات سلبية توهِن الطاقات، وتحطم الجهود، وتحكم بالعزلة.
    • بعض الناس تفكيره سلبي ظلامي إحباطي، لا يرى إلا السوء والسواد، فيقبّح ويتشاءم من كل شيء ومن أحسن الردود عليه (وإن تصبروا وتتقوا لا يضركم كيدهم شيئا ) سورة آل عمران. وقوله ( والله غالب على أمره ) سورة يوسف.

    • وفِي الحديث [ليَبلُغَن هذا الأمرُ ما بلغ الليل والنهار ].

    • أَيهذَا الشاكِي! وَما بِك دَاءٌ كَيْف تَغدو إِذَا غَدوتَ علِيلا!
    • إِنَّ شَرَّ الْجنَاةِ فِي الأَرضِ نَفسٌ تَتَوَخَّى قَبْل الرحِيلِ الرحِيلا
    • وَتَرَى الشوكَ فِي الْورود وَتَعْمَى أنْ تَرَى فَوْقهَا الندَى إكليلا!
    • والذي نفسُه بغير جمالٍ لا يرى في الوجود شيئا جميلا..!
    • التفاؤل يعني السرور الداخلي والانشراح، وهما عاملان يبعثان على العمل والإنجاز.
    • وختام ذلك التفوق والتقدم وإحراز نتائج مثمرة.
    • بينما التشاؤم سينتهي للتشكي والضعف والانهزام، ثم العزلة الدفينة،،،! وهو مما لا يليق بمن قرأ الكتَاب والسنة .

    • والتفاؤل معنى حاضر مع رسول الله، في حضره و أسفاره وأسماء الناس والأماكن، وفِي الحديبية وقد انسدت السبل، لما رأى سهيل بن عمرو قال :[قد سهُل عليكم أمرُكم ] ، فتسهلت المفاوضات وتم الصلح، وأعقبها فتح وتوفيق (إنا فتحنا لك فتحا نبينا ) سورة الفتح .
    • لا يمكن للعامل والداعية والمربي أن ينتج، والإحباط يتقمصه، أو التشاؤم يعتليه، لا بد من محوهما من الذاكرة ولو تبدّت في الواقع .
    • تفاؤل الدعاة من أسباب نجاحهم وتحقيق أهدافهم، ومضاعفة جهودهم.
    • لا تزيد المحن الداعية الموقن إلا أملا ويقينا في النصر والتمكين (ألا إن نصر الله قريب )سورة البقرة .
    • والمهم أن لا يدع العمل والحرص على نفع الناس وتعليمهم (وجعلني مباركاً أينما كنت ) سورة مريم .

    • لذا ينبغي إشاعة مثل هذه المعاني في حياة الناس اليوم، وأن لا يطغى في خطابنا الدعوي الحزن والتشكي، فينوبهم الإحباط وتضعف العزائم .
    • غالبا المتشائم قليل العلم نزر البصيرة، وتخفى عليه مشاهد السرور والانتشار الإسلامي الكبير، وقد قيل: عند التشاؤم طالع الوردة..!
    • وللدعوة وردٌ قد زها، وثمار تناسقت، وغصون أثلجت، وحدائق شعّت وأسرت..!
    • يعلمنا رسول الله وفِي شِداد المحن أن نتفاءل وننظر بعيون الأمل والاستيثاق أن الظفر قادم، وأن التمكين دانٍ بعز عزيز أو بذل ذليل، فقال بعد حادثة الطائف وطردهم له وهو صافح عنهم: [لعل الله أن يُخرج من أصلابهم من يعبد اللهِ وحده لا يشرك به شيئا ] كما في الصحيحين .
    • ومن الحكم العالمية: إن من أعظم أنواع التحدي أنّ تبتسم، وفي عينيك تذرف الدموع ..!
    • وقال لخبّاب وقد آلمتهم شدة المشركين: [ والله ليُتمنّ الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت، لا يخاف إلا الله والذئبَ على غنمه ولكنكم تستعجلون ] .

    • ولم يترك صلى الله عليه وسلم الدعوة على إثر ذلك، بل علمهم الصبر مع العمل، والجد مع التعب والتفاؤل مع البلاء..! ( إن مع العسر يسرا ) سورة الشرح .
    • وفِي الوصية الذهبية لابن عباس رضي الله عنهما [ واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ].
    ------------------------islamweb








                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de