تحديات بناء السودان الجديد و خيارات الحرب و السلام

تحديات بناء السودان الجديد و خيارات الحرب و السلام


12-25-2019, 02:09 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1577279364&rn=1


Post: #1
Title: تحديات بناء السودان الجديد و خيارات الحرب و السلام
Author: مجدى محمد مصطفى
Date: 12-25-2019, 02:09 PM
Parent: #0

01:09 PM December, 25 2019

سودانيز اون لاين
مجدى محمد مصطفى-
مكتبتى
رابط مختصر



السودان القديم سودان الحروب و الدماء و الدموع و الفساد لم يعد خيار لأغلب السودانيين.
يتطلع الثوار و السودانيين جميعا لسودان جديد يتم فيه تلافي أخطاء السودان القديم و بناء وطن يسع الجميع ... فما هي تحديات بناء السودان الجديد ؟ و هل سيعم السلام هذا السودان أم ستتجدد الحرب مرة أخري ؟
ظلت الطبقة السياسية في المركز و طوال عقود تخدر الشعب السوداني بشعارات تزيد من تباعد الشقة النفسية بين السودانيين اذ ظلت على الدوام تردد بأن التمرد في أطراف السودان هو عمل معادي للدولة أو الإسلام و أن المتمردون ما هم الا مخالب قط لأجهزه المخابرات العالمية! و ما هم الا خونه و مرتزقة.
اتفاقية نيفاشا التي حملت بين نصوصها ما يوضح أساس مشكلة السودان لم تستطع إزالة الغشاوة عن أعين الكثيرين برغم أن الاتفاقية اثبتت بما لا يدع مجال للشك بأن كل شعارات الحرب ضد الحركة الشعبية كانت مجرد أكاذيب .. و أن هناك مشكلة سودانية في الجنوب و مناطق أخري الا أن الشعب لم يحرك ساكنا .. و هنا لابد من الاعتراف لأن الحكومة السابقة استطاعت توظيف الاعلام و أموال البترول في عمليه منظمة لتضليل الرأي العام في حواضر المدن بنجاح باهر مستخدمة النعرات العنصرية تارة و شراء الذمم تارات أخرى .. و بدل أن يثير انسحاب الجيش مذلولا من جنوب السودان في انسحاب بطعم الهزيمة تساؤلات عن حقيقة دورة و تواجده في الجنوب , خرج كبار قادته يبررون و يباركون و الجميع يعلم بأن المؤتمر الوطني ما وقع على ذلك الاتفاق الا خوفا من العصا الأمريكية التي كانت جاهزة للانقضاض عليه.
برغم مرارة محارق الحروب في جنوب السودان السابق و الحالي و في دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق و برغم ما بثه النظام المقبور من سموم الكراهية و العنصرية نجحت الثورة في توحيد السودانيين حول شعار يا عنصري و مغرور كل البلد دارفور ! و هو شعار له وقع نفسي مدمر على مدعي النقاء العرقي و داعمي النظرة الأحادية الذين يرفضون و يقاومون سودان التعدد و في سبيل ذلك فعلوا الأفاعيل.

يظل الجيش هو أكثر بؤر تمركز الاقطاعيين و العنصريين و هو المعول الذي دمروا به السودان تم الصرف عليه لسنوات طويلة بصورة بذخيه و هو أحد أكبر بؤر الفساد في الدولة , لذا يمكن تخيل إحساس الفريق البرهان و هو ينظر الى المرآه و يرى أن كل الأكاذيب التي تربى عليها و ربى عليها قد عرتها الثورة , و أنه ليس هناك خونه و لا مرتزقة و لا يحزنون , بل أصحاب حقوق مشروعة يجب الوفاء بها كشرط واجب للاستقرار و السلام .. يمكن تخيل الهزيمة النفسية للسيد البرهان و غيره من كبار قادة المؤسسة العسكرية و هم يطلقون على خونه الأمس حركات الكفاح المسلح !
بذلك يكون تفكيك جيش السودان القديم و بناء جيش وطني يعبر عن تعدد السودان الثقافي و العرقي و الديني في كل مستوياته من الأعلى للأسفل هو التحدي الأكبر و الأخطر .. و لا سبيل عن حديث عن سودان جديد في ظل جيش تسيطر على قيادته مكون أثني واحد ظل يحاول ل 63 عام على فرض هويته الثقافية و الدينية على الدولة السودانية.
الهبوط الناعم هو التحدي الخطير الثاني الذي يقف أمام بناء السودان الجديد , و رغم ان هناك من يشكك في الهبوط الناعم و دوره في الثورة الا انه تتكشف تباعا كميه من المعطيات التي تؤكد بان هناك قوى ثورية توقف او تبطئ من عمليه التغيير و المحاسبة و بناء المؤسسات العدلية و تضع العراقيل أمام عملية التفاوض الجارية في جوبا انتظارا لشيئ ما ! و هنا تبرز أهمية تحييد قوات الدعم السريع عن النظام السابق و الدولة العميقة .. و لعل استجداء الصادق المهدي لحميدتي يؤكد بأن الدولة العميقة و قوى السودان القديم سيبذلون وسعهم لوقف عجلة التغيير. و مخطي من يظن أن حميدتي يمكن استخدامه ككلب حراسة .. !
غني عن التعريف أن الدولة العميقة الوحيدة في السودان هي مجموع كبار موظفي و طفيلي السودان القديم و هي مجموعات عرقية اتخذت من استغلال الدولة و امكانياتها وسيلة لفرض الهوية العربية و الإسلامية على الدولة السودانية و شنت حرب لا هوادة فيها ضد كل ما هو مختلف عبر سياسات لم تبدأ بالتعريب القسري و لم تنتهي بالإبادة الجماعية , و في ذلك يكون الفرق بين المجموعات التي حكمت في كل مراحل الدولة الوطنية و هي مجموعات المركز السياسية , الفرق بينها في الكم و ليس في الكيف ... و هنا يبرز التحدي الثالث و المهم أيضا و هو أنهاء الهيمنة العرقية على مؤسسات الدولة.
لا مكان في السودان الجديد للهيمنة العرقية و المناطقية على مؤسسات الدولة , اذ لا يمكن ان يستولي 2% من السكان على اكثر من 90% من الوظيفة العمومية .. لقد حدث ذلك بقصد في السابق عند سودنة الوظائف بعد خروج المستعمر بحجج واهية لا مكان لها في واقع اليوم .. فكل مناطق السودان و كل العرقيات السودانية فيها من الكوادر المؤهلة التي تستطيع تولي المسؤولية .. لذا يجب أن تعبر مؤسسات الدولة عن التنوع و بنسب معقولة تتناسب مع عدد سكان المكونات المختلفة.
هذه بعض الحقائق المهمة في مسيرة لناء السودان الجديد الذي يتخلق الان .. و هي تحديات كبيرة و عظيمة بقدر عظمة الشعب السوداني الذي قدم دماء طاهرة من أجل كرامته و عزته و لا عزاء للسودان القديم

خيارات الحرب و السلام ترتبط ارتباط وثيق بمدي النجاح في تجاوز التحديات المشار اليها و تحقق السودان الجديد ... خيار الحرب اذا لا قدر الله لها ان تكون فستكون مختلفة جدا عن كل ما سبق و هذا ما سأواصل توضيحه ..

نواصل





Post: #2
Title: Re: تحديات بناء السودان الجديد و خيارات الحرب
Author: adil amin
Date: 12-26-2019, 09:42 AM

كويس راي واعي ارمي قدام
ودي معادلة التغيير
https://up.top4top.net/