Post: #1
Title: فضوها سيرة وأدفعوا الإتاوة
Author: محمد بشير عبادى
Date: 12-11-2019, 03:08 PM
02:08 PM December, 11 2019 سودانيز اون لاين محمد بشير عبادى-السودان/ولاية الخرطوم/أمبدة مكتبتى رابط مختصر
#لا_هوادة فضوها سيرة وأدفعوا الإتاوة #محمدبشيرعبادي
تعرضت أوروبا في أواخر (القرن الحادي عشر الميلادي) لسقطات عصفت بإقتصادها وجعلتها عرضةً للفقر، فقد عانى مُعظمُ سكّانها من تردّي الأحوال المعيشية حتى أصبح أملهم في الخلاص هو حرب الشرق المسلم، الذي كان وقتها ينضح ثراءاً ويعيش أهله في رفاه ورغد من العيش،وقد كان الأوربيين يتسقطون أخبار الشرق عبر التجار العائدين من هناك وما يبثونه وسط المجتمع الأوروبي من حكايات أسطورية عن خيرات تلكم المناطق في بلاد الشام الكبرى، مما جعل الكثيرين من المغامرين يحلمون بغزو الشرق وما قد يجنيه هذا الغزو من ثمار.. وقد كان أن شنت ماسمي ب(الحروب الصليبية) التي إبتدأت منذ سنة(1095م) واستمرت لمائتي سنة ،تم خلالها إحتلال (بيت المقدس) الذي اتخذ تحريره من المسلمين فزاعة يرمي من خلالها (بابا روما) لاسباغ ثوب ديني لهذه الحرب والتي رغم أن الدافع الرئيس لها هو في الواقع دافع إقتصادي لا ديني،فقد ساهمت الأحوال المعيشية في تقسيم طبقات المجتمع الأوروبي إلى ثلاثة طبقات،طبقة رجال الدِّين الذين رأوا في هذه الحروب وسيلة للقضاء على الدِّين المنافس(الإسلام) وبسط نفوذهم وسيطرتهم على المجتمع أمّا الطبقة الثانية فهي طبقة (النبلاء) الذين سعوا إلى زيادة أراضيهم وأملاكهم وطبقة (العبيد) الذين شاركوا في هذه الحروب رغبةً في حياة أفضل وسبيلاً في التخلُّص من العبودية والذلّ. الأوربيون وخاصة البريطانيون ،هم في الأصل تجار نهضوا بتجارتهم حول العالم ولما قوي نفوذهم بعد الثورة الفرنسية وما حققوه من ثورات صناعية وفكرية،كان لابد لهم من حماية هذا النفوذ بحد السيف فكان إستعمارهم للدول ونحن في السودان عرفنا الإستعمار الأوروبي المباشر عقب سقوط الدولة المهدية(1885م-1898م) في إطار مخطط بريطاني كان يهدف لإستعمار أفربقيا من الأسكندرية شمالاً حتى الكاب جنوباً ، ولم يتم إحتلال السودان بواسطة الإنجليز إلا بعد إحتلالهم لمصر (بوابة إحتلال السودان)، عقب هزيمة (الثورة العرابية) هناك والتي قامت في الأصل لسبب إقتصادي وهو الإحتجاج على إعادة هيكلة الجيش المصري بتخفيض جنوده عبر تسريح أغلبهم وسحب حامياته غير المهمة من السودان وهو ما عرف بسياسة (إخلاء السودان) وعندما تولى(محمد شريف باشا) منصب رئيس مجلس النظار(مجلس الوزراء) للمرة الرابعة في الفترة (21 أغسطس 1882م - 10 يناير 1884م)،كان يأمل في تحقيق إقرار للنظام الدستوري، وينتهي الاحتلال البريطاني كما يقول الانجليزبمجرد توطيد سلطة الخديوي،(من المفارقة أن بريطانيا الدولة الديمقراطية وقفت ضد مجلس النواب المصري)، فعارض شريف باشا السياسة البريطانية، ولما رأى أن الخديوي يميل إلى إجابة مطالبهم قدم استقالة وزارته ،إذاً الدافع هنا (إقتصادي) بدأ بإغراق مصر في الديون ثم التعسف في تحصيلها ثم التدخل في سياستها الداخلية عبر تعيين مراقبين أوربيين داخل مجلس الوزراء المصري ،الأول عين وزيرا للخزانة(المالية) والآخر للحقانية(العدل) وذلك لتشريع القوانين التي تخول لهم تحصيل إيرادات الدولة المصرية وبالتالي التحكم في مفاصل السلطة، بل وصل الأمر إلى السيطرة على سيادة البلاد بفرض سياسة إعادة هيكلة الجيش المصري والقبض على إيرادات (قناة السويس) كاملة. بالأمس عاد الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الإنتقالي من زيارته إلى أمريكا والتي جاءت في إطار مجهودات الحكومة الإنتقالية لرفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وعقب وصوله إلى مطار الخرطوم مباشرة صرح حمدوك إلى جمع من الإعلاميين بأنهم "حين بدأوا التفاوض مع أمريكا كانت هناك سبعة شروط (لرفع العقوبات)، أصبحت (شرطا واحدا)، اتفقنا حول المسألة المتعلقة بتوصيل الإغاثة، حقوق الإنسان، الحريات الدينية، العلاقة مع كوريا الشمالية، البدء بشكل جاد في عملية السلام بالسودان".وأوضح: "يبقى الآن أمران، الأول، التعاون في مجال الإرهاب وهذا مستمرون فيه، أما الموضوع الوحيد الباقي، هو تعويضات ضحايا العمليات الإرهابية من الأمريكيين"،(ضحايا سفارتي نيروبي ودار السلام) وفي حوارنا معهم، قلنا ،(الحديث للدكتور حمدوك): "إننا ضحايا أيضا للإرهاب وهم يردون بأن هناك (مسؤولية للدولة) والآن نحاول تقريب الأمور، وهدفنا توقيع اتفاق في هذا الصدد من أجل تحصين الدولة السودانية، (ضد رفع) أي قضايا أخرى" اه. نعم قال حمدوك أن الغرض من المفاوضات مع الأمريكان هو (تحصين الدولة السودانية) ،حتى لا يخرج إلينا أولئك القوم بسبب آخر يساوموننا عليه فإن لم نرضخ لهم لم يرفعوا عقوباتهم..الأمريكان ورثة البريطانيين في مستعمراتهم عقب نهاية الحرب العالمية الثانية(1938م-1945)،القوم هم القوم، فبمثلما شنوا قديما حربا على الشرق تحت ستار ديني ،اليوم يشنونها تحت ستار (مكافحة الإرهاب)..أمريكا التي نفذت إلى قلب السيادة السودانية عبر معونتها المشهورة التي قدمتها حالاً عقب إستقلال السودان (1956م) ،فبعدما رفضتها حكومة الأحزاب،قبلتها حكومة الفريق إبراهيم عبود(1958م -1964م)،عبود الرجل الوطني نقي السريرة والذي أراد بواسطة هذه المعونة تحقيق بعض المنجزات التنموية التي كان يحتاجها أهل السودان وقتها ،من طرق وجسور ومؤسسات ثقافية وإعلامية وغيرها ،لم يدري (الرجل العسكري لا السياسي) أنه بقبوله للمعونة الأمريكية قد إبتلع الطعم الذي تمكنت أمريكا بواسطته من إصطياد (سمكة السودان)،فبعد أن كانت تتودد إلينا لإستمالتنا في صفها، نكاية في (الإتحاد السوفييتي السابق) في إطار ما عرف ب(الحرب البارد)،صرنا اليوم نتودد إليها تقية من شرها،ألم يقل رئيسها (ترامب) لحلفائه السعوديين "على الرياض أن تدفع أموالاً طائلة مقابل دفاع أمريكا عنها طيلة العقود الماضية"،دفاع ضد من؟ هل ضد العراق الشقيق؟! أم اليمن الجار بالجنب؟ أم إيران أخت السعودية في الإسلام؟!! مهما إختلفت المذاهب..كلها أحاييل وأحابيل تتذرعها أمريكا لإستحلاب خيرات الشرق كما فعلوها قبلا أسلافهم الصليبيين وكما فعلتها بريطانيا بالتغلغل في الشأن المصري عبر الديون ومن ثم إحتلالها وإحتلال السودان من بعدها. سادتي الأمر برمته هو أتاوة يجب دفعها لأمريكا حتى ترفع عصاتها عنا ،أمريكا التي أفلست وغرقت في الديون والمثل السوداني يقول:(إذا الخواجة فلس بفتش في دفاتره القديمة) وأمريكا (فتشت) في دفاترها ووجدت أنه يمكن لحادثتي سفارتي (نيروبي ودار السلام،7 أغسطس 1998م) أن تكونا مسوغا للإبتزاز حتى(يدفع السودان). نرجو أن تتوصل حكومة حمدوك لتسوية ما، يتم من خلالها دفع مبالغ ولو عينياً من صمغنا أو ذهبنا أو حتى تقديم تسهيلات وشروط ميسرة للإستثمار الأمريكي في السودان،المهم دفع (الأتاوة) بأي شكل ولا داعي لإطالة النقاش في مواضيع أخرى ،الأمر صار جليا ،فكما يقولون (الكاش يقلل النقاش). *الإتاوة للذين لا يعرفونهاهي مال مخصوص كان يدفع للفتوات والبلطجية في غابر الأزمان إتقاءا لشرورهم.
|
Post: #2
Title: Re: فضوها سيرة وأدفعوا الإتاوة
Author: muntasir
Date: 12-11-2019, 03:20 PM
Parent: #1
رجعوا اللغفتوه بندفع الأتاوة ومعاها موية صحة
|
|