كيزان الشّعبي و الوطني: كَترْة البتابِت عيب..!! عِزّان سعيد

كيزان الشّعبي و الوطني: كَترْة البتابِت عيب..!! عِزّان سعيد


08-27-2019, 03:31 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=500&msg=1566916282&rn=0


Post: #1
Title: كيزان الشّعبي و الوطني: كَترْة البتابِت عيب..!! عِزّان سعيد
Author: عماد الدرديرى
Date: 08-27-2019, 03:31 PM

03:31 PM August, 27 2019

سودانيز اون لاين
عماد الدرديرى-
مكتبتى
رابط مختصر




في أوائل التسعينيات حاولت مجموعة من شباب مدينة الدامر إنشاء كيان يَعنى بإقامة و تنظيم مناشط ثقافية كانت تحتاجها المدينة..
دَلَف صديقي إلى مكتب المسؤول عن تصديق الروابط الشبابيّة، فنظر الأخير للأوراق شذراً قبل أن يُلقيها جانبا ، قائلاً لصديقي في لهجة تهديديّة : "إنت منظمة شباب الوطن دي ما عاجباك"؟

تَكْمن مشكلة الكيزان الكبرى في "عجزهم" الغريب لا عن "إستقراء" المستقبل فحسب ، بل و في الإستفادة من دروس "التّاريخ" القريب و "قراءة" الواقع..!!!

فهم عندما تولّوا "أمرنا" و سامونا سوء "العذاب" ، لم يدر بخلد "أنْصعهم" عقلاً و أمضاهم فكراً ، أنّه سيأتي اليوم الذي فيه على "بغيهم" ستدور الدوائر ..!!

"يُولْول" الكيزان الآن ، و قد "قذف" بهم الشّعب إلى ما هم فيه من "كآبة" منظرٍ و "سوء" مقلب ، يشتكون "الإقصاء" و يحدثوننا عن "حقّهم" في الوجود ..!!
و عن "تأذّي" مشاعرهم "الرقيقة" من شعار ثورتنا المجيد "أيّ كوز ندوسو دوس"، و كأنّ هذا الشعار قد أتى من "فراغ" ..!!!

و كأنّ الكيزان "لم" يفعلوا شيئا "يستحقّون" به "الدّوس" قولاً و فعلاً ..!!

و أكاد "أجزم" أنّ ما "أقترفه" الكيزان بحقّ هذا الشعب طيلة ثلاثين عاماً من حكمهم البغيض "لا يُضاهي" أيّ "جرمٍ" إقترفه نظامٌ بحقِّ شعبه في العصر الحديث ،
فقد وجدوا شعباً عزيزاً "فأذلوه"، غنياً "فأفقروه"، "عَلَماً" بين الأمم فطافوا "يستجدونها" الّلقمة بإسمه، وأمنوا عقوبة الله و الشّعب "فأساءوا" الأدب مع "الله" و مع الشعب..!!!
"يسرقون" و "يقتلون" و "يستبيحون" الحرمات بإسمه ،
و بإسم "دينه" الحنيف ، تعالى عن ذلك علواً كبيرا.

أصبحنا في عهد الكيزان، الذين يتباكون على "الإقصاء" الآن، مواطنين من الدرجة "الثانية" في "وطننا"..!!!

ذكرتُ في مقالي الموسوم "خطايا الكيزان الخمْس :

" كيف أنّ "فِكْر" الإسلامويين يَجبُلَهم على "التّعالي" و "بَطَر" الحق ، و "غَمْط" ما "عداهم" من النّاس ، و يُلقي في "إعتقاد" منسوبيهم أنّ ما هم عليه هو الحق "المطلق" ...!!! و أنّ ما عداه "باطل"..!!!

يعتقد الكوز أنّ "وُجوده" بين ظهرانينا لهُوَ من "رأفةِ" الله بنا..!! اذ أنّه من "سيقودنا" من الجاهلية إلى الإسلام..!!!
فبالتّالي هو "أفهمنا" و أعلَمَنا و أجدَرَنا "بالتّمكين" و "بعالِي" المنْصب و "طيب" العيش و "فارِه" السيّارت و "عديد" النساء و ما "تطاول" من بنيان ...!!!

قاد هذا الإعتقاد "بعُلوِّ" الكَعْب في "الدنيا" و "الدين".. الكيزان إلى معاملتنا "كقطيعٍ ضالٍّ" ينتظر "هدايتهم"..!!!
و كمواطنين من الدرجة "التانية" لم "تَرْقَ" بهم عقولهم "لإعتناق" الحقيقة الكيزانيّة بعد ..!!!

"فسَلّوا" علينا سيف "التّمكين" الجائر و "قذفوا" بكلِّ من لم يُدين لهم "بالولاء" من المؤسّسات الحكومية و الخاصة و القوات النظامية و المؤسسات العلمية..!!!

"ففقدت" البلاد في زمنً وجيز عدد "مهول" من "الخبراء" في "كل" المجالات، و جاءوا "بمنسوبيهم" من "أنصاف" المتعلّمين ، ليُديروا المؤسّسات "بصلفِ" و "عنجهية" المؤمنين "بحيازتهم" وحدهم "للحقيقة" ،
و معرفتهم "لا غيرهم" بالطريق ، فكان نتيجة ذلك ما نراه من "خرابٍ" حلّ بكلّ البلاد ..

"فدمّر" مشروعهم "الحضاري" كلّ ما كنّا "نفخر" به من مؤسساتنا الوطنية ، التي أحالها "سوء" الإدارة و "الفساد" إلى "رُكام"..

أذكر جيدا، أنّه يوماً ما، كان الفوز بوظيفة "طبيب عمومي" في مستشفى الخرطوم "مضموناً" إذا كانت لديك "شهادة عمليات"..؟؟!! بل ، وخشية أنْ تكون "مضروبة" ، يسألك "الجماعة" عن "إسم المتحرك" و "منو كان معاك من أخوانا"..!!؟؟

أمّا ما كان يُسمّى بالخدمة "الوطنية" فحدّث عن كيف أنْ جَعل منها الكيزان "قلعة" للفساد و "المحسوبيّة" و "إضّطهاد" المخالفين من أبناء "الوطن" ، ولا حرج ..

يكفى أنْ تكون "صاحب" مواقف "وطنيّة" أثناء دراستك "الجامعيّة" "لتقذف" بك لجنة (أنور محمد علي) أو (الشيخ الصديق بدر) و غيرهما ، ممّن تولّوا المناصب الإدارية "العليا" في تلك المؤسسة سيئة الذكر ، كونهم من :كيزان" الجامعة السابقين ، إلى "غياهب" الجنوب ، بينما "يستأثر" الأخوان "بالخرطوم" و مناصب "المنسّقين"..!!!!

و بدلاً عن "التباكي" خشية "الإقصاء" ، يَجب على الكيزان أنْ "يحمدوا" للشعب السوداني "سماحته" و ميْلَه "للسلميّة" ،
فلو كان "الجزاء" من جنس "العمل" لما وجد الشّعب "مقابلاً" لما "سَفَكَه" الكيزان من "دماء"،
و ما "نهبوه" من "أموال" ، و ما "إنتهكوه" من "حرمات" طيلة ليلهم "الحالك" ، و "لحلّ" بهم ما حلّ بالحزب الشيوعي الأندونيسي عند محاولته الإنقلاب على سوكارنو في 1965، حيث تحوّل بين ليلةٍ و ضحاها من أكبر حزب شيوعي غير حاكم في العالم ، "لأثرٍ" بعد عين ، حين "إنقضّت" عليهم القوّات الحكوميّة ، "بمساعدة" الشّعب "الغاضب" ، "فقَتَلوا" في "أيّام" ما يفوق "المليون" من مناصري الحزب و مشايعيه في واحدة من أكبر "جرائم" الإبادة "الجماعية" في العصر الحديث..!!!

و "لم" تكن جريمة ذلك الحزب حينها تساوي "قطرة" من "بحر" جرائم "المافيا" الكيزانية..!!!

و أنّى "لأعجب" من "محاولة" كيزان "الشعبي" إدّعاء "البراءة" و الطّهر و "البطولة" ، و "هَرَعهم" للّحاق بركاب الثورة...!!!
و كأنهم ليسوا في "السوء" سواءاً مع "إخوانهم" في الوطني..!!!

"يفترضون" أنّ "ذاكرة" الشعب "مثقوبة" و أنّنا سننسى أنّ "أحلك" سنين الإنقاذ ، تلك التي كانوا "جزءاً" منها ، أسوأها "قمعاً" و سفكاً "للدماء" و زجّاً "للابرياء" في "بيوت الأشباح" ..!!!

و لن أنسى شخصيا ًأنّ بعض من قاموا بإعتقالي و "تعذيبي" أنا و زملائي سنة 1997 ، يدّعون الآن أنّهم "شعبيين" ..!!!

ثمّ أنّ كيزان الشعبي قد "إختلفوا" مع "إخوانهم" على "الغنيمة" فانسلّوا من الحكم ليدّعوا الديمقراطية ..!!!
و لو "خَضع" البشير حينها "لطموحات" الترابي في الحكم ، لما "جاء" المؤتمر الشعبي "للوجود" من الأساس ..!!
و لمّا كان الشعبيّون في "المعارضة"..

لم يُراجعوا "جرائمهم" في حقّ "الوطن" و "الشعب" حينما كانوا "حكّامه" ، و لم "يعتذروا" عنها ، و لم يتراجعوا أبداً.. و لعلّه من "لُطف" الله بالشعب السوداني ، أنْ أراد أن "تتمايز" الصفوف ، فكتب "سوء الخاتمة" السياسيّة و الأخلاقيّة "لكيزان" الشعبي ، فعادوا "ليتقاسموا" الحُكم و "الجُرم" مع "عصابة" الوطني ، في "أحلك" أيام عاشها السودان..!!!
لم يفتح الله عليهم "حينها" بموقفٍ "مشرفٍ" واحدٍ ، حتى "سَقطت" بإرادة "الشعب"..!!!

آن الأوان لكي "يُدرك" الكيزان أنّ "أيديهم" أوْكت و "نَفخت" أفواهَهم ، و أنّ "براِقشَهم" قد جنت على "نفسها"،
و أنّ ما زرعوه من "شوكٍ" و "دماءٍ" و "دموعٍ" طيلة ثلاثة عقود لن يحصدوه "عنباً"...

وأنّهم بما "كسبوا" قد أصبحوا فئةً "منبوذة" "يجتنبها" النّاس و لها "يزدرون"..
و ليس ما حدث في "قرطبة" منّا ببعيد..

فبدلاً عن "استعجال" الولوج إلى ساحات العمل السياسي ، على ما "تبقّى" من "عقلائهم" أنْ يقوموا بإجراء "مراجعات" فكريّة و تنظيميّة "جادّة"..

و أن يقدموا "إعتذاراً" للشعب عمّا "فعلوه" به ، و أن "يبادروا" فيعيدوا أمواله "المنهوبة"..

و "يقدّموا" كل "مجرمٍ" من "منسوبيهم" إلى القضاء "العادل"،

حين ذلك "فقط" يمكن أنْ "يقبل" الشعب بمن ثبتت "براءتُه" من "الولوغ" في دمنا و مالنا منهم ،

"لينافس" في إنتخابات "نزيهة" لم "نحظ" بمثلها في "سنينهم" العجاف ..

ختاماً، أقول لمن يَشُد الخطى "مسرعاً" و ينسج "الحِيَل" ليَجِد "موطِئَ" قدمٍ في سودان الثورة ، ممّن كانوا حتى يوم "السقوط" "يشاركون" الّنظام موائده و "مكائده" و "جرائمه" :

"قيل أنّ عمر بن الخطاب عندما تولي الخلافة فاضل بين النّاس في العطاء ، فأعطى من أسلم بعد الفتح أقلّ ممّن أسلم قبله ،
و قال: "و الله لا أساوي بين من قاتل رسول الله و من قاتل معه".

فو الله لن يساوي "الثوّار" بين من "قاتَلَهم" و "قاتَل" معهم .