المهندس المتصوف عبد القادر محمد هاشم الهدية في حوار صحيفة السوداني

05:10 PM November, 11 2019

سودانيز اون لاين
Yasir Elsharif-Germany
مكتبتى
رابط مختصر

السوداني
الجمعة 8 نوفمبر 2019
الموافق 11 ربيع الأول 1441 هـ..

حوار
ابن شيخ "الهدية" المثير للجدل لـ(السوداني):
(.......) هذا ما دار بيني ووالدي حول (صراع) "الصوفية والسلفية"!

*من أنت؟
أنا المهندس عبدالقادر محمد هاشم الهدية، وُلدت عام 1941م بحي المسالمة بمدينة أم درمان.

*أنت ابن الزعيم التاريخي لجماعة أنصار السنة المحمدية المرحوم الشيخ محمد هاشم الهدية؟
نعم
*لكنك ذهبت في الاتجاه المعاكس تماماً؟
نعم، لقد أصبحت شيخاً في الطريقة القادرية العركية عام 1985م على يد الشيخ أبو عاقلة بن الشيخ أحمد الريح بن الشيخ عبدالباقي بن الشيخ حمد النيل صاحب الضريح المعروف بأم درمان. نفعنا الله بهم.
*كيف اصبح ابن رئيس جماعة (أنصار السنة)، من كبار مشايخ (المتصوفة)؟
هذا السؤال يلاحقني في كل زمان وأي مكان، يسألني الناس لماذا وانت ابن الزعيم التاريخي لجماعة انصار السنة المحمدية تخالف والدك وتنتهج المنهج الصوفي؟

*بماذا كنت ترد على السؤال؟
كنت أقول أنني لم أختار التصوف بطوعي ولكن والحق يقال منذ طفولتي وإلى أن أصبحت شاباً كان شيوخ التصوف الذين ألقاهم في مسيرتي يبهرونني بكرامات خارقة تتجاوز قدرات البشر في كثير من الأحيان.

*هل دار بينكما نقاش (والدك وأنت) حول اختلاف توجهاتكما؟
نعم، اذكر جيدا انه وبينما كنا نجتمع في (صينية غداء)، قال لي (يا عبدالقادر) لماذا ترفض الانضمام إلينا (لجماعة أنصار السنة) فقلت له: لأنكم تنكرون أهم إعجاز حدث لرسولنا الكريم. فسألني وما هو؟ قلت له: رؤيته صلى الله عليه وسلم لربه.

*وبماذا ردَّ عليك والدك؟
ردّ عليّ بحديث السيدة عائشة الذي قالت فيه: من زعم أن محمدا قد رأى ربه فقد أعظم على الله الفرية.

*طيب وكيف جاء ردك أنت عليه؟
قلت له: كلام السيدة عائشة صحيح 100% لأنها تقصد رؤية العين، وفى الحقيقة أن الرؤيا تمت بالقلب وليس العين بدليل قول ربنا (مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ). وكذلك قول سيدنا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن محمداً قد رأي ربه بقلبه.

*هل توغل ابن الهدية في الاتجاه المعاكس لما تدعو له جماعة والده بكل اطمئنان أم أن ثمة أشياء نازعته داخليا؟
بالعكس، لقد مضيت في طريقي بلا تردد، وتراكمت (الكرامات) في فكري حتى جعلتني أحسم أمري بكل اطمئنان واخترت الطريق الصوفي.

*لماذا فضلت منهج (المتصوفة) على (جماعة أنصار السنة) التي يرأسها والدك؟
لأنني كنت على يقين، طوال مراقبتي للمناهج الأخرى أن (ضالتي) لن أجدها إلا في منهاج التصوف ومنذ أن تم ذلك عام 1970 وإلى يومنا هذا وأنا استمتع برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ورؤية شيخي عبدالقادر الجيلاني رضي الله عنه.

*ما رأيك في جماعة أنصار السنة؟
رأي فيهم بكل وضوح أنهم لا يعبدون دين محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث للأولين وللآخرين ولكن عبادتهم مربوطة بفهم الأوائل.. أي أنهم أغلقوا أنفسهم في فهم الأولين للشريعة رغم أن أسرار الدين موجودة في الحقيقة وليس في الشريعة.. وأسرار الدين الحقيقية تكون في مرتبة الإحسان فما فوقها من إسلام الوجه لله تعالى المذكورة في قوله: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ).

*قولك هذا يحتاج إلى تفسير؟
كلامي واضح جداً، فالسلفيون (أنصار السنة) لا يعرفون شيئاً عما أودعه المولى عز وجل في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم من أسرار تتعلق بأمة مسلمي آخر الزمان الذين يهزمون اليهود وينزل فيهم سيدنا عيسى بن مريم وإمامهم منهم ويخاطبون الشجر والحجر.

*هل نفهم أن عندك تحفظات على أمة السلف؟
حاشا وكلا، فأمة السلف جزاهم الله خيراً وجعل الجنة مثواهم لما بذلوه من جهد في سبيل نشر شريعة الإسلام فهؤلاء بل الأغلبية منهم ترقوا إلى مقام الإيمان.

*إذا كان هذا رأيك بالأغلبية، فماذا تقول عن الأقلية؟
هؤلاء توقفوا عند مقام إسلام الشريعة ولم يترقوا إلى مقام الإيمان.. فجاء قوله تعالى في سورة الحجرات: " قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ"

*لك حديث كثير عن أمة مسلمي آخر الزمان؟
نعم، لأنهم هم من يتجاوزون مقام الإحسان إلى مقامات إسلام الوجه لله عز وجل، وهو المقام الذي يخاطب فيه المسلم الحجر والشجر.

*هل شيخ عبدالقادر الهدية يعرف كل شيء عن علم مسلمي آخر الزمان؟
أنا لا أُقيِّم نفسي.

*الإسلاميون السلفيون، ألا يوجد منهم من يعرف العلم الخاص بأمة مسلمي آخر الزمان؟
ليس منهم أحد، بل إن عدم معرفتهم بهذا العلم جعلتهم يحقدون على المفكر والعالم محمود محمد طه ويحكمون عليه بالإعدام لعلمه اليقيني بمعرفة أمة آخر الزمان.

*هل قتلوه بلا جريرة؟
نعم، فجريرته أنه رفض التجاوب مع لجنة عبدالجبار المبارك والإجابة على أسئلتهم ليس لأنه لا يعرف الإجابة بل لأنه لا يثق في مقدرتهم على الفهم الحقيقي للدين.

*اتهمت السلفيين والإسلاميين بقتل محمود ثم أقحمت (عبدالجبار المبارك) فهل هو ينتمي لأحد التيارين؟
ما زلت مصراً على قولي، بأن محمود قتله السلفيون والإسلاميون، أما عبد الجبار المبارك فهو لا ينتمي لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، لكنه كان مستغلا من الإسلاميين الذين أشركوه في هذه اللجنة التي قتلت محمود إنتصار لمذهب الترابي، وأخيراً اتضح أنه مذهب مجرمين.

*كل المؤشرات كانت تؤكد أن محمود لو قدم أدنى تنازل كان سينجي نفسه من حبل المشنقة.. أليس كذلك؟
نعم، لكنه كان رجلاً قوي الشكيمة ولذا رفض أن يتنازل عما يؤمن به كي ينجي نفسه من الموت أمام مجموعة أقل منه معرفة بالدين.

*بمن ذكرتك حادثة إعدام محمود في حينها؟
ذكرتني بتفاصيل إغتيال "الحلاج" فالذين قتلوه كان من جهلهم لا يدرون أنهم يقتلون ولياً لله عز وجل وهكذا انتصروا لجهلهم.

*لكن المتابع يجد أن الجدل حول محاكمة محمود محمد طه مستمر منذ لحظة تنفيذ إعدامه وإلى يوم الناس هذا.. دون أن يُحسم لصالح فئة؟
الذي أحب تأكيده هنا، هو محمود أعطاهم الفرصة لتحقيق مآربهم بما صرح به من تجاوزه للشريعة.

*حديثك هذا يحتاج إلى شرح مُفصَّل؟
الأستاذ محمود محمد طه عندما تكلم عن الرسالة الثانية من الإسلام كان الأمر مختلطاً عليه فليس هناك غير رسالة دينية واحدة هي رسالة محمد صلى الله عليه وسلم تنزلت عليه من المولى عز وجل وهذه الرسالة تنزلت كاملة لكل الأمة أولها وآخرها ولكن المضامين الخاصة بأمة آخر الزمان التي نحن من أهلها متضمنة في هذه الرسالة إلا أنها تحتاج للتأويل من أناس يهيئهم المولى عز وجل لهذه المهمة.

*هناك من يقولون أن محمود محمد طه كان معه شيطان؟
لا، لم يكن معه شيطان بل كان رجلا شديد الذكاء وكان له رؤية تجاوزت الحق إلى بعض الباطل وكلن كانت ى معظمها توافق المعرفة الحقيقية التي جاء بها شيوخ الصوفية أمثال الشيخ محي الدين بن عربي.

*رغم دفاعك المستميت عنه إلا أنك تصفه بأن له رؤية تجاوزت الحق إلى بعض الباطل؟
نعم، في تقديري أن الأستاذ محمود محمد طه أخطأ بأنه بتجاوزه للشريعة ينسف الدين كله لأن بناء الدين قاعدته الشريعة وحينما تنسف الشريعة فإن مبنى الدين كله ينهار هذا هو الأمر الذي أفلت من بين يدي محمود.

*طيب برأيك ألم يكن ذلك كافياً للحكم الذي صدر ضده؟
كلا ثم كلا، فالذي كان يعرفه محمود محمد طه عن حقيقة الدين لا يعرفه حكامه الذين حكموا عليه بالإعدام بدءا بالمهلاوي والمكاشفي وختماً برئيسهم جعفر نميري.

*السؤال الأخير.. برأيك كيف تحل مشكلة السودان؟
السودان لا تحل مشكلته إلا بتحقيق الاشتراكية الإسلامية كما كانت في الدولة الإسلامية ويكون على رأسها القوي الأمين.

هذا لقاء تم في عام 2013 ولكن هذه النسخة رفعت إلى يوتيوب عام 2017

Quote: الشيخ عبدالقادر الهدية (الترابي ـ السلفية ـالصوفية ) ـ طارق المادح ـ ج1 Tarig ALmadeh 150 Aufrufe •07.08.2017 0 0 Teilen Speichern Tarig Almadeh طارق المادح 70 Abonnenten

الله يزيد فى عمره
كان يزور الاستاذ محمود كتير جدا.. و يحكى للاستاذ عن شيخه الفلاتى.
شقيقه الاصغر منه يوسف الهدية معنا فى امريكا (نيوجيرسي) من زمن طويل
و يوسف مشى فى اتجاه اليسار. اسرة ديمقراطية و والدهم المرحوم لم يكن يفرض عليهم اى شئ