مستشفى فيوتشر بمدينة الطائف بالخرطوم حدث ولا حرج أو حدث عن حرج

11:01 AM August, 06 2019

سودانيز اون لاين
سيف الدين عيسى مختار-
مكتبتى
رابط مختصر

مستشفى "فيوتشر" بحي الطائف بالخرطوم

وهكذا مكتوب اسمها (فيوتشر)، ولعل نغمة اللفظة الإنجليزية أعجبتهم فكتبوها بمنطوقها الإنجليزي، أو لعلهم خجلوا من دلالة الكلمة بالعربية (المستقبل)، لأنهم يدركون أن خدماتهم الطبية لا علاقة لها بالمستقبل ولا بالحاضر ولا حتى بالماضي فتركوها كما هي مبهمة على من لا يعرف الإنجليزية، والا فان الأصل كان ينبغي أن يكون بالعربية.
وبغض النظر عن الاسم، فان المسمى مبنى فخيم في حي الطائف بالخرطوم، يقع على ناصية شارع أنيق لا يشينه شيء الا تجمع المياه الراكدة اذا أمطرت السماء، والا تجمهر ذوي المرضي الذين يفترشون المساحة الضيقة أمام مدخل المستشفى وقبالة مقهى يديره أثيوبي تفوح منه رائحة البيض المقلي وبعض الشقق السكنية المأهولة بالطبقات الثرية من الأحباش.
الداخل الى مستشفى فيوتشر ينتابه شعور أول وهلة بأن هذا الصرح الطبي في غاية الانضباط لأنه لا يسمح بالدخول الا لمن له غرض مشروع، لكنك حين تبدأ التعامل الحقيقي مع المستشفى ستدرك تماما أنه يجسد بحق النموذج الصارخ لما ألت اليه الخدمة المدنية في السودان من تردي وانهيار.
المستشفى بأناقة مبناه الرخامي من الخارج وانهياره من الداخل اشبه برجل يرتدي "عراقيا" جديدا وسرواله "مشروط" فاذا جلس بانت سوءته فيقول له المارة اقصف عليك ثوبك وهو لا يبالي.
دخلت احدى قريباتي الى مستشفى فيوتشر المذكور وهي تعاني من آلام مبرحة في قدمها اليمنى مع عدم القدرة على المشي، فنصحها الطبيب باجراء عملية جراحية في "المخروقة" ، وقدّرت إدارة المستشفى تكلفة العملية ب(130) مليونا غير شاملة لتكلفة التنويم وزيارات الطبيب المعالج والفحوصات الطبية على أن تدفع قيمة العملية مقدما، نصفها نقدا والنصف الآخر بشيك مصرفي، قلت لهم اننا يمكن تحويل المبلغ كاملا الى حساب المستشفى، لكنهم رفضوا قبول التحويل واصروا على الدفع نقدا وعن طريق الشيك المصرفي. لم يكن أمامنا سبيل آخر سوى التقيد بمتطلباتهم فسددنا المبلغ كاملا، لكنهم طلبوا منا التبرع بالدم واجراء فحوصات ما قبل العملية فانجزناها كلها، ثم فوجئنا بأنه لا يمكن اجراء العملية لأسباب فنية، سألناهم عن السبب، فقالوا ان هنالك بعض المعدات والمستلزمات الطبية غير متوفرة بالمستشفي وأنهم في انتظار وصولها عبر جمرك المطار مما قد يستغرق وقتا أطول.
كان السؤال المنطقي هو: اذا كانت غرفة العمليات غير جاهزة فلماذا استعجلتم في دفع قيمة العمليات؟ ولماذا أجريتم الفحوصات التي كلفتنا مبالغ إضافية؟ أجابت المسؤولة ببساطة أنه يمكننا استرجاع مبلغ العملية اذا لم ترغبوا في الانتظار لحين توفر تلك المستلزمات الضرورية، وقبل أن تبدا المريضة في استرجاع ما دفعته سألت مشافى أخرى ومنها مستشفى الفضيل فقالوا لها ان من تلك المستلزمات مسامير طبية ترد من ألمانيا وهي ضرورية لمثل هذه العمليات لكنها غير متوفرة في السودان، عند ذلك بدأت المريضة في استخراج جواز سفر لاجراء العملية في جمهورية مصر العربية وهي تردد (بحّر سنة ولا تقبل يوم، ومصر اما عالجتك بتستر حالك)ولله الأمر من قبل ومن بعد..
لا أريد من عرضي هذا التشهير بمستشفى فيوتشر وهو يستحق ذلك عن جدارة واستحقاق، ولكني أردت أن الفت نظر المسؤولين ونحن نستشرف عهدا جديدا وانعطافة مهمة في تاريخ السودان أن لايتركوا مثل هذه الأمور دون تحقيق واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بعدم تكرارها في أي من المستشفيات أو الجهات التي تعنى بصحة المواطنين، ان الإدارة التي تكذب على الناس وتبني كل عملها على هذا الكذب، إدارة لا تعترف بأية رقابة حكومية، فطالما أن الرقابة الذاتية معدومة، والالتزام الأخلاقي لا مكان له لديهم، فان ويلات ذلك ستصب على هذا المواطن المسكين.
ونواصل

up

الاخ سيف الدين
لك التحية و التقدير
اعجبتني لغتك العالية في الوصف و التوصيف
و احزنني حال مريضتكم اسأل الله لها عاجل الشفاء في اي بلد اختارته
هذه المستشفيات البائسة كان المشرفين عليها وزيري الصحة الولائية و الإتحادية
بحر ابو قردة و الذي ليس له علاقة بالصحة و مامون حميدة تاجر الصحة
تباً لهم اجمعين

فعلا هذا التردي منتشر في معظم المستشفيات ..وبعدين حكاية الدفع المقدم هذة سنة سيئة جدا والاسواء منها الدفع الكااااش في بلد صرافاتها خاوية .لابد من قوانين جديدة تحفظ حقوق الجانبين

الأخ محمد الأمين

حكاية الدفع النقدي المقدم تطلبها كل المستشفيات في السودان دون استثناء، والمآسي كثيرة وضحايا هذا الاجراء أكثر. الآن لو طلبت من اي مستشفى رقم الحساب البنكي لديهم سيقولون لك أنهم لا يقبلون التحويل من حساب الى حساب، عليك بالدفع النقدي والشيك المصدق، قلت لهم ألا يودع هذا الشيك المصرفي في حساب المستشفى، قالوا بلى ولكن ادارة المستشفى لا تقبله. هذا على الرغم من ان أحد الحلول التي وضعتها الحكومة لمشكلة النقد تشجيع التحويلات الالكترونية، وضع الصحة في السودان وضع صعب يحتاج الىلا وقة قوية من الجميع لمراجعة كل ما يتعلق بها من أمور .

الأخ خضر الطيب

مهما علت لغتنا في الوصف والتوصيف فانها أعجز من أن تصف الوضع الحالي للخدمات الطبية في السودان، يبدو انه منذ أن انشغل أطباؤنا بالسياسة وتولوا المناصب السيادية من لدن الجزولى دفع الله وحسين أبو صالح والى عهد طبيب الأسنان الذي تولى وزارة الخارجية وادعى بانه يعالج تسوس العلاقات الخارجية فاذا به يخلعها جميعا وهي ملتهبة فينتقل فيروس الفشل الذريع الى كل أجزاء الوطن، يببدو أنه يتوجب الآن على قوى الحرية والتغيير، ومعظنهم من الأطباء، أن يدعوا الى ثورة عارمة ضد الواقع المخزي للصحة في السودان.
أعرف أكثر من مريض تم تشخيص حالاتهم الصحية في السودان وتقرر اجراء بتر لأطرافهم، ثم كان تشخيص الأطباء في جمهورية مصر خلاف ذلك، فتلقوا العلاج في قاهرة المعز ثم عادوا الى السودان سالمي الأطراف يتحسرون على ما بتر منهم من اصابع.

تقريبا معظم مستشفيات العاصمة والأقاليم مثل مستشفى فيوتشر أن لم تكن أسوأ...
والان وبعد تشكيل الحكومة المدنية ينبغي مصادرة جميع القصور المنيفة التي بناها لصوص وحرامية النظام السابق وتحويل ملكيتها للدولة وتحويلها كلها إلى مستشفيات حكومية العلاج فيها مجان لجميع المواطنين السودانيين...وكذلك تحسين مرتبات الأطباء الاخصائيين لتحفيزهم لعدم تلخجرة للخارج ...وبعد ذلك تعديل السلم التعليمي واغلاق هذه الحامعات التحارية ...وكذلك وصع قانون اي مستشفى خاص بطلب مصاريف ااعلاج مقدما بتم اعلاق المستشفى ومحاكمة صاحب المستشفى ...يحب احداث ثورة في مجالي العلاح والتعليم ....الأخصائيين

الاخ سيف الدين
لك التحية والتقدير
مصداقاً لما ذكرت في مداخلتك الثرة
لدي تجربتين مأساويتين , الأولى هي وفاة والدي في مستشفى شرق النيل نتيجة خطأ طبي و أهمال
و الثانية , كانت شقيقتي تعاني من مشاكل صحية لم تترك مستشفى في السودان ولا استشاري
الا و زارتهم و اجرت الكثير من الفحوصات فكل مستشفى تشخيصها مختلف و بلا فائدة
اخيراً ذهبت الى مصر و وجدوا ان الأمر بسيط و اتعالجت وهي الآن بخير
انتهت يا اخوي الخدمات الصحية من تلاتين سنة و انتهى كل شئ خلال تلك الفترة المريرة في تاريخ السودان

Quote: الأخ خضر الطيب مهما علت لغتنا في الوصف والتوصيف فانها أعجز من أن تصف الوضع الحالي للخدمات الطبية في السودان، يبدو انه منذ أن انشغل أطباؤنا بالسياسة وتولوا المناصب السيادية من لدن الجزولى دفع الله وحسين أبو صالح والى عهد طبيب الأسنان الذي تولى وزارة الخارجية وادعى بانه يعالج تسوس العلاقات الخارجية فاذا به يخلعها جميعا وهي ملتهبة فينتقل فيروس الفشل الذريع الى كل أجزاء الوطن، يببدو أنه يتوجب الآن على قوى الحرية والتغيير، ومعظنهم من الأطباء، أن يدعوا الى ثورة عارمة ضد الواقع المخزي للصحة في السودان. أعرف أكثر من مريض تم تشخيص حالاتهم الصحية في السودان وتقرر اجراء بتر لأطرافهم، ثم كان تشخيص الأطباء في جمهورية مصر خلاف ذلك، فتلقوا العلاج في قاهرة المعز ثم عادوا الى السودان سالمي الأطراف يتحسرون على ما بتر منهم من اصابع.

Quote: مستشفى "فيوتشر" بحي الطائف بالخرطوم

تحياتي الأخ سيف الدين وضيوف البوست الأعزاء

نسأل الله أن يمن بالشفاء العاجل على قريبتك

رغم قناعتي بإمكانية حدوث ما أورده الأخ سيف الدين بل وأسواء منه

لكن لدي مبدأ في حياتي أن لا أحكم أو أبدي راي في أي تنازع بين طرفين بسماع طرف واحد

لن نستطيع الحكم على الأشياء دون سماع دفوعات الطرف الأخر المفقود الأن

سيف الدين مختار صباحك ابيض
ده حال كافه مرافق الدولة الصحية تردى فظيع في تقديم الخدمات الصحية للمرضى

كما ذكرت في مداخلتي الأولى لا أقصد التشهير بالمستشفى، وودوت لو ان ادارة المستشفى اطلعت على هذا البوست لنرى وجهة نظرهم أو مبررهم فيما فعلوه والاجابة عن السؤال المهم (لماذا طلبت ادارة المستشفى دفع أجرة العملية واجراء الفحوصات اللازمة للعملية وهي تعلم أن المستلزمات الطبية الضرورية للعملية غير متوفرة لديها ولن تتوفر في القريب العاجل؟ " لو أن طارئا حدث بعد دفع الرسوم لعذرنا المستشفى، لكن أن تمارس ادارة المستشفى خداع المرضى فهذا ما نريد محاربت بكل ما أوتينا.
أعلم أن كافة دور العلاج لدينا على نفس المنوال ، لكنني آمل أن نساهم جميعا في تصحيح هذا الوضع ، وعلى الحكومة القادمة الدور الأكبر في ايقاف هذا التردي الكبير، ورغم كل المرارات التي عانيها من مستشفى فيوتشر، الا اننا نحمد لأدراتها أنها أعادت المبالغ المدفوعة مقدما ، بعض المشافي لا يعنيها كثيرا أعادة الحق لأصحابه.