سهير عبد الرحيم تكتب: موكب لشارع واحد

سهير عبد الرحيم تكتب: موكب لشارع واحد


12-17-2019, 02:56 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1576590999&rn=1


Post: #1
Title: سهير عبد الرحيم تكتب: موكب لشارع واحد
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-17-2019, 02:56 PM
Parent: #0

01:56 PM December, 17 2019

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر




غادرت يوم أمس الأول فجراً متوجهة إلى ولاية الجزيرة لمتابعة أعمال خاصة في مزرعة تخص والدتي، وفي الطريق وحتى مدينة الكاملين لم ألحظ أي وجود للزواحف.
على طول الطريق الأسفلتي والذي كان يعج عادةً بالمظاهرات والتروس إبان ثورة ديسمبر لم ألحظ أي شيء لا شيء على الإطلاق، لا يوجد شخص يهتم للزواحف أو لما قالوا، عدت من هناك وفي الطريق مررت على مناطق التكينة والتي والمسعودية والقرضات والمسيد وجياد والباقير وسوبا وحتى وصولي شارع الستين لا شيء. غادر من معي وواصلت طريقي عبر الستين حتى تقاطع عبيد ختم مع (استوب) البلابل لا شيء أيضاً، حسناً أين يا ترى أولئك الزواحف. ثم واصلت الطريق عبر شارع عبيد ختم حتى تقاطع الشرقي، وتوقفت عند أحد المطاعم ووجدته شبه خالٍ، أبتعت (ساندوتش) فسألني (الكاشير) أخبار الكيزان شنو ..؟! . قلت حتى الآن لم يقابلني الموكب المزعوم. بعدها سلكت شارع الشرقي حتى تقاطع (استوب) عفراء مع الساحة الخضراء .. أيضاً لا شيء واصلت بشارع المطار حتى وصلت صينية المركز الطبي الحديث ثم سلكت الشارع شمال مطعم الساحة اللبناني وصولاً إلى تقاطع شارع القيادة مع (استوب) الأسنان أيضاً لا شيء.
توقفت لنصف ساعة عند أبراج النيلين ثم سلكت الشارع شمال موقف شروني حتى وصلت شارع القصر، وهنا وجدت بعض النسوة اللائي بدأ عليهن العطش والرهق وهن يبحثن عن وسيلة مواصلات وقد حملن أوراقاً غطين بها رؤوسهن من الشمس.
واصلت الطريق حتى تقاطع البلدية مع القصر، ثم انحرفت شمالاً بمحاذاة ميدان أبو جنزير، ثم توجهت شمالاً باتجاه برج البركة، وهنا وجدت حوالى عشرين شاباً يقفون وبينهم واحد يهتف باسم البشير … وهو أشبه بالذي يهذي من الحمى!!
جمع من المواطنين وقفوا يتفرجون عليهم وهم يضحكون مثل الذي يشاهد عرضاً من السيرك المملل.
واصلت طريقي حتى مول الواحة وسلكت طريق القنصلية المصرية حتى شارع الجمهورية، ثم واصلت عبر شارع الجامعة حتى القضائية، واتجهت شمالاً بمحاذاة وزارة العدل حتى شارع النيل، وحاولت أن أسلك الطريق ثم (youturn) لأعود بشارع النيل في اتجاه الغرب ولكني وجدت الشارع مغلقاً بألواح خرسانية.
وجهني عدد من رجال القوات المسلحة بعكس الشارع، فعكست الشارع حتى برج الفاتح، وهنالك وجدت دفاراً يغلق الشارع أسفل الجسم الخرساني لكوبري توتي، عكست الشارع مرة أخرى بمحاذاة الجزء الشمالي لبرج الفاتح حتى وصلت (الاستوب) أسفل الكوبري.
وسلكت الشارع غرباً مروراً بالسفارة المصرية وحتى برج الساحل والصحراء، ثم انعطفت يميناً حتى مسجد الشهيد، وبعدها واصلت الطريق حتى أم درمان وصولاً إلى استاد الهلال. وعدت أدراجي بعد ساعة بنفس الطريق، ولكن هذه المرة سلكت الطريق أمام جامعة السودان مروراً بشارع الغابة فسك العملة والحلة الجديدة والقوز والرميلة واللاماب وقطاع غزة وحي النزهة والعشرة وجبرة والصحافة، ثم عدت مرة أخرى إلى أبو حمامة. ملخص القول ما شاهدته بأم عيني حوالى عشرين شاباً، ولكني علمت أن الشارع من تقاطع الفرنسي وحتى مسجد فاروق كان به الزواحف.
الدرس المستفاد:
إن الكيزان لم ولن يستطيعوا أن يخرجوا أي موكب من أي حي من أحياء ولاية الخرطوم أو أية مدينة من مدن السودان، لأن كل الأحياء والمدن ولاؤها للشهداء، ولكنهم يستطيعون أن يجمعوا أخوة يوسف في شارع واحد أمام مسجد فاروق.
خارج السور:
المواطنون الشرفاء.. قوموا إلى بناء الوطن … واحترسوا لا تطأوا الزواحف فتتسخ أحذيتكم.