من اغتال مها يا لينا..؟!بقلم سهيرعبدالرحيم

12:28 PM November, 27 2019

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

مها هي ابنة دار المايقوما.. عاشت وترعرعت بين جدران دار المايقوما للاطفال فاقدي السند، كبرت ونضجت واشتد عودها، اجتهدت في دراستها وكانت متفوقة وذكية، ركضت في السنين الدراسية ركضاً سريعاً، التهمت الكتب والمقررات ونجحت بتفوق واضح.
تخرجت بدرجة البكالريوس ونالت من بعده الماجستير وتحضر الآن للدكتوراة، ولكن مها ورغم نجاحها الاكاديمي الا ان ذكريات الدار لم تبارحها وارتباطها بالمكان يوقظ في نفسها سنين الحرمان واليتم والمعاملة الباردة وشح الحنان.
كانت مها تشعر بالانتماء لكل طفل هناك.
لذلك اختارت العمل وسطهم وكانت تتحدث عنهم دوماً باسم (اخواني)، هاتفتني قبل فترة لزيارتها هناك، وتسجيل ملاحظات عن حال الاطفال.
دخلت الدار وتجولت فيها وشاهدت بأم عيني اسوأ انواع الانتهاكات لآدمية اولئك الاطفال.
اهمال وقذارة واوبئة وفساد، امراض شتى، قروح والتهابات واحتضار وملك الموت يتحلق حول أسّرة الصغار ليخطف بمعدل طفل يومياً، حيث بلغت الوفيات في شهر واحد (٣٤) طفلاً.
عقب تلك الزيارة كتبت سلسلة مقالات نشرت في شهر نوفمبر من العام الماضي، وعززتها بنشر صور التقطتها بهاتفي الشخصي، وعقب نشر تلك المقالات ثارت ثائرة مديرة الدار، وارغت وازبدت وهددت وتوعدت، واول قرار اصدرته كان ايقاف مها المسكينة عن العمل.
اعقبته بقرار بإبعادها عن محيط الدار الى دار الفتيات، والآن هناك قرار بإبعادها للمرة الثالثة، كل هذا يحدث لمجرد ان مديرة الدار شاهدتها برفقتي، واعتبرت انها من أمنت لي الحصول على تلك الصور، وهي لا تدري ان الصور بهاتفي ومازلت احتفظ بها حتى الآن.
الوزيرة لينا الشيخ وزيرة الرعاية الاجتماعية، اذا كنتِ ترغبين في وضع بصمات واضحة في مسيرتك بهذه الوزراة الحساسة، فإن ملف أطفال المايقوما ينبغي ان يكون ضربة البداية لمعركة الاصحاح والتغيير.
اقيلي فوراً تلك المديرة واخضعيها للجنة تحقيق، استقصي وتحري واستفسري عن مصير اطفال لا حول لهم ولا قوة، واسألي مديرة الدار لماذا اغتالت مها المسكينة معنوياً وفصلتها عن العمل.
خارج السور
الوزيرة لينا: هل حقاً تم بيع (١٢) طفلاً من دار المايقوما؟ وما حقيقة الاختفاء المفاجئ لعدد منهم؟؟

لا حول و لا قوة الا بالله العلى العظيم..
يصعب ان نصدق ان هناك وحوش فى شكل بشر..
وهنا اقصد الوالدين و مديرة المدرسة و طاقم العمل فى دار المايقوما..