بيكاس

10:29 PM September, 12 2019

سودانيز اون لاين
أبوبكر عباس-الإمارات
مكتبتى
رابط مختصر

بيكاس:
ونسة مسروق بعضها:
دقيت ليهو جرس الباب زي تمانية مساء،
دخلني الصالة، بسلام بارد دون كلمة، يبدو أنو كان نائم،
شال التنكة بباقي قهوتها ودخل المطبخ الفاتح في الصالة،
كورك لي من جوّة المطبخ: تعرف تشغل البتوجاز دا؟
قلت ليهو إتّا ما ساكن هنا؟
ما مشيت ليهو في المطبخ
لقيت لي كتاب غلافو دارك بلو، بديت اتصفح فيهو.
جاء راجع شايل التنكة ومعاها كبابي صغار،
كبّ القهوة، جابت كباية ونص
ناولني النص وشال التاامة
قلت ليهو موش الضيف المفروض يشيل الكباية الملانة؟!

تستاهل ..
يهمنا نعرف الدارك بلو دا برسينا وين؟

تقول القصّة يا ملك، أن المُلّا بيتاف أثناء إنتظاره لمولوده السادس كان في غاية التوتر،
زغردت امرأة من الطرف الآخر للبيت وأشار لها بالتوقف
تمتم في سره: كل الناس ينجبون الأبناء ولست الأول، قالها وهو متجهاً نحو غرفة الضيافة
سأله أحد الضيوف:
ماذا ستسميه يا ملّا (من غير ضمة على الميم)
رد الملّا: بيكاس
فاجأ الاسم السائل وقال معقباً:
لماذا تسميه الوحيد وعندك نص دستة من الأبناء؟
ردّ: "ليس لأحد غير خرافه وقمحه الذي يخزله أحياناً ويتركه عارياً"

ما شربت القهوة وهممت بالخروج
قلت لصديقي ممكن أشيل الكتاب دا؟
قال لي ما بتقدر تقراهو، صعب عليك
قلت ليهو: ليس لأحد غير خرافه
وذهبت لا ألوي
وأنا في البص
جاء ود الملا الكبير وهمس في أذن أبيه
تغيرت ملامح وجهه وخرج من المجلس تابعاً إبنه

عند مدخل باب زوجته وجد أخته التي تلازم زوجته وهي في حيرة شديدة،
قالت ليهو يبدو إن ابنك هو المسيح،
الطفل يا ملّا يكبر بسرعة صاروخية
لا بل بسرعة ضوئية
أنظر إليه لقد تحول بعد نصف ساعة لطفل في عمر سنة ونص!!!
ولدو الصغير قال لعمتو:
يعني كل ساعة تلاتة سنوات؟

وإنت كمان كتاب..تصعب علي قرايتو...بس بدخل اتصفح..وامتع نفسي بالدهشة
،
مودتي لك
ولإستاذي العزيز..الملك

Quote: يعني كل ساعة تلاتة سنوات؟

يعني بالمفتشر كدا قال لعمتو بطلي مبالغة !!
شافع غلص..
هسه شاعرة واديبة لامعة ذي تماضر لما تقرا ليك حقوا تاني ما تحتج لما الصحف الورقية تعتذر عن النشر..
:
الف مرحب باديبتنا الشاعرة ..
طولتي ما اتحفتي قرائك بالروائع.

Quote: دقيت ليهو جرس الباب زي تمانية مساء، دخلني الصالة، بسلام بارد دون كلمة، يبدو أنو كان نائم، شال التنكة بباقي قهوتها ودخل المطبخ الفاتح في الصالة، كورك لي من جوّة المطبخ: تعرف تشغل البتوجاز دا؟ قلت ليهو إتّا ما ساكن هنا؟ ما مشيت ليهو في المطبخ لقيت لي كتاب غلافو دارك بلو، بديت اتصفح فيهو. جاء راجع شايل التنكة ومعاها كبابي صغار، كبّ القهوة، جابت كباية ونص ناولني النص وشال التاامة قلت ليهو موش الضيف المفروض يشيل الكباية الملانة؟!

بين الصراحة واللؤم خيط دقيق جدا ...
صاحبك ده صريح جدا ينفع معاى

يبدو أن بيكاس كان الخامس لدى أبيه وليس السابع، عند الظهر كان عمر الصبي ثماني ساعات،
عند العصر خرج بيكاس من الغرفة للساحة حيث أبيه، كان شاباً وردياً بشعر أسود كثيف، ولحية منبثّة في مناطق من الوجه دون أن تتصل تماماً،
كان يضع يده فوق عينيه ليتقي وهج الشمس المنعكس من الثلج، وبالأخرى يشد على غطاء سميك لفّ به جسده.
قصير القامة، لكن بتناسق. ربما يكون في السابعة والعشرين أو الثلاثين.
وقف الملّا إليه بتثاقل، وحين صار قبالته قال: سيؤذي الثلج عينيك يا بني
ضيق الشاب ما بين جفونه وردّ:
ينبغي أن أرى أشياء كثيرة أعرفها بإحساسي فقط، صمت بره ثم قال: أين أخوتي؟

هلا بالشاعرة الكبيرة تماضر،
سعيدين بالطلّة البهية