حين وقف الشاب اليافع عبدالعظيم أبوبكر في الرابع و العشرين من يناير في شارع الأربعين _ الشارع الذي أطلق عليه اسمه لاحقا_ شاهرا هتافه في وجه الجلادين، كانت وقفته و جسارته و استعداده للموت أبعد من حالة انفعاليه عابرة أو اندفاع شاب مع حالة انتظمت الشارع السوداني نتاج غبن متراكم..كانت خيارا واعيا و تضحية عظيمة ليست فقط من أجل وطن حر و لكن من أجل وطن موحّد أيضا..حالة وعي مركب لشاب إختبر مظالم مركّبة و معقدة و لكنه اختار أن يواجهها عبر الطريق الوعرة و المهالك المحتومة، تدفعه أحلامه و رهان أخير علينا نحن بقية الشعب السوداني أن ندرك رسالته الكبيرة و نتخير الدرب الذي لا يعرف الإنكسارات و التسويات الرخيصة..ذات الدرب الذي عبّده بكفل من دمه. ولد عظمة في الجنينة في 1996 لكنه سرعان ما غادرها مع أسرته هربا من الجنجويد الذين احرقوا قريتهم، لجأت الأسرة الى مدينة نيالا، حفاظا على حياته و اخوته، ذات الحياة التي قدمها طائعا مختارا ليضع حدّا للمظالم التي لا تعرف حدودا و وقفت اسرته تسانده حيا في الأرض و حيث اختار أن يصعد بصبر لا تعرفه الا النفوس الكبيرة. منذ فجر الإستقلال ابتلعت السياسة السودانية معظم العقول الحية عبر مكنيزمات مختلفة من الإغواء و التدجين و الترهيب و الإغتيالات الشخصية و بطريقة جعلتهم يديرون ظهورهم لقضايا بلادهم الأساسية و يختارون مصالحهم الشخصية و مصالح احزابهم فتراكمت خيباتنا و تأجلت معاركنا و تأزمت حلقاتها..لنسكت الجنوبيين نستدرجهم و نخدعهم و نبيع لهم الوعود الخلّب غير عابئين بما يفعله ذلك في الوطن الجريح.. جنوب السودان لم تشطره حكومة الهوس الديني و لكنه كان ينفصل منذ تلك الليلة التي ادارت فيها النخب السودانية ظهرها لمسئولياتها ..انفصل في اللحظة التي طردنا فيها الحزب الشيوعي من البرلمان باسم الله و لم نتورع..في اللحظة التي أعدم فيها محمود محمد طه و لم نحرك ساكنا..انفصل في اللحظة التي القينا فيها نرد الدستور السوداني اسلامي او علماني لنضع أساسا لأداة تلاعبت بها النخب المركزية بطريقة تجعلها على هرم السلطة مهما اختلفت الأنظمة عسكرية كانت او مدنية..كانت الخيانات التي ترتكبها النخب تولد تحالفات جديدة و خيانات بكل الألوان..و كانت قضايا السودان تتراكم و ترحل من نظام الى آخر..ذات القضايا: الدين/ الأقليات/ المرأة/ التنمية/ الخ..و كلما تراكم الغبن في الهامش و أخرجت الأرض حركة احتجاج تنظم نفسها..يتم استدراج قياداتها الى مأدبة السلطة و تضيع القضايا و يدفن المتعففين..حتى شاء الله أن نختبر لحظة مواجهة عظمى مع كل هذا التاريخ المليء بالخزي عبر نظام بلغ بكل هذه التناقضات منتهاها و بطريقة فجّة عمّقت الجراح الإثنية و تجاذبت الدين بشكل كاد ان يطيح به..لنشهد في أواخر عهد المقتلع وصول كل ما شيدناه عبر السنين الى ركام خرب..و النهايات تحمل وعدا ببدايات جديدة..فكما بلغت التناقضات منتهاها ..كانت تخلق في كل زاوية من يثور عليها.. لم يعد أمرتلك التسويات الفاضحة بحاجة الى فلاسفة و لا رؤيويين ..كانت هناك في الخارج عارية و متوحشة و قد حفزت كل الحريصين على الحياة على محاربتها ...كنّا يدا واحدة في مواجهة عدو واحد..إلى اليوم الذي ظننا أننا انتصرنا.. و ترك الرماة الجبل بحثا عن الغنيمة .. في اليوم الذي اجتمع الثوار و لجان الموردة والعباسية لنصب تمثال عظمة..كان عدونا قد لبس مسوح الدين و حمل مصحفه على أسنة الرماح.. شغلنا بجدال فقهي حول حرمة التماثيل فتركنا عظمة تقتله الفئة الباغية مرتين..عدونا يدرك ان عظمة ليس مجرّد تمثال ..عظمة هو آخر رهان للهامش على من به بقيه من ضمير و روح حي في المركز..هو رهان على الثوة السلمية و قدرتها على تصحيح الأوضاع و بناء دولة المواطنة المتساوية..هو رهان على ثورة الوعي ..امتحان أخير لدروس تعلمناها عبر تضحيات جسيمة..فاصل بين مرحلتين او امتداد لمرحلة قديمة بطلاء جديد و ثقوب و شقوق قديمة.. بعد ثلاثين عاما من حكم إسلاموي مات فيه أبناؤنا من كل انحاء السودان باسم الله هل تعلمنا الدرس؟ هل سألنا الأسئلة الصحيحة عن الفرق بين الدين و الفكر الديني؟ بين الدين و رؤية يتم تطويعها لصالح فئة معينه لديها كادر اغتصاب يصلي الصلوات الخمس و يسمي اغتصابه جهادا..هل عرفنا ان بعضنا كان مسلما قبل مجيء الإسلامويين و بعدهم..و إن أدياننا المحلية قائمة على قيم عليا قرأناها في مسلة خاليوت بن بعانخي الذي قال انه يمضي في حياته بعيدا عن كل ما يغضب المعبود..لا يسرق و لا يزني لا ينصب الشراك ولا يغدر بمن يستجير به..ان الذين أزعجهم تمثال عظمة لم يزعجهم الفساد و التعذيب و الإبادة و التشريد و الإغتصاب و اللجوء..لم يزعجهم الفقر و الإنهيار الذي تسببوا فيه باسم الدين..عظمة ليس مجرد تمثال هو نداء صارخ لاستخلاص الدين من أيادي المتلاعبين و اعادته الى حيز العلاقة بين الفرد و ربه القائمة على الإعتقاد الحر و الإحسان و ليس صكا نصرفه في خزينة الدولة و نتحصل به الوظائف و الترقي و السلطة...هذا البلد هو بلد متعدد الأعراق و الثقافات.. تاريخه قائم على التضامن و التشارك و التعاون..لم يعرف العنف و التخريب و الدمار الا في الحالات التي شنت فيها الحروب باسم الدين كما قال أزهري محمد علي:( شغلوها بالنبي و المسيح / واتقاسموها رتب رتب/ صمدت أمام وابل الرصاص / سقطت أمام وابل الخطب!) .. اتصلت على أسرة الشهيد لأعرف شعورهم بعد أن حطمت قاعدة التمثال..شقيقه كان غاضبا و حزينا تحدث بإمتنان عن لجان الموردة و العباسية ..عن اصرارهم على نصب التمثال حتى و لو خفروه ليلا و نهارا..أهله في نيالا قالوا – و أظنهم في يأس من أمرنا_ اجلبوا تمثال ابننا ليقف بيننا...اذا رحل تمثال عظمة الى نيالا ..فسينتصب بينهم تذكارا على ضعف قيمنا و ذاكرتنا و التزامنا بقضايا بلدنا..قضايا الأقليات..سيكون أكبر من رهانات الوحدة و على قدر خيارات الإنفصال...فغبن الهامش سلح نفسه في حروب التحرر و اختار بعضه التحالف الانتهازي مع المركز و تماهى بعضه مع قهر المركز بينما اختار أمثال عظمة طريق الثورة الشاق و حلم الوطن الواحد..حين تستعيد نيالا تمثال عظمة..فسينتصب رمزا لعارنا و فشلنا..بدلا عن تذكار و رمز لثورتنا و انتصارنا..سيكون حدا فاصل بين التعايش الديني و دولة الحزب الواحد...على الذين يغرر بهم باسم الدين ان يتذكروا أننا بلد التعايش الديني..الأضرحة و البنايا..الأهرامات.. و المساجد و المعابد..القلوب المشرعة باتجاه المعبود و القيم العليا من قبل أن يأتي موسى بالألواح و الوصايا العشرة..لدينا فرصة ان نتعايش فيما بيننا في سلام..نحترم معتقدات بعضنا البعض و خيارات بعضنا البعض..ندعو بالحكمة و الموعظة الحسنة .. نتحاور.. نختلف و لكن لا نقتتل..هذا هو السبيل الوحيد لوطن الجميع..وطن المساواة والعدالة و الحرية.. الذين يعبثون بهذا النسيج لصالح مصالحهم الشخصية قد يكسبون معركة و لكنهم سيخسرون وطنا.. علينا جميعا ان نتحلى بالمسئولية في مقاربة قضايا الوطن.. لا تديروا ظهوركم لتمثال عظمة و تنشغلوا بالجدال او قضايا أخرى ترونها أكثر أهمية ..عظمة ليس مجرد تمثال هو المهمة قصيرة المدى التي ستعوق المهمة بعيدة المدى .. الوطن..اذا خسرنا التمثال ..سنخسر قضية الحريات الدينية..سنخسر وحدة الوطن ..سنخسر قضية المرأة ..سنخسر قضية البيئة و التنمية ..سنخسر الثورة.. و سنخون دماء كل الشهداء منذ الإستقلال.. لصالح الهوس الديني و الذكورية و أعداء البيئة و لوردات الحروب..عظمة ليس مجرد تمثال! محطة أخيرة: ومــرّت مـراكـب نــوح مـحّمـله بـالـملوك ركــعــت عــلــى الــمـوج الـجـنـود مـــن كـــل جــنـدى تـفـوح ضحية ودم مــشــتــت فــــــى الأبـــــد دســيــت جـبـهـتـى مـــن الـسـجـود بــكـى فـــى مــخـاض الـخـوف ولــد إشــتـبـهـوا فــيــنـى وراء الــجـبـل شــافـونـى دســيـت الـهـدهـد بـالـزبـد صــــــــــــفــــــــــــا انــــــــتــــــــبــــــــاه
وقــعــت مــــن الــهـدهـد بــلــد نهبوها و اتقسموا الحدود
Post: #2 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: Hamid Elsawi Date: 10-02-2019, 09:51 PM Parent: #1
ياسلام يا عماد علي النص الجميل لك ول د. ناهد التحية
Post: #3 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: امتثال عبدالله Date: 10-02-2019, 10:59 PM Parent: #2
مقال اوسكار ..اوسكار ..اوسكار .. نعم ليس مجرد تمثال ، ولكن رمز للوطنية، للتضحية من أجل الوطن ،،رمز لعزة ومجد السودان الحبيب ...
Post: #4 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: Hamid Elsawi Date: 10-02-2019, 11:32 PM Parent: #3
عماد , إمتثال و ضيوف البوست اسمعوا د.ناهد بتتكلم عن الشخصية السودانية كيف
Post: #5 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: امتثال عبدالله Date: 10-03-2019, 01:41 AM Parent: #4
تحليل د. ناهد للشخصية السودانية تحليل أوسكار خمس نجوم .. وبالفعل تعرض الشعب السوداني لنسبة عالية جدا جدا من القهر والظلم والاضطهاد ..ابتداءا من حملات الدفتردار الانتقامية وحتى قهر نظام اللصوص والحرامية وسفاكين الدماء...ولكن بعد أن سمعنا وشاهدنا أنواع التعذيب الذي كان يمارسه جهاز الأمن البغيض لنظام اللصوص والحرامية، وكيفية قتل المعلم في سنار ، يمكننا القول بكل اطمئنان أن القهر والظلم الذي مارسه نظام اللصوص والحرامية هو اشد وافظع أنواع القهر والظلم منذ عهد الفراعنة وحتى يومنا هذا ...
Post: #6 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: نعمات عماد Date: 10-03-2019, 07:59 AM Parent: #5
سلام عليكم استاذ عماد
لا خوف على الثورة المحروسة بمثل هذ الوعي العالي و اللغة الرفيعة.
لله درك يا د. ناهد محمد الحسن ،نتمنى عودتك لسودانيزاونلاين.
Post: #7 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: Shawgi Sulaiman Date: 10-03-2019, 08:56 AM Parent: #4
الأخ حامد لك التحية والاجلال طولنا منك يا رجل الفيديو بتاع الدكتورة ناهد جميل جدا أتمنى ان تدع السياسة جانبا وتلتفت لهذا العلم المفيد الجميل . تجربتها السياسية كانت فاشلة لكن هذا علم ينتفع به .
تحياتي
Post: #8 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: محمد عبد الله الحسين Date: 10-03-2019, 09:24 AM Parent: #7
لـديـه سـواءٌ فقـدُ ذاك ووجــــــــــــده ___________________________________ ودنـيـاك والأخرى فـمـا زيـنةُ الــــــدرّ أولاً الرحمة و المغفرة للشهيد إن شاء الله عبدالعظيم.. و سأقصر تعليقي هنا عن جزء من تسجيل د.ناهد محمد الحسن..و هو الحديث عن الشخصية السودانية. بس عندي وقفات أو تساؤلات..هي ذكرت انه فترة التركية ( الدفتردار)و جزء من المهدية هي السبب في اتسام الشخصية السودانية بالعنف و السيطرة مقابل الخنوع.. طبعا تاريخ الطغيان السلطوي قبل الدفتر دار بكتير ..فترة سلطنة الفنج كانت سلطة عسف بالرعايا لدرجة الاسترقاق و اعتبارهم لا شيء..و قبلهم فترات الحكم في الدويلات السابقة للمسيحية و مملكة الفور و تقلي.. فهي كلها ممالك تقوم على سيطرة السلطان أو الممالك و النبلاء و الاقطاعيين أو سيطرة الكهنة كما في فترة ما قبل المسيحية. كما أن سمات الحكم القائمة على الطغيان السلطاني أو الملكي تلك لم تكن وقفا على السودان و لكن كل المنطقة العربية و الأفريقية و الاسيوية و جزء كبير من اوروب... فهي جميعها أنظمة حكم قائمة على الطغيان و تهميش الرعايا أو المواطنين.. فمحاولة رسم صورة للشخصية السودانية تتطلب جماع رؤية التاريخ و الأدب و التراث و الاجتماع و علم الاناسة حتى تكتمل الصورة..أعتقد ذلك. أما موضوع الأغاني التي تتحدث عن الفخر و الشجاعة فلها تفسيرات أخرى..و الله أعلم.
Post: #9 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: محمد عبد الله الحسين Date: 10-03-2019, 09:37 AM Parent: #8
طبعا فترات الطغيان السلطوي دي ليها تأثير كبير في الشخصية السودانية من حيث سلوكها و تفاعلها السياسي من ناحية قبولها بأن تركن للتواكل و تترك من يقوم مقامها و تمثيلها .... ....أي ركونها للسلبية و عدم الإيجابية و الاكتفاء بالفرجة و النقد..و النقد هذا هو إحدى افرازات الطغيان وهو البديل التعويضي للمشاركة الفعالة في أمور السلطة و الحكم و الشأن العام.. و اليوم آفة سلوكنا السياسي هو الاكتفاء بأن يقوم البعض بكل شيء و الاكتفاء بالنقد و التقليل من عمل الآخرين.
Post: #10 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: محمد عبد الله الحسين Date: 10-03-2019, 09:43 AM Parent: #9
ثم أن التغنيّ و التفاخر بالشجاعة و الحماس إنما هو إحساس و نزوع فعلي و حقيقي ..أتى إلينا كبقايا أو آثار من الفترات التاريخية السابقة التي كان الاقتتال القبلي أو بين المناطق هو السمة البارزة خاصة في فترة الهمج و هي الفترة الثانية من حكم السلطنة الزرقاء..حيث استقل كل اقليم بذاته و سيطرت القبلية على المشهد .. فكانت هناك حروب حقيقية فكان الفخر هو التوجيه المعنوي لشحذ الهمم.. و لا زالت سمات التعبير عن الشجاعة و الثبات في المعارك يتداول الناس قصصها و يتأثروا بها و يرددونها في أغانيهم..فهي ليست شيء بعيد من حياة الناس..و هي ليست تاريخ بعيد.
Post: #11 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: محمد عبد الله الحسين Date: 10-03-2019, 09:48 AM Parent: #10
عماد آسف للدخول شمال... تحياتي يا أنيق و أعذر تسرعي و كذلك اللخمة و كمان مشغول بي كم حتة. تحياتي لك و لضيوفك و للهمامة دكتورة ناهد .
Post: #12 Title: Re: عظمة؛ ليس مجرّد تمثال د.ناهد محمد الحسن Author: Hamid Elsawi Date: 10-03-2019, 02:21 PM Parent: #11
سلام حار عزيزنا شوقي ليك وحشة والله د. ناهد فرضت حضور في ساحة البحث الاجتماعي تلك الساحة التي يخشي الكثيرون من التوغل في دروبها خوفا من وحوش التكفير و أعداء الاستنارة. اليك و الي ضيوف و مُتصفحي البوست آخر ما وصلني من كتابات الدكتورة. للجميع الود ----------------------------------------- *مقال في الصميم وأقسم بالله أنه أقل من حقهم بكثير هؤلاء فاقوا حتى سوء الظن بهم :*
*دكتوره.ناهد محمد حسن* *..انت كالتيس.!* *ترى هل كان الرجل يصلح لشئ آخر.!* *لقد تكاملت فيه مجاميع* *خصائص قادة الاسلام السياسى والتى يمكن اختصارها فى كلمة واحدة: الجلافة. فهو بالفعل أحمق فاقد للإحساس غليظ الشعور وهو جلف بمعنى الكلمة كما تقول العرب.* *يتصف مؤيدى الاسلام السياسى قاطبة بالغلظة والجلافة وفقدان* *الاحساس بالحياة والجمال، يحبون الموت والخراب. ليس لهم اى مفهوم عن النظافة والرقى والتمدن والفنون* *والحضارة. لا نحتاج ان نذهب بعيدا لندلل على ما نقول ، فقط* *انظر لعاصمتهم وكمية الاوساخ والقاذورات التى يعيشون وسطها وستفهم ما نقول. كمية الاوساخ التى تغطى "عاصمة الخلافة" تعكس حجم القبح الذى بدواخلهم.* *ظل خطابهم العام منحطا تافها يعكس حجم الغلظة والقبح والفظاظة التى هى ديدنهم*. *لم يكن امام الرجل الا ان يصبح قائدا لدولة الاسلام السياسى. فالجلافة والفظاظة والغلظة والبهائمية شروط صحة لعضوية* *الاسلام السياسى. وكلما تطورت قدرات العضو وبلغ ذروة تلك الصفات كلما اصبحت فرصته فى* *القيادة اكبر. ولذلك فالرجل يجسد حقيقة القيادة المثالية للاسلام السياسى. لا اعرف مطلقا* *فى السودان وخارجه ايا من قادة هولاء المعتوهبن كارهى انفسهم من يحب الجمال او الرقى* * ويحدثك عنه... فبينهم وبين مفاهيم الحضارة والنظافة والرقى ما صنع الحداد. يبحثون دائما عن الخرائب والكهوف ليعيشوا فيها، فإن ام يجدوها خربوا ما هو قائم ودمروه واتخذوا منه سكنا لهم*.
*بلغت بهم الجلافة والاستهتار بحياة البشر ان يزوجوا للموتى ويحتفلوا بعرس لعروس غائبة لا يعرف مكانها ولعريس تبعثرت اشلاؤه فى الحرب لا يعرف له قبر او ان كان قد دفن ام اكلت بقاياه السباع والوحوش. ذلك احتفالا بالموت يشبههم هم فقط. ثم نكثوا واعلنوا ان اؤلئك العرسان ما كانوا الا فطايس! و صرنا لا ندرى الان ان كانت تلك الزيجات ما تزال قائمة ام تم الطلاق!*
*لأكثر من ربع قرن يصرخون* *ويزمجرون ويتحدون فى خلق الله دون سبب. اصبحوا عنوانا للدمار والخراب وللفساد! ما اعتلى احدهم منبرا الا وزمجر فى الناس بأنه:"يرى الدماء بين العمائم واللحي".* *لقد اتى هؤلاء من القبح* *والكراهية التى زرعها وسقاها الترابى لاكثر من نصف قرن بعد ان طعم حتى تقيأ من شجرة* *الكراهية التى غرسها سئ الذكر حسن البنا وتولاها من بعده بالرعاية الهالك سيد قطب. اتوا من نفوس قاحلة مجدبة ضربها القحط الانسانى حتى تصرمت، لا ترى فى الانسان الا فريسة يجب قتلها وسحلها... لذلك كان من الطبيعى ان يرى فرعونهم ان* *جلد الاطفال فى المدارس واجب ويأمر رهطه بالتمسك به. فكل ما يملكه الرجل لاطفال السودان هو* *الجلد والضرب بدلا من تعلم العلوم و الفنون والموسيقى والاداب. لا يصدر مثل هذا الامر* *الا من نفس مريضة ملأتها الكراهية وحب العنف والقسوة حتى فاضت. انه رجل بائس* *متهتك وتيس لوثت روائح صنتة النتة اركان الدنيا، وقد آن له ولزبانيته ان يلجموا.*
*رجل لا يخاطب الناس الا* *بالتهديد والوعيد والتحدى والازدراء، ولعله نسى قول الشاعر:* *نجا بك عرضك منجى الذباب* *حمته مقاذره ان ينالا*
*فحينما تدعوا الناس للنزال ايها* *المعتوه انما تؤكد ما يعلمه الناس مسبقا عنك وعن الاسلام* *السياسى الذى تقود دولته، اى: " اخرجوا لاسفك دمائكم ودماء ابنائكم". فانت جبان رعديد تحتكر السلاح وتطلب من العزل منازلتك.... او كما قال ابو الطيب:*
*واذا خلا الجبان بأرض* *طلب الطعن وحده والنزالا*
*سبع وعشرين عاما من سفك الدماء لم تكفيك يا حجاج العصر* * ويا هتلر زمانه! والان اذ تتجمع السحب والعواصف لتكنسك مثلما كنست اؤلوا بأس من قبلك ، تزمجر وتصرخ وتتحدى، تنهق كما تنهق الدواب ! أما زلت* * عطشا لدماء السودانيين! ملايين الارواح التى سفكت دمائها لم تكفيك وتبحث عن المزيد من اجل سلطة زائلة! والله لن تحميك وستسقط كما سقط من* * سبقوك وستحاسب على جرائمك وان تعلقت بأستار الكعبة.* *وكما يقول اهلنا: الصقر كين يقع كترت البتابت عيب، اركز وموت راجل وخلى البطبطة!*