علي سيرة فجيعة الجنينة حنين لكاس الما وراها ناس....

علي سيرة فجيعة الجنينة حنين لكاس الما وراها ناس....


01-01-2020, 08:44 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1577907867&rn=3


Post: #1
Title: علي سيرة فجيعة الجنينة حنين لكاس الما وراها ناس....
Author: حسن كجروس
Date: 01-01-2020, 08:44 PM
Parent: #0

07:44 PM January, 01 2020

سودانيز اون لاين
حسن كجروس-USA
مكتبتى
رابط مختصر




في الثمانينات، ونحن صبية كان يستهويني صوت الشاحنة zy عندما يعود جارنا السواق والد صديقي من رحلاته الطويلة لغرب السودان.كان الغبار يغطي كل جسد الشاحنة من وعثاء سفر طويل في رحلات تمتد لبضعة أشهر من ام درمان في رحلة تجوب مدن كردفان ودارفور وتصل حتي انجمينا في تشاد ثم عودة لابد ان يمر فيها بجبل مره لام درمان وهكذا.....
كان الرجل علي قلة تعليمه موسوعه في أدب الرحلات كنت دون أقراني استمتع بحكاياته عن تلك المناطق، عن المناخ عن الانسان ،القبائل والعشائر وعن انساب قبائل المنطقة .
كنت أحب طريقة توصيفه للمدن والقري عن الرعاة الرحل عن الزيجات وطقوسها كان الي ذلك يمتاز بقدره علي شد انتباه الحضور اثناء الحكي لكن لاحظت ان للرجل غرام خاص مع بلدة اسمها( كاس ) أسفل جبل مره كان عندما يحكي عنها يغير جلسته يشرب من كوز ماء قربه ويضع(سفة تمباك) يفرك يديه ثم يمسح علي وجهه ويبدأ حديثه عن كاس.
كان كأنه يتحدث عن المدينة الفاضلة في وصفها والحديث له: (كنا لمن نصل كاس ترا -الزيد واي -ذاتو متل البيمشي براه من ريدتو لي داك المكان. نصل لي كاس العصر ننزل في الوادي نغسل الحديد ونستحم ونرقد رمله باااااارده "حكمة الله مما يضربك هوي الكأس حرم ان كاتل لك رقبه تنوووم زي نوم الرضيع" .
نصحي من نومتنا مع المغيرب نمشي علي سوق اللبن يا زول لبن كاس هو بي قروش!!!!!!؟
حَرّمْ زي جنة الله بحراً هيل لبن؛ الا كان قريعتي وقريعتك، وان كان بيقيت ما زول لبن في الغباشه و الرايب ده سااي بتشبع. أها؛ شي لبن بقر وشي البِلْ وشي ضأن ،نشبع دوت، نصلي العشاء ونروح علي طرف البلد نضبح خروف ولا عجل ونولع النيران وندق النقارة ،نَهِزْ وندوبي ونغني لي نص الليل ونأكل ونشرب نشبع لحم ساااااي وبعد ننخمل تب، نرقد في هبوب الله دي هوا باااااارد رمله، تقول تاني ماني قايم من ها الرقده ،اااازول الكأس دي عليك أمان الله جنة الله في الارض ناسها التقول ملايكه ومويتها دي زي عسل النحل )
:(كاس البلد الما وراها ناس من تصبح الواطه الا كان تاكل المناصيص بالعسل وعصيدة الدامرقا، وتشرب من القربة والكنتوش، وتمزمز بالوركيب).

تذكرت جارنا فَضُلْ السواق وانا أتحدث لصديقٍ يعمل ببعثة الامم المتحدة في غرب السودان ولما سألته كيف يقضي أوقاته في مناطق النزاعات ؟
حدثني عن الحرب وعن الصراع القبلي القديم بين مكونات المنطقة وعن دور الحكومه السلبي في استثمار النزاعات وشرائها للولاء بتفضيل قبائل علي اخري وتسليحها لبطون قبائل موالية ضد البطون الغير مواليه في نفس القبائل.
حدثني عن صناعة وتجاره الموت. حدثني عن الجنجويد وقطاع الطرق مخالب حكومة الانقاذ في المنطقة.
حدثني عن معسكرات النزوح التي صارت مدن عشوائية مزدحمة لا تتوفر فيها ابسط مقومات الحياة وان كل الأطراف تقوم بالتجنيد القسري للأطفال والدفع بهم الي المحرقة.
لما لاحظ صديقي شدة غضبي و استيائي من الوضع، أخد يحدثني عن انه يقضي عطلة نهاية الأسبوع في كاس.
كان حديثه نفس حديث جارنا السواق بلغةٍ مختلفه.
حدثني عن انهار اللبن والعسل النقي عن سهولة الحياة هناك ووفرة الخيرات .
كيف انهم يتركون نيالا في جنوب دارفور في رحلة راتبة باتجاه مدينة كاس التي تسكنها أكثر من ثلاثين قبيلة أهمها قبيلة الفور ، مع وجود قليل لبعض القبائل الاخري كالتعالبة ، الترجمة ، والمسيرية ويبلغ تعداد سكانها قرابة المائة الف نسمة وتعتبر من المناطق الغنية بالموارد الاقتصادية المتمثلة في البترول والحديد والنحاس والذهب واليورانيوم وتمتلك ثروة حيوانية هائلة من الإبل والضأن والبقر كما تعتبر مصدراً رئيساً للخضر والفاكهة الطبيعية للمدن من حولها.
حسن كجروس

Post: #2
Title: Re: علي سيرة فجيعة الجنينة حنين لكاس الما ورا�
Author: Abureesh
Date: 01-01-2020, 09:18 PM
Parent: #1

الشكر ليك يا حسن، فقد أثرت ذكريات عذبة فى مدية كاس، و إن كانت زيارتى لها عابرة ليوم أو يويمن، فى الطريق من الجنينة الى نيالا لإستغلال القطار فى طريق العودة للخرطوم.

الله يجازى الكان السبب

Post: #3
Title: Re: علي سيرة فجيعة الجنينة حنين لكاس الما ورا�
Author: حسن كجروس
Date: 01-01-2020, 11:03 PM
Parent: #2

يا سلام يا ابوريش
الله يجازي الكان السبب جملة بليغة شديد.
ما كنت عايز افتح بيت (بكا) زي كالاخرين لأننا شبعنا من الدماء والدموع.
نزيف الهامش استمر زمانا طويلا والآن الفرصة انسب ما يكون لتضميدالجراح والقصاص وعودة الحقوق الي اهلها لكن لابد أن يعي الجميع حجم اللحظة ويعملوا صوت الحكمة لان السيناريوهات الاخري غير السلام والوحدة والتعايش وقبول الآخر تعني مزيد من الموت والدموع .
ربنا يهدي الجميع