في 25 ديسمبر 2018

07:42 PM December, 26 2019

سودانيز اون لاين
محمد أبوالعزائم أبوالريش-
مكتبتى
رابط مختصر

وصلت الخرطوم أثناء المخاض، تحديداً يوم 21 ديسمبر 2018 بعد أن بدأ المرجل يغلي وبعد أن إنفجر الوضع في الدمازين وعطبرة.

صحيح أنني مثل آلاف المقيمين بالخارج، إنحصرت مشاركتي في المتابعة الإسفيرية والدعم الإعلامي والتحريض وشحذ الهمم ... لذلك لم يكن من الممكن أن أفوّت فرصة وجودي جسدياً لأشارك ما استطعت، فقد اكتفيت من متابعة أخبار الشباب وهم يقاوموا الظلم والقهر والبطش من على البعد، وهو الشئ الذي جعل منسوبي حكومة المؤتمر الوطني تدعونا بلقب (مناضلي الكيبورد)، وهو لقب لا أجد فيه منقصة، فالمقاومة الإسفيرية أثبتت أثرها المباشر مما إضطر السلطة في سعيها لمحاربتها أن تنشئ كتيبة بإسم (الجهاد الإلكتروني) فسخر منها المناضلين وأسموها (الجداد الإلكتروني) ومنذ ذلك الحين أصبحوا معروفين باسم (الجداد) وغاب إسم (الجهاد). أيضاً لا ننسى أن اللسعات الإلكترونية إضطرت السلطة العسكرية – بعد فضها للإعتصام – إيقاف خدمة الإنترنيت في محاولة لإخفاء الحقائق، رغم ذلك فشلت.

كان الإعلان أن يتجمع الناس في ميدان أبو جنزير يوم 25 ديسمبر ويسير الموكب قاصداً القصر الجمهوري لتسليم مذكرة.

إستخدمت سيارة أثناء إجازتي بشكل مؤقت لقضاء إحتياجاتي ... في ذلك اليوم سلكت – من بري – شارع النيل إلى وزارة الأشغال ثم شارع الجامعة حتى القصر الجمهوري، لأدخل شارع القصر وأفاجأ بأنه مدجج بقوات من كل الأشكال وسيارات (تاتشرات) بكامل عتادها. سلكت طريقاً شرق شارع القصر ساقني إلى شارع فرعي أوقفت فيه السيارة تحت شجرة ظليلة، تحركت بعدها راجلاً قاصداً ميدان أبوجنزير حسب الإعلان، إلاّ أنه قبل وصولي تلقيت مكالمة هاتفية عبر تطبيق الواتساب تخطرني بأنه حصل تعديل ونسبة للطوق الأمني حول أبي جنزير، سيتجمع الناس في شارع مستشفى الخرطوم (شارع الإسبتالية)، فغيرت إتجاهي إلى هناك.

الملاحظ أنه على طول شارع القصر من أقصاه إلى أقصاه، وعند رأس كل شارع متفرع منه، كانت هناك قوات مرابضة ترتكز عنده.

وصلت شارع المستشفى، رغم الحركة الطبيعية لمواطنين يقضون احتياجاتهم، إلاّ أن الأعصاب مشدودة والترقب كان سيد الموقف. ظللت أتحرك من مدخل الشارع من جهة شارع القصر إلى أمام بوابة الحوادث جيئةً وذهابا، حتى لا يكون وقوفي مثيراً للإنتباه، حتى وجدت شخصين كان واضحاً عليهم أنهم بانتظار ما سيحدث، بادر أحدهم بالتحدث إلى، وكانت تفضح أغراضه قنينة مياه يحملها بيده ومعها كمامة للأنف. هؤلاء الإثنين بالذات لم يكونا من فئة الشباب، فاطمأنيت لوجود مخضرمين :)

تحية طيبة يا أبو الريش
لك وللجميع هنا
......
مخضرمين إنت وهارون وبس .. أنا ما مخضرم؛ مش طلعت أصغر واحد فيكم :)

أوووووو طه ياخ،
كويس عرفت إنك المقصود.

تعرف، أنا عارف إنه في مشاهد كتيرة في الثورة دي وفي اشياء أفظع من الشفناه يومها وأعمال بطولية كتيرة من الشباب ديل ... بس أنا قصدت أوثق مشاهداتي، ويا ريت كل واحد يوثق الشافه ... لأنو عندي تجربة قبل كده في أبريل 1985 شهدنا أشياء كتيرة ما إتوثقت في وقتها وأكيد كتير منها ضاع.

عشان كده، يا ريت إنت والغيرك تكتبوا العندكم.

سؤال: بتشوف هارون ... أو شفته بعد اليوم داك؟

سلامات يا ابو الريش.

حضور ومتابعة.

Quote: حضور ومتابعة.

مرحب يا دينق و Merry Christmas

سؤال: بتشوف هارون ... أو شفته بعد اليوم داك؟

متواصلين جدا قبل يومين كنا بنحكي مع بعض

بعد ما انت فارقتنا بقينا انا وهارون لغاية الساعة تلاتة وشارع الاسبتالية تحول لساحة معركة ..
بعدها أنا انضميت للشباب أمام مستشفى فضيل لغاية الساعة أربعة
ثم تحركنا شرقا وتقابلنا مع الموكب الكان جاي من خرطوم ٢ ..
هناك أنا أصبت بعلبة بمبان في تقاطع المك نمر مع السكة حديد ..
الضربة جاتني في الركبة الشمال فوقعت أرضا والبمبان كتم فوقي ..
في واحد رفعني من الأرض، طبعا ما كنت شايفو من البمبان لكن سامعو بناديني: يا حاج يا حاج :) ..
المهم ونحن بنتجرجر عشان نتخارج من غيمة الدخان كان في تاتشر واقف قريب وعشان برضهم كتم فيهم البمبان
قاموا راجعين خلف واحد من الراكبين (عنصر أمن) دفرني عشان التاتشر ما اصدمني
فوقعت تاني وخبطت في شجرة وانجرحت بسيط في صلعتي.

اتقابلنا أنا وهارون في الموكب التاني يوم ٣١ ديسمبر في صينية القندول ..
بعدها الموكب التالت الكان يوم ٦ يناير كنا متواصلين لكن ما قدرنا نتقابل أنا كنت في جاكسون

Quote: بعد ما انت فارقتنا بقينا انا وهارون لغاية الساعة تلاتة وشارع الاسبتالية تحول لساحة معركة ..

أيوة ... كنت موجود للنهاية، لكن يظهر في نقطة مختلفة ... كان من الصعب الناس يكونوا مع بعض.

ألف سلامة ليك للإصابة ... أنا غايتو نصيبي كان خرطوشين في ضهري :)

السلام أمانة، توصلها للأخ هارون.

كنت هناك ... في خضم الأحداث


كتبت هذا البوست بعد عودتي مباشرةً ... كان فيه إنفعال بالأحداث.

الآن أكتب بقصد التوثيق، وأرجو أن لا يكون تكرار للبوست الأول

كان ما يميّز العسكر أنهم يلبسون ملابس الشرطة (المبقعة) كانت ملابس جديدة لم تعرف الماء وكانت رؤوسهم عارية وأقدام بعضهم تنتعل سفنجات وبعضها أحذية غير عسكرية، وكأنما استدعوا على عجل. بعد فترة ظهرت عربات (بكاسي) مليئة بعناصر تلبس اللباس المدني ... مسلّحين وملثمين شقوا الطريق المزدحم بالمارة من الغرب إلى الشرق.

كانت أيام يا وطنى

سلامات يا ابوالريش

نفس الفترة تقريبا كنت فى السودان بعد غياب طويل.. صابيها يومياً.. حتى ليلة فض الإتصام أخدت ركشة من العمارات لغاية شارع برى محل بداية الإعتصام
كانت الساعة حوالى العاشرة مساءً.. تخطيت دار الشرطـة.. و لكن فجأة قررت زيارة صديق يسكن فى بيوت الجامعة خلف دار الشرطة، و مكثت معه تقريبا ساعة
ثم رأيت أن أعود للبيت و احضر غدا.
قحت مفروض لو هى حركة وطنية صادقة ، وفى هذه المرحلة قبل أن تأتى الأحزاب، يجب ان تغلق شارع القيادة العامة نهائيا أو تعمل نفقا تحته.. ويكون الشارع ميدان الثورة
و تعد الرسومات الجدارية مثلما كانت، ويبدأ تقليد جديد فيه يأتى المواطنون القادرين على المجئ كل ليلة خميس و يصطفون أمام قيادة الدفاع الجوى و فى تمام الساعة التاسعة مساء، مشعلين
فلاشات موبايلاتهم .. يهتفون بهتافات الثورة.

بدأ العسكر مطالبة المواطنين بالتحرك من أمام المستشفى، رغم أن الكثيرين تحججوا بأنهم إما مرضى أو مرافقين لمرضى، في تلك الأثناء وصلتنا أصوات هتافات بعيدة ورائحة (بمبان) حملته الرياح، رغم أنه أتى من بعيد، إلاّ أنه كان كافي لإثارة العيون والأنوف ... إتجهنا بفعل البمبان والعسكر شرقاً حتى وصلنا أمام بوابة الحوادث، عندها وجدنا الشباب قد تجمعوا وبدأوا الهتاف في شارع السيد عبدالرحمن الموازي لشارع الإسبتالية.

بدأت عملية الكر والفر بين الشباب والعسكر ما بين شارع السيد عبدالرحمن وشارع الإسبتالية وتم إطلاق قنابل الغاز بكثافة على المتظاهرين (كانت المرة الأولى التي أسمع فيها هتاف: الطلقة ما بتكتل، بكتل سكات الزول). كنا مقتنعين أن فض المظاهرة كان باستخدام قنابل الغاز، حتى سقط إثنين من الشباب في نفس الوقت مصابين برصاص حي، تم حملهم بسرعة إلى داخل المستشفى.

كانت هناك بناية تحت التشييد (في مرحلة التشطيب) ... إشارت إليها إحدى الفتيات صارخةً: هناك ... هناك. وعندما نظرت إلى (هناك) رأيت ماسورة بندقية تخرج من إحدى النوافذ وترجع ... نعم، كان هناك قنّاصة.

هلا أبوريش،

Quote: قحت مفروض لو هى حركة وطنية صادقة ، وفى هذه المرحلة قبل أن تأتى الأحزاب، يجب ان تغلق شارع القيادة العامة نهائيا أو تعمل نفقا تحته.. ويكون الشارع ميدان الثورة و تعد الرسومات الجدارية مثلما كانت، ويبدأ تقليد جديد فيه يأتى المواطنون القادرين على المجئ كل ليلة خميس و يصطفون أمام قيادة الدفاع الجوى و فى تمام الساعة التاسعة مساء، مشعلين فلاشات موبايلاتهم .. يهتفون بهتافات الثورة.

في شارع القيادة يمكن المسألة ما تكون عملية ... لكن أتوقع أن يتم شئ في ساحة الحرية (ربما تتحول لـ"هايد بارك" سودانية)