هل كان من الذكاء محاكمة البشير بالسرقة والفساد .. أولاً

04:06 PM September, 01 2019

سودانيز اون لاين
علي عبدالوهاب عثمان-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

في الثقافة السودانية عموماً السرقة أشد وطأة وأكثر عيباً من القتل .. لأن القتل يمكن تبريره بطرق مختلفة .. دفاع عن النفس .. أو عن طريق الخطأ .. إلخ ، ولكن السرقة من العيوب التي لا تغتفر أبداً بل تكون وصمة عار للعائلة مهما طال الزمن كما يقال أحياناً (( جدك كان حرامي )) عندها تشعر بالذل والمهانة مهما كان سلوكك .. والكثير مارسوا القتل عبر التاريخ وحتى هتلر يحتفي به بعض الالمان رغم المجازر التي ارتكبها .. ولكن ماذا لو كان هتلر سارق لأموال اناس فقراء أجزم أنه لم يكن يلقى هذه القداسة لدى البعض ..
ومثال جعفر نميري ليس بعيد عن أذهاننا فقد مارس القتل منذ بداية حكمه بإعدام قادة الانقلاب وكذلك قصف وقتل الانصار في جزيرة أبا وفي ودنوباوي .. إلخ . رغم ذلك مازال البعض يذكره بالخير لأنه كان نزيهاً لم يسرق أموال الشعب .. ومن هذه المقدمة المتواضعة .. أقول أنني كنت في البداية محبط من أن محاكمة البشير بالفساد عبارة عن هروب أو نوع من التخفيف عليه .. لكن عند مشاهدتي للمحاكمة و خاصة يوم أمس عرفت مدى حصافة وذكاء هؤلاء الذين يحاكمون البشير لقد تهشمت صورته نهائياً لأن الله سبحانه وتعالى أذهب عقله في لحظة واعترف بالسرقة كاملاً وبدون أي مبررات حتى أهله الذين كانوا داخل المحكمة أصيبوا بصدمة وعند انتهاء الجلسة لم يستطيعوا حتى التكبير والتهليل ..
فالعيب لدينا أشد وطأة من كل ممارسات حتى من الموبقات وأعظم عيب هو السرقة .. ولأن صورته تهشمت نهائياً ومن المؤكد أن قضايا القتل والابادة سوف ترفع للمحاكم وبعد هذا لو صدر عليه حكم بالاعدام لن يجد أي تعاطف .. وقد شاهدت محاكمة حسنى مبارك ورغم أنه كان متورط في الفساد ولكن لم تكن هناك مستمسكات واضحة واعتراف صريح لأن الدلائل التي تم ضبها داخل سكن البشير ومكتبه هي التي أثبتت عليه الجريمة .. وما جعل اعتراف البشير اكثر عيباً وقبحاً لأنه على عكس مبارك كان ينادي الاسلام وشريعة الله وتكبير وتهليل ..
صدقوني لم أر في حياتي شخصاً نال الاحتقار والذل كما البشير اثناء اعترافه السرقة بل كان موضوع حديث كل الشعوب العربية .. وليته كان فقيراً وسرق أو كان موظفاً على قدر حاله ..

زميل مصري في العمل ( محاسب الشركة )
(( هو البشير ده عيل ولا إيه
أنا عرفت ليه السودان كان ضايع
حد يعترف بالصورة دي والله عيب ))

أذكر قصة في منطقتنا في الشمال ..
سرق احدهم ( تيس صغير ) وهو في حالة سكر وذبحه بغرض اللحم
وانتشر الخبر في اليوم التالي .. لم يجد هذا الشخص أي مكان يختبيء فيه
وسافر إلى مصر .. وجلس هناك سنوات طويلة وبعد أن بلغ من العمر ما بلغ
فكر الرجوع إلى البلد .. وعندما وصل إلى البلد كان قد شاهده بعض النسوة وهو ينزل
في اللوري .. فقالت إحداهن (( ده مش فلان داك من سنة ما سرق التيس تاني ما رجع ))
لم يكمل الرجل انزال باقي عفشه بل قال للسائق (( الناس لم ينسوا الحادثة حتى اليوم سوف أرجع حيث أتيت ))

القصة باللغة النوبية جميلة جداً ..

الرجل الجميل علي عبد الوهاب عثمان
غايتو سرقة البشيردي ياها البسموها (الطفاسه) يعني هسي زي ده يسرق ليه . .!!!
اذا افترضنا انو للسرقة مبررات زول عايش حياة ملوك وبلغ من الكبر عتيا . .
وحتى لو ترك الرئاسة واصبح مواطن عادي برضو ما عندو مشكلة . .
هل في تفسير لهذه الظاهرة . .ظاهرة الرؤساء اللصوص . .
ان يسرق انسان شئ هو في غنى عنه وغير محتاج له. .

حبيبنا عمر .. تحياتي ..
عندما في السودان حتى الفقير إذا سرق أكبر عيب
لم يسرق فقط وهو رئيس بل وهو يدعو إلى اعلاء قيمة الاسلام
ويهتف بالشهادة والموت في سبيل الله ..
طبعاً هذه تسجل أكبر سرقة في تاريخ السودان معترف بها
وفي افريقيا .. لم يقف رئيس في محكمة ليعترف هكذا كما البشير
حبيبنا عمر في بعض الاحيان يذهب الله تعالى عقل البني آدم فيتصرف كما الطفل ( حق المساكين )
في تلك الجلسة البشير اصاب المحامين واهله بالاحباط ..
هذا جزاء الظالمين ..

قبل هذه المحاكمة اذا كان تم تسليمه للدولية كان بعض الناس سوف يتعاطفوا معاه
ولكن بعد هذا .. لا أظن ..

مودتي الحبيب عمر ..

والله فعلا السرقة عيب كبير جدا جدا ..وانا كنت بتعاطف مع الزول ده زمان وانه انسان بسيط ويزور الفقراء في منازلهم ويحل مشاكلهم وان الناس الملتفين حوله ، زي ناس نافع وعلي عثمان ، هم اللصوص والحرامية ، لكن الآن ثبت أنه هو الذي علمهم السرقة والنهب من مال الشعب ،،، وأراد الله ان يفضحه ، حتى أنه لم ينكر السرقة ، وكان ممكن يكضب ويقول أنه كان عاوز يرسله لبنك السودان ...ولكن الله فضحه حتى أمام المتعاطفين معه....