آمن الكمتيون باليوم الآخر واهتموا بالموت وما بعده أكثر من اكتراثهم بالحياة؛ فاندثرت حضارتهم وأصبحت من الماضي بعد أن لحقوا جميعاً بعالم الغيب الذي تعبوا من أجله وتعلقت به قلوبهم وأرواحهم. ولم يبقى من ذكراهم إلا مدافن وشواهد. اليوم ، يُثْبِتُ السودانيون أنّهم ورثةُ أولئك القوم – وإن اختلفت القامات والجهد المبذول ؛ فالنار تلد الرماد – ويجمعهم بأجدادهم ذلك الحبُ الموروث لما بعد الحياة والإهمال المريع لها. ويفرقهم عن أسلافهم بأنّهم اكتفوا بالأماني ولم يجهزوا أي مدافن أو شواهد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة