إلى شعبي الكريم الأبي مع خالص تحياتي

( إلى شعبي الأبي :

توحدتم الآن وملكتم زمام أمركم !!! .. مافي تاني رجوع للوراء !! .. مافي تقهقر ولا تدحرج للخلف !!.. لأنو الشعب ده استمد قوتو من كفاح طويل ومرير ، ومن تأريخ معاناتو الشديدة وصراعو الطويل مع الظلم والطغيان والإستبداد والفساد وأرباب التخلف !!مافي خوف تاني أبداً على هذا الشعب من أي شيء !! لا مؤتمر وطني ولا كيزان ، ولا حتى جن أوشيطان !! ولا يحزنون !! ، مافي خوف لا من خونة ولا من عملاء ، ولا من أي طقمة فاسدة مضادة !! .. قول لي كيف ؟!! أقول لك الإجابة :
هذه الثورة العاتية ، دخلت الآن كل بيت ، وكل حي ، وكل شارع !! .. الثورة دي الآن في الميادين .. في الساحات .. وفي الأزقة !! ،، الثورة الآن بالمدارس ، وفي الجامعات !! الثورة في الورش ، في المصانع ، في الحواشات !! الثورة في الدكاكين ، في المخابز ، وفي الأسواق !! ،، وفي كل الأماكن !! الثورة معلقة في كبد السماء !! و فوق فوق هامات السحاب الشامخات !! ،، وفي كل المزارع والبساتين .. في كل الحدائق والسهول ،، والميادين والحقول !! ،، مكتوبة فوق صفق الشجر ! منقوشة في أسطح المنازل والجدران والبيوت والقطاطي ! منحوتة في الصخور وفوق قمم الجبال !! .. منثورة بالفيافي والغفار والأدغال !!! ... الثورة اتوسدت الآن قلوب النساء والرجال ، واستحوذت على قلوب الأولاد والبنات النجباء الأذكياء ، واكتسحت حدائق الأطفال !! ..الآن فقط سيرتفع السقف إلى درجة ستُذهِل العالم والناس !! الغاية المرجوة الآن ليست مدنية وبس !! وليست حرية سلام وعدالة وبس !!! السقف الآن هو المدينة الفاضلة ودولة الإنسان الراقية المجيدة المرتقبة !! دولة بلوغ الرشد والسلام والمحبة المجردة من الأنا ، لأي كائن حي ، ولأي إنسان من حيث هو كإنسان !!! .. أشواقنا الآن تلك المدائن الآمِنة المسالمة الباهرة التي سوف تبهر العالم والعالمين !! ..هذه القوة الثورية السودانية الشامخة الهائلة ،، إنما هي التحام إنساني معرفي فولاذي غير قابل للكسر ، ولا للإختراق ، ولا للهزيمة ، ولا للإلتفاف !!! ،، ولسوف يرون الآن قوة هذا الشعب العجيبة الكامنة في صلابته وتماسكه وانسجامه والتحامه وتوحده الفريد الغريب !! ،، سيرون الآن كيف سيكتب هذا الشعب الأبي مصيره بأياديه الناصعة النظيفة ،، وكيف سيقرر أمره ويرسم طريقه القويم !!! سيرون الآن في مقبل الأيام ، كيف أنه سيأمر وسينهي ليطاع !! وكيف أنه سيقود نفسه بنفسه ، لهزيمة المُكر والماكرين ، ودحرالخيانة والخائنين ، واجتثاث الخديعة والمخادعين ،، والتصدي للقتلة الفجرة الفاسدين !! ، وكيف أنه سيقتلع معاقل الشر ،، ويمحو مكامن الأشرار اللئام من وجه الأرض !! ..سيرون الآن كيف سيعلِم هذا الشعب النجيب ، أعداءه وجيرانه ،، وكيف سيرتقي بقيم التسامح والعفو والمحبة والسلام والجمال ،، وكيف أنه سيتجاوز بروحه العالية السامقة النبيلة ، لسيستقبل أصدقاءه وأحبابه ومُحبيه من كل العالم !! ... سوف يرون الآن كيف أنه قادر على اجتياز المِحنة !! وكيف أنه سيرقى إلى قمة سلم المجد المرتقب !! .محطة أخيرة لشباب الثورة الأعزاء :فلنرسم الآن طريق ثورة الوعي والتغيير : لا للإستفزازات ،، لا للشتائم ،، لا للإهانات ،، حتى ولو على الخصوم والشركاء !! فلنحترم شركاء المرحلة ،، فلنتفهم ،، ونجد لهم العذر ،، ونحسن النوايا ،، فالطريق صعب وشائك ،، ودرب الحرية طويل !! فلنأخذهم معنا في الطريق العصيب !! ونحاول أن نتفهمهم ،،ولنساعدهم ،، ونسعى لانتشالهم لأخذهم معنا في الطريق القويم !! ،، ولنحترمهم كشركاء للمرحلة ،، ونحترم كل الفرقاء والأصدقاء !! لا للسخرية ،، لا للتعالي والكبرياء ،، لا للعصبية ،، لا للتعنت للرأي ،، لا للإنكفاء على الذات !! للا للأحقاد ،، لا للكراهية ،، لا للعنجهية .... نعم للصبر ، نعم للمحبة ،، نعم للمودة ،، نعم للإنفتاح على الآخر ،، نعم لتقبل الآخر ،، نعم للصبر على الآخر وتحمل الأذى في صمت ، وفي سعة ورحابة صدر ، وعفو عند المقدرة ، واستعداد لتقديم الأفضل وإيصال المحبة والمودة والخير للآخرين !! ،، نعم للتفاؤل ،، نعم لحسن الظن ،، نعم للتواضع ،، نعم للتطلع إلى الأفق الرحيب .. نعم للتسامي والترفع عن الصغائر !!! فلنقاوم أنفسنا !! فلنكبر بمحبة الآخرين ،، وبتقديرنا لأحوال الناس ، لظرفهم ،، لمكاناتهم ،، لقاماتهم ،، لعلاقاتهم الأذلية ،، لأعمارهم !!... فلنكن كأننا هم !! ولنكن لهم ،، ولا نك عليهم !!! .

وفق الله هذا الشعب الكريم الأبي إلى ما فيه خير الإنسانية جمعاء .

خالص تحياتي وأشواقي


مامون أحمد إبراهيم

لمزيد من الإطلاع

خالص تحياتي