كتب الصحافي الشاب عبد الرؤوف طه تحقيق رائع تحت عنوان مديرو المكاتب.. جدل لا ينتهي#

07:47 PM November, 20 2019

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

الخرطوم: عبد الرؤوف طه
ثمة مقولة سائدة بأن مدير مكتب المسؤول يعد الاكثر قبضةً وسيطرةً من المسؤول نفسه، سواء كان المسؤول وزيراً او والياً او رئيساً للجمهورية. والذاكرة السياسية تحتفظ بعدة اسماء عملت في مكاتب المسؤولين اثار وجودهم بتلك المكاتب موجة من الجدل الذي لم يكد ينقطع يوماً.
طه عثمان
من الأسماء التي عملت في ادارة مكاتب المسؤولين لردح من الزمان، يبرز اسم الفريق طه عثمان الحسين الذي عمل الى جوار عدد من المسؤولين، منهم البروفيسور ابراهيم احمد عمر، وكان مديراً لمكتب احد ولاة الولايات، وتدرج الرجل في عمله بالمكاتب وصولاً لإدارة مكاتب رئيس الجهورية المشير عمر البشير في عام 2017م، ووقتها أشيع على ناطق واسع بأن معظم القرارات التي كانت تصدر عن رئيس الجمهورية السابق عمر البشير سواء أكانت تلك العلاقات متعلقة بالاعفاء والتعيين او التصديق لاي امر، اشيع بأن طه عثمان كان يقف من خلفها, ويستدل مراقبون بقرار قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة ايران، حيث قيل وقتها ان طه عثمان قام بارسال الخبر الى المحطات الاعلامية المناوئة لايران قبل صدوره عن رئيس الجمهورية، وظل طه عثمان مثار جدل حتى آخر ايامه بالقصر الجمهوري، بل انه بلغ ذروته بقبضته على مصادر اتخاذ القرار لدرجة جعلته مهاباً من قبل الوزراء والمسؤولين التنفيذيين. وازاء هذا التمدد وجد طه نفسه محاصراً من قبل بعض النافذين الذين عملوا بشدة على اقالته، ليتم اعفاؤه بامر من رئيس الجمهورية السابق عمر البشير، ومنذ ذلك الوقت قرر الرجل الاستقرار في المملكة السعودية بعد حصوله على التابعية السعودية.
غسان عبد الرحمن
في عام 2015م أثارت الصحف خبراً بوجود فساد مالي في مكتب والي الخرطوم الاسبق عبد الرحمن الخضر وقتها، وشغلت القضية الرأي العام. وكانت تشير لوجود فساد في الاراضي واستغلال نفوذ والاستيلاء على الاراضي بصورة غير قانونية، وبلغت قيمة اموال تلك الاراضي (17) مليار جنيه، بعدها برز على السطح اسم الملازم اول شرطة غسان عبد الرحمن واتهامه بالوقوف وراء الحادثة، وتم تقييد بلاغات ضده، الا ان الشاب العشريني فارق الحياة الدنيا في ذات العام بعد تعرضه لحادث حركة اودى بحياته، واثير حول وفاته عدد من الشكوك، سيما ان غسان قال وقتها في تصريحات مسربة انه تعرض للتهديد بالتصفية الجسدية نظراً لتورط نافذين في القضية.
حاتم حسن بخيت
لم يكن طه عثمان الحسين وحده من عمل في مكتب الرئيس السابق عمر البشير واثار جدلاً واسعاً، فبعد اقالته من منصبه كُلف حاتم حسن بخيت بمهام مدير مكتب الرئيس السابق البشير، ولم يمض وقت طويل على التكليف حتى اقيل من منصبه في ظروف غامضة دون توضيح اسباب اقالته، وايضاً برز اسم حاتم حسن بخيت في قوائم الشهود في محاكمة البشير، لجهة انه الشخص الذي قام باستلام اموال من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتسليمها للرئيس السابق عمر البشير، وهي الاموال التي يحاكم على اثرها عمر البشير.
طارق محجوب
وشهد عام 2015م جدلاً واسعاً حول وجود فساد في ادارة الجمارك، واتهمت وسائط اعلامية مدير مكتب مدير الجمارك المقدم طارق محجوب بشبهة فساد، وبعدها بايام قليلة قامت وزارة الداخلية باعفاء مدير الجمارك وقتها اللواء سيف الدين عمر، ازاء الرشح الاعلامي عن مزاعم فساد في الجمارك يقف خلفه مدير مكتب مدير الجمارك. واستدعى البرلمان وزير الداخلية الذي نفى بشدة تورط المدير ومدير مكتبه في قضية فساد، واتهم جهات لم يسمها بأنها تسعى لتشويه سمعة الجمارك. وشدد على عدم تشكيل لجنة محاسبة لمدير الجمارك ومدير مكتبه، واشارت المزاعم الاعلامية وقتها الى ان الاموال المهدرة بلغت (85) مليار جنيه بالقديم، وانتهت القضية بعد تصريحات وزير الداخلية، ولكن الجدل حولها لم ينته لسنوات طويلة، وظلت الوسائط الإعلامية من سوشل ميديا وغيرها تتحدث عن تلك الحادثة، وعن دور مديري المكاتب في ادارة تفاصيل العمل مع المسوؤلين.
الخواض
ايضا يعد مدير مكتب النائب الاول السابق علي عثمان طه اللواء ابراهيم الخواض الاكثر اثارة للجدل خاصة في اوساط تنظيم الحركة الاسلامية، والخواض ظل يعمل في مكتب طه منذ منتصف التسعينيات وحتى لحظة سقوط النظام، وبحسب مصادر لـ (الإنتباهة) فإن الخواض كان يحظى بثقة طه ويفوضه للقيام ببعض الامور التنفيذية دون الرجوع اليه، وأخيراً تعالى صوت الخواض سيما عبر الوسائط، وصار شديد الانتقاد للتحالف الحاكم (الحرية والتغيير)، ويتصدى للاقلام التي تنتقد رأس النظام السابق عمر البشير او علي عثمان محمد طه.
حبيب العبيد
آخر مديري المكاتب اثارة للجدل يبرز اسم حبيب العبيد مدير المكتب التنفيذي لوزير النقل والبنى التحتية هاشم الطاهر، حيث تناولت الوسائط والاعلام بصورة عامة خطاباً مسرباً يحمل مطالبة بعلاج شقيقة الوزير خارج السودان على حساب الوزارة، وسرعان ما تبرأ الوزير من الخطاب واعتبره تصرفاً فردياً من مدير مكتبه، ومر يومان من الجدل حول الخطاب وفحواه كانت كفيلة بأن يتقدم حبيب العبيد باستقالته من منصبه، وتم قبول استقالته على الفور من قبل الوزير نفسه.
ما وراء التصرفات
وحول تصرفات مديري المكاتب بصورة فردية او تدخلهم في اختصاصات الوزير او المدير، يقول استاذ العلوم السياسية حامد عثمان لـ (الإنتباهة) ان الثقة الزائدة الممنوحة لهم تجعل البعض يتصرف باريحية ولا يلتزم بحدود عمله. وطالب عثمان بإلزام مديري المكاتب بخريطة العمل الموضوعة لهم، وعدم منحهم سلطات تنفيذية عن طريق استغلال العلاقات الاجتماعية مع المسؤول، وقال إن وظيفة مدير المكتب وظيفة تنسيقية بروتكولية وليست وظيفة تنفيذية، وينبغي أن يلتزم صاحبها بحدود عمله.