لماذا نتعجب من أخلاق الجبهة الثورية..فإنها أخلاقنا !!!

06:09 PM August, 14 2019

سودانيز اون لاين
عمر جبرونا-UK
مكتبتى
رابط مختصر

ذلكم الذي جاء باسم الدين وتسلط على حكم السودان مدة ثلاثون عاما وعاث في الأرض فسادا يهلك الحرث والنسل وينهب الخيرات وينتهك الحرمات.. كان سودانيا، و أولائك الذين صفقوا له وطبلوا له وغنوا وشاركوه الحكم ثلاثون سنة.. كانوا جميعهم سودانيون شحما ولحما !!!

أولائك الذين جعلناهم سادة من آل المهدي وآل الميرغني ، جعلناهم قادة يتقدمون الركب ويتحدثون بأسم الشعب، قدمنا لهم المناصب واعطيناهم أصواتنا في الانتخابات وظللنا نسير في ركابهم وننساق إليهم دون وعي اوعقل ونجعلهم يتقدموننا فقط لأن جد أحدهم كان قد إدعي كذبا أنه المهدي المنتظر ، والآخر يدعي أن نسبه يصل إلى بيت آل النبي صلى الله عليه وسلم وكأنه لايعلم أن أبا جهل وأبا لهب وعبد المنطلب كانوا من آل البيت لكن الله جعل مأواهم النار ، لأن الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه أبان لنا أن قرابته لاينفعهم شئ سوي عملهم الصالح .. !!!
ظللنا هكذا نضع آل المهدي وآل الميرغني فوق رؤسنا على مر العصور ، رغم انهم كانوا باستمرار ومنذ فجر الاستقلال.. لايقدمون اي مشروع تنموي وطني ينفعنا أو يستوعب طاقات الشباب او يدفع بعجلة الاقتصاد ، بل شاركوا نظام الإنقاذ الحكم حتى سقوطه !!!

عبد الحي يوسف ومحمد عثمان صالح ومحمد عبد الكريم والفاتح الشيخ البرعي وما يمكن تسميتهم ب هيئة كبار العلماء وصفوة الفقهاء في بلادنا وجماعات الإخوان المسلمين والسلفيين وبعض المتصوفة التي ظلت باستمرار تحت عباءة السلطة ، وحتى إخواننا من الاقباط والمسيحيين أمثال القس فيليث ساوث و غبريال ررورج ، هذه الجماعات والشخصيات الدينية التي ظللنا نحترمها ، ماخرجت يوما طيلة ثلاثين عاما خلت ، بأي بيان صريح وقوي يندد بجرائم نظام الإنقاذ ، بل جاءت بعد سقوطه بتحرك في الشارع ضد الثورة والثوار بزعم انهم أعداء الشريعة الإسلامية.. ألم يكن هؤلاء سودانيين !!!

أولائك العساكر الذين أعطيناهم القيادة والريادة.. و الذين قاموا بدم بارد بالغدر بأولادنا في إعتصام القيادة وأعملوا فيهم القتل والاغتصاب والسلب والنهب.. ألم يكونوا سودانيين !!!

أولائك الموظفين في دواوين الخدمة المدنية الذين لايهتمون بأداء واجباتهم وظلوا باستمرار يتربحون من عملهم ويأخذون الرشوة دون حياء.. اليسوا سودانيين !!!

هؤلاء التجار الذين ظلوا كل يوم يستغلون معاناة الشعب السوداني ويرفعون الأسعار كل ساعة طيلة السنوات الماضية .. اليسوا سودانيين !!!

أولائك المعلمون الذين ظلوا يكشفون امتحانات الشهادة السودانية مقابل دراهم معدودات.. اليسوا سودانيين !!

أولائك الأطباء وتلك المستشفيات التي ظلت تمارس الطب كمهنة تجارية فقط هدفها جمع المال وتحقيق الثراء السريع.. ألم يكونوا سودانيين !!

القضاء والنيابة ووزارة العدل المغلوبين على أمرهم ، ظلوا باستمرار منحازون للسلطة يوفرون الحماية لذلكم الحاكم الجائر ويسبحون بحمده.. ألم يكونوا سودانيين!!!

غالبية القوي الموقعة على اعلان الحرية والتغيير .. ألم يكونوا يوما شركاء لنظام الإنقاذ وشاركوا معه في كل جرائمه في السنوات الأخيرة خاصة جريمة فصل جنوب السودان !!!

عندما يأتي هؤلاء الذين هم من جنسنا وأخلاقنا ، من أعضاء الجبهة الثورية ويطلبوا حصتهم من المناصب والثروة.. فلماذا نعجب من فعلهم هذا !!!

يا سادتي.. إن شباب الثورة .. الذين افترشوا ارض الاعتصام وتغطوا والتحفوا بالسماء وصاموا رمضان في هجير ساحة الاعتصام ، وصلوا الجمعة هناك وأقاموا الصلاة وقرأوا القرآن فرادى وجماعات وأعدوا الطعام للصائمين وفرشوا البسط لصلاة التهجد والقيام وثبتوا وصمدوا أمام آلة القتل ورصاصات الشرطة وجهاز الأمن وقناصة كتائب الكيزان وشاهدوا رفاقهم عبدالعظيم ومحمد دودو وعباس يسقطون أمامهم قتلي..
وشاهدوا أخواتهم يغتصبهن ذلك العسكري المأفون بأمر وتحت سمع وبصر أولائك الجنرالات كلاب الكيزان..
أولائك الأشاوس أصحاب الرداء الأبيض أطباء وطبيبات الذين ساندوا الثورة والثوار في كل الطرقات والميادين رغم انهم شاهدوا زملائهم دكتور بابكر ودكتور محجوب ورفاقهم تعيث فيهم آلة القتل وتضربهم دون رحمة ببنادق الخرطوش وكأنهم صيد من البط وطيور الأوز ..أولائك الشباب الذين قابلوا الرصاص بصدورهم العارية وهتفوا في وجه كلاب وكتائب الإنقاذ :-
الليلة تسقط بس..
فأسقطهم رصاص الخيانة مضطرجين في دمائهم وفقئت أعينهم وتقطعت أطرافهم..

ورغم ذلك ظلوا كل يوم يخرجون في المظاهرات السلمية لايهابون الموت ولا يتفادون مواجهة كل الخونة عساكر كانوا ام مدنيين .. هؤلاء هم فقط الذين يمتلكون الأخلاق الفاضلة والوطنية الحقة ، وهم وحدهم لهم الحق ان يتعجبوا من أخلاق الجبهة الثورية، أما أنا وجيلي وبعض من سبقنا وبعض من جاء بعدنا فكلنا نشبه ا٥لجبهة الثورية والمهدي والميرغني وعبد الحي في أخلاقهم .
منقول ..
مولانا محمد الفاتح حضرة