شذرات من وهوامش على سيرة ذاتية (جوهرة المكتبة السودانية)

09:02 AM July, 22 2019

سودانيز اون لاين
Khalid Abbas-Sudan
مكتبتى
رابط مختصر

المؤلف الجديد للدكتور منصور خالد من أربعة أجزاء شرحها الدكتور كالاتي((الكتاب الذي بين يديك وقدمناه بهذا الإستهلال يتضمن أربعة أجزاء : الجزء الأول منها سيرة المؤلف من النشأة الأولى والمراحل التعليمية
التي عبرها ،ثم المناشط الثقافية التي استهوته والمهام المهنية التي أنيطت به . في حين يتناول الجزء الثاني تطور السودان السياسي منذ عهد مؤتمر الخريجين وحتى خواتيم الستينات من القرن الماضي . أما الجزء الثالث فيتناول أكثر
المراحل مأسوية في تاريخ السودان السياسي إذ إنتهت الى تمزق السودان إلى بلدين هذا الجزء من الكتاب ختم بفذلكة للكتاب ، والفذلكة عند الكتاب القدامى هي إجمال لما فصل في الكتاب . الجزء الثالث تناول أيضا استشراء التطرف
السياسي يسارا ثم يمينا حتى مزق أهل البلاد . أما الجزء الرابع الذي إخترنا عنوانا له الدبلوماسية السودانية في نصف قرن فقد ذهبنا فيه إلى تحليل وتقويم للدبلوماسية التي عمل الكاتب في رحابها ردحا من الزمان إلا إنه في مجمله يمثل
تقويما للدبلوماسية السودانية منذ نشأتها )).

الكتاب صادر عن دار رؤية للنشر والتوزيع 2018 سوف أحصر المقتطفات من مقدمة الكتاب ( حتى لا ننتهك حق المؤلف) والتي جاءت في 42 صفحة رائعة كعادة الدكتور من الناحية اللغوية والعلمية .

أما السبب الثاني فهو إهتمامي بجيل بازغ من البنين والبنات ، وبزوغ الصبي هو صيرورته جريئا على الكلام . إفتطنت الى جرأة هؤلاء على الكلام عند لقائي بهم في الأسفار لقاء يبعث الإعجاب.
مصدر الإعجاب هو أولا رغبتهم الجادة في التعرف على الأسباب التي قادت خلال نصف قرن بعد الإستقلال الى تدهور البناء الوطني،وثانيا رفضهم للأحكام المسبقة على الشخوص والجماعات في مجتمع
أضحى فيه بعض الناس أقرب الى الوحوش التي تقتات بلحم البشر قبل لحم الخراف . وثالثا اندهاشهم من تمنع قادتهم أنفة عن الإعتراف بأخطائهم علما بأن كل أخطاء البشر ناجمة عن العجز عن مواجهة النفس
بالحقائق ،فالنقد الذاتي حوار مع النفس والذي يحاور نفسه وهو ينظر للحقيقة في وجهها حري به أن يصمت.

الى جانب المعلقين المتسافهين والخبراء الواهمين برزت في السودان جمهرة أطلقت على نفسها (علماء السودان) وظلت الصحافة تولي الفتاوى التي تصدر عن تلك الفئة مكانا مرموقا على صفحاتها
تعبير علماء المسلمين هذا لم يرد له ذكر في عهود مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد والأوزاعي ،وإن كان لكل واحد من هؤلاء الائمة الثقاة رأي في القضايا التي ينشد فيها الناس الفتوى واتفقت أو إختلفت
معهم كانوا بقولون (علمنا هذا رأي) كما كانوا يختمون كل رأي أفضوا به بكلمتين ((والله أعلم)) فقهاء اليوم أخنعتهم المصلحة للتقرفص عند باب السلطان يقولون ما يريد منهم قوله ويمتنعون عن قول ما لا يسره
بازدراء بغيض لقول نبينا الكريم (ما نول امرئ مسلم أن يقول غير الصواب)) يخيل إلي أننا نعيش في وادي عبقر ، ووداي عبقر عند العرب هو موطن الجن الحاذقين الذين نسب إليهم القدامى كل ما تعجبوا من جودة
صناعته . غير أن ما يسجله هؤلاء العبقريون ويجلونه على الناس يبين أن كثير منهم ثرثارون ، وأغلبهم متفيقهون تلك فئة من البشر استبشعها رسول الله (ص) الذي وهبه الله قدرة فائقة على إحتمال الأذى إذ قال( أبغضكم
إلي وأبعدكم مني مجلسا يوم القيامة الثرثارون والمتشدقون المتفيقهون).

مصدر الازمة السياسية السودانية فيما نرى ليس هو أن اّباء الاستقلال والجيل الذي أعقبهم كانوا قوم سوء ،بل هو فقدانهم للرؤية الصائبة للأزمة السودانية .
فمنذ عهد مؤتمر الخريجين وحتى الوقت الراهن ظلت القوى السياسية منهمكة فيما سمته تحرير البلاد لا تعميرها .

بيد أنا نعرف جيدا أن الله لا يصلح أمر قوم إلا إن أصلحوا ما بأنفسهم حتى لا ينتقلوا من فشل إلى فشل أشد .ولئن صح ذلك الافتراض أولا ينبغي أن يكون في تكرار الخيبات
على مدى نصف قرن من الزمان بصائر للناس ؟ ثم أو لا ترى قيادات السودان من القدامى والمحدثين ، وعلى اليمين واليسار أن في الظن بأن كل شئ على ما يرام بعد نصف من
الخيبة استهانة كبرى بالأجيال الجديدة ؟ أوليس في دعاوي من كان سببا في الفشل المدمن في الماضي بأنه يمتلك المفاتيح لحل كوارث الحاضر تهافت في المنطق ؟ ثم أوليس في توهم هؤلاء الأفاضل
بأنهم قادرون على إعادة إنتاج أنفسهم استحقارا لعقول الأجيال البازغة ، خاصة عندما تؤكد التجارب أن محاولة القدامى إعادة إنتاج أنفسهم كانت دوما بأسوأ ما فيها .

لك الشكر أخي خالد عباس على تقديم هذا العمل الرائع الذي
يستحق الإقتناء والقراءة وأحسب أنه تاريخ لأدق الفترات التي
مر بها السودان ليس بقلم مؤرخ وإنما بقلم شارك في صنع هذا
التاريخ ويملك قدرات فائقة على تحليل الأحداث فهو بحق مرجع
فيه الفخار للمكتبة السودانية .... لك شكري مرة أخرى ....

Quote: التاريخ ويملك قدرات فائقة على تحليل الأحداث فهو بحق مرجع

سلام الاخ بابكر
للامانة الجزء الرابع (الدبلوماسية السودانية في نصف قرن) مادة علمية وبحثية ممتازة تستحق أن تدرس في الجامعات لكمية المعلومات والوثائق التاريخية

الديمقراطية هي فن التسوية والتراضي ،ولهذا توفر الديمقراطية دوما مساحة للتلاقي والوفاق بين المتخاصمين ، ولكن هذا الإفتراض مرفوض بطبيعته من جانب السياسيين العقديين (الشيوعيون والقوميون العرب والاخوان المسلمون)
لأنهم يحسبون المواطنين اغبياء أو على الأقل قاصرين في حاجة الى رعاية . بيد أن السياسة الحكيمة هي تلك التي تتعامل مع المواطنين كما هم في الحياة وكما يريدون أن يكونوا لا كما يريد لهم مكيفو الرأي أن يكونوا في الحياة الدنيا عند فريق
منهم ،وفي الدنيا والاّخرة عند الفريق الاخر ، لهذا أصبح الخلاف مع الجماعة الاولى خيانة للوطن مع سبق الإصرار ،ومع الثانية كفرا لا كفارة له .
الديمقراطية أيضا منهج متكامل للحكم لا يقبل فكرة التوطين أي إعادة صياغة القيم الإنسانية لتلائم كل وطن أو مجموعة وفق خصائصها ، فحقوق إنسان الصين في ظل الديمقراطية ينبغي ألا تختلف عن حقوق إنسان أفريقيا أو الهند .

اثرت أن أنعت هذا الكتاب في اجزائه الأربعة بالشذرات ، مع عنوان فرعي (شذرات من ،وهوامش على ، سيرة ذاتية ). الشذرة هي القطعة من الذهب تستقطع من معدنه وتستخدم
إما للفصل بين حبات العقد أو لتزيينه . وليس لي من سبق في إختيار ذلك العنوان ،إذ سبق اليه شهاب الدين ابن العماد في تاريخه (شذرات الذهب في أخبار من ذهب) .

انبرى كثيرون في محاجتهم لنا إلى شخصنة الأمور ، وشخصنة الأمور في أي حوار عقلاني تنبئ عن فجور عن الحق . فعندما يطرح المرء فكرة حول أي موضوع ، ينبغي أن يكون محور
الجدل هو الفكرة والموضوع لا أصل الكاتب ، أو ما يتطرس به من رداء ، أو ما يسكن فيه من منزل ، أو من هم أصدقاؤه الأقربون .
ولئن جاز لكاتب سيرة أن يسبر غور من يسعى للتعرف به فليس هذا هو الحال في نقد أو تحليل بحث أو مقال أو كتاب . فالنقد العلمي أولا واخيرا هو استقصاء لصحة الافتراضات التي ارتكز عليها الكاتب
ونجاعة منهجه البحثي في التدليل على صحة تفاصيل بحثه ومتانة المراجع التي إعتمد عليها لتوكيد أحكامه . حقا كم تمنيت لو كان لي كبير وقت وكنت فقيه خلوة ، فلو حدث ذلك لاستحرت أولئك المتطفلين على النقد
أي جعلت منهم حواريين لأفتح عليهم كما يفعل شيخ الخلوة مع الحوار غير الفطن ، الفتح عند الفقهاء هو تلقين الحوار الغبي العلم حتى يحفظه ، ولهذا يقولون ((فتح الشيخ على الحوار)) . أما الذين ما طفقوا يرموننا بالمراجم
فشكري لهم وافر ، إذ علموني كيف أتقن الأحتقار لمن هم أهل لتلك المحاقر .

ما المشاكل التي تعسر حلها ؟ هي باختصار ،إدارة التنوع ، الهوية الوطنية ، توطيد الديمقراطية ، القضاء على التهميش السياسي والإقتصادي ، حسم موضوع علاقة الدين بالسياسة .
تلك مشاكل عانت منها بعض دول وأوجدت لها حلولا ، ولهذا عندما يزعم صناع ماسي الأمس أنهم قادرون على معالجتها اليوم ، وعازمون على إعادة صناعة أنفسهم ، نقول لهم إن إعادة
صناعة النفس ، كم ذكرنا قبل هنيهة بأسوأ ماعرفت به لن تجدي فتيلا . فالذي يستوجب التغيير هو الرؤية والمنهج وأدوات العمل . التهوين من تلك المتطلبات ،رغم الفتن الدهيماء التي قادت
إليها سياسات الماضي ، لا يعبر إلا عن واحد من شيئين : إما فقدان كامل للحس الوطني ، أو يقين بليد من جانب تلك القيادات بأنهم خير من وطئ الثرى بعد نزول ادم على الأرض ، وما على
أهل السودان غير الرضا بهم وبما يصنعون .

في الختام نسال الله الشفاء والعافية للدكتور منصور خالد ونشكره على هذا المجهود المقدر ويظل الدكتور إختلفنا أو إتفقنا معه مناره للعلم ومصدر فخر ومرجعية علمية
وسياسية في تاريخ السودان الحديث

خالد عباس
جهد مقدر والله
والدكتور منصور خالد ايقونة سودانية حقيقية لو انبته له الشباب كما انتبهنا له نحن جيل الثمانيات في هذه المرحلة وقراو كتبه القيمة التي تعتبر مستوى رفيع من الادب السياسي لتحققت ثورة حقيقية اعادت السودان الي 1يناير 1956 كما هو في مخيلة دمنصور خالد
وكل ما يذكر الدكتور منصور خالد اتذكر قول بن المقري
سبحان من قسم الحظوظ فلا عتاب ولا ملامة
اعمي واعشي وذو بصر و زرقاء اليمامة

ود منصور خالد من احفاد زرقاء اليمامة

Quote: ود منصور خالد من احفاد زرقاء اليمامة

شكرا استاذ / عادل على الإضافة القيمة
مكانة الدكتور والخبرة العالمية والعلمية كافية جدا لرؤية المستقبل السياسي والإقتصاد وفق المعطيات وأسلوب التفكير السياسي للساسة السودانيين
تم تشويه صورة الدكتور بدافع الحسد تارة وإغتيال الشخصية لمن يعارضك في الأفكار تارة أخرى ولكن حكم الله سابق كيدهم (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ)
من يطلع على الجزء الرابع من هذا الكتاب سيعرف قيمة الدكتور وماهي الخدمات التي إستطاع توفيرها للسودان ولشعب السودان بمجهوداته الدبلوماسية منها الكباري والطرق ومراكز الشباب في جميع
ولايات السودان ورئاسة جلسات مجلس الامن وتمثيل الكتلة العربية في الامم المتحدة وتقديم الطلبات إنابة عن الدول الافريقية للإعتراف بإستقلالها . اكتر شخصية سودانية ينطبق عليها المثل الشعبي ( الما بعرفك بجهلك )
لا كرامة لنبي في وطنه

الحبيب خالد .. يا سلام يا جميل ..
شكراً كثير كثير ..
هذا الانسان القامة متعه الله بالصحة والعافية
نعم يا خالد هو في مرحلة عمرية يؤرخ فيها بصدق وحيادية
هذا المحب للوطن .. حتى آخر لحظة في حياته يحمل هم الوطن

أين نجد هذا الكتاب ..

عاجزين عن الشكر يا خالد .. بوست مفيد جداً
نحن في إنتظار أي اضافات كتابات هذا الشامخ
لدي شغف بلا حدود لكل حرف يكتبه منصور خالد أتفقنا أو اختلفنا


تحياتي الحبيب خالد ..

Quote: الحبيب خالد .. يا سلام يا جميل ..

الشكر للدكتور منصور وليك الاخ علي
نحن ناقلين فقط انا أشتريت المجموعة اون لاين وصلتني بالبريد بحثت عن الكتاب في السودان ماكان نزل لو عندك زول في القاهرة متوفر في دار النشر رؤية
تقبل ودي

عندك زول في القاهرة متوفر في دار النشر رؤية

==============

شكراً كثير الحبيب خالد
يا سلام عليك
كده المشكلة إتحلت .. من القاهرة

تحياتي .. ودوام الصحة للاستاذ منصور

كلمتنا لهؤلاء هي ما يغيظ كل فضولي يقحم نفسه في أمور غيره ، ونلخصها في أن هذا الكاتب كان يسرح في غيدان شبابه في باريس في حديقة لوكسمبورج بأشجارها
الغين التي ترتادها حسناوات أمثال الدمى من السود والبيض دون أن يجمح صاحبكم نحوهن خالعا عذاره ، وكان يمرح على ضفاف الرون في جنيف وحفافي التايمز
في لندن في صحبة غيد جلعاوات في نعومتهن يكشفن عن قناع الحياء ورغم ذلك ((ما ضل صاحبكم وما غوى)).

تيار المستقلين
في جانب النشاط السياسي العملي تبادلت الرأى مع ثلة من الصحاب حول توحيد
الطلاب الذين لا ينتمون للتيارين ،خاصة أولئك منهم الذين لا يرضون بالإستخفاف بهم (to be taken granted) عند القرار باسم الطلاب في القضايا العامة أو تلك المتعلقة بالجامعة .
ضمت تلك الجماعة الإداري عبدالرحمن عبدالله ، وعبدالعزيز شدو ، وعبدالعزيز الزين صغيرون ، والرشيد عثمان خالد ، وعثمان أبوكشوة ، وعثمان محمد الحسن ،ومحمد خير عثمان ،
الى جانب اخرين لم يشاؤوا أن يبدو صفحتهم للقادحين في سيرة إخوانهم تارة باتهامهم بالتخاذل وتارة أخرى بعدم الوطنية . عبر تلك المغامرة المحسوبة أفلحت تلك الجماعة
في إنتخاب واحد من الطلاب المستقلين (عبدالرحمن عبدالله) لعضوية لجنة الإتحاد الطلابية ،
وكانت تلك هي المرة الاولى التي وقع فيها ذلك . بسبب ذلك التوفيق احتدم الغضب عند الفرقاء المناوئين للمستقلين .
وبوجه خاص بين الشيوعيين الذين أخذوا يطلقون الشائعات حول أصل وفصل حركة المستقلين ...........................................................الخ .
وذلك هو أصل حركة المستقلين التي تضاربت الأقوال حول أصلها ، خاصة بين الأجيال اللاحقة

ننتقل الي مقتطفات من الجزء الثاني (جيل البطولات وجيل التضحيات
اين وكيف تنكبوا الطريق).

منى جيل الاباء المؤسسين وجيلنا الذي اعقبهم بمنقصتين الاولى هي العجز عن ابتداع رؤية صائبة للمشكل السوداني ثم توليد حلول عملية لما تعاني منه البلاد وفق تلك الرؤية .
والثاني هو فقدان التسامح بين أبناء ذلك الجيل حتى داخل الحزب الواحد ، مما اعجزهم عن التوافق على مشروع وطني .
فقدان الرؤية التي تهدي السبيل وعدم التوافق بين الأطراف المتشاجرة على اى مشروع وطني يوحد أهل السودان ، كانا على رأس الأسباب التي أدت إلى انهيار السودان انهيارا كاد أن يبلغ به مرحلة التداعى الحر (free fall) .
وبهذا القول لا يهدف الكاتب الى محاكمة التاريخ ، أو ينظر للماضي بغضب ، بل ينشد الإنابة عن كيف أطفأ هذان الجيلان على السودان مصابيح كانوا قادرين على إسراجها لولا الصراع الحزبي الانتقامي ، والتعصب المذهبي الذي ينكر الواقع ، وخداع النفس بلا غاية ، فخادع النفس لا رأي له.

وليس أسوأ من الجهل بالرجال إلا فهاهة التعبير ولئن تركنا الصغار فما بالك بكبار لا يستغفرون الله أن يكونوا من الجاهلين .
من أولئك قاض أراد لي الحظ العاثر أن أقف أمامه شاكيا . ودون أي علاقة لعبد الله خليل بموضوع الشكوى سألني محامي المشكو منه عن علاقتي بعبد الله خليل فنبهه محامي (نبيل أديب) أن ليس للسؤال علاقة بموضوع التقاضي .
استجاب القاضي لاعتراض المحامي ، ولكنه أضاف متسائلا: (عبد الله خليل ده مش الكان رئيس جمهورية ) في تلك اللحظة قلت لنبيل (لننس الموضوع) أي موضوع القضية .
فكيف لي أن أطمئن لقاض ينبغي أن يكون درس تاريخ بلاده في مرحلة الدراسة الثانوية ، ومع ذلك لا يلم بحكامها وسياسييها ، ودرس القانون الدستوري في المرحلة الجامعية ولم يتعلم شيئا عن دستور بلاده .
فالدولة السودانية لم تعرف منذ إنشائها إلا رئيسين للجمهورية أولهما يسمى جعفر محمد نميري والثاني يدعى عمر حسن أحمد البشير .

مقتطفات من مقدمة الجزء الثالث (كيف قاد صراع الأخوة الاعداء الى تمزق الوطن)

واخيرا الى جيل المستقبل من فتيات السودان وفتيانه الذين يمثلون أكثر من نصف الحاضر وكل المستقبل.
تلك فئة لم تورثها سياسات تدمير الذات التي برعت أجيالنا في صنعها غير الفشل وسوء الذكر حتى أصبح كل فرد
من أبناء وبنات ذلك الجيل الواعد مثل سعيد مهران في قصة نجيب محفوظ (اللص والكلاب) يبحث عن شئ واحد
وهو (الحقيقة الغائبة) .
أمل هذا الكاتب أن يكون قد أماط اللثام عن بعض الحقائق الغائبة حتى لا ينقطع بهم الطريق

تلك هي المرحلة التي أحاط فيها نميري نفسه بمجموعة من نوع اخر من المشعبذين (المشعبذين القانونيين) .
تلك جماعة نسبت نفسها الى العلم وليس لبعضهم منه شروى نقير. أولئك كانوا ذكرين ونصف ذكر الذكران هما عوض الجيد والنيل أبوقرون ،
أما نصف الذكر فهي سيدة قانونية (بدرية سليمان) أثبتت لي التجارب فيما بعد أنها أكثر تمكنا من مهنتها من رفيقيها .
تكشف لي أيضا من بعد تجارب أنها سيدة ذات قدرات فائقة على تطويع القانون لرغائب الحكام .
العته الذي إنتاب الرجلين ذهب بهما إلى الإيحاء للرئيس بأن يحيي عند دخول مكتبه المقاعد الخالية ويسلم عليها تسليما لأن الملائكة في زعم المشعوذ القانوني تجلس عليها .
ولا ادري من أين أتى أولئك المخطرفون بهذه الفرية بتلك الجرأة أخذت تلك الجماعة تعبط بالرئيس بعد أن أصبح اسمه (ولي الأمر).

مقتطفات من الجزء الرابع (الدبلوماسية السودانية في نصف قرن) ويمكن أن نقول ان هذا الجزء هو الأهم نسبة للمادة العلمية والعملية وتخصص الكاتب
كما أن الاجزاء الثلاث الاولى وسبق وان تحدث عنها الكاتب في مؤلفات سابقة . وانصح المهتمين بالقانون الدولي والعاملين بالخارجية الإطلاع على هذا الجزء

عندما قررت صوغ هذا الجزء من الشذرات في كتيب منفرد كان لي في الأمر فكر دفعني الي تخصيص جزء مستقل من الكتاب عن تجاربي في العمل
الدبلوماسي . ورغم أن الأجزاء الثلاثة السابقة من الكتاب تضمنت تحليلا أكثر لتجاربي العملية في الحقل الدبلوماسي ،كان ذلك مجال عملي بوزارة
الخارجية السودانية أو في المنظمات الدولية ، أيقنت أنني لم أوف الدبلوماسية حقها لسببين : السبب الاول هو أن التداخل بين قضايا السياسة الداخلية
التي قد اقتضت تفصيلا دقيقا عن تلك القضايا وقضايا السياسة الخارجية ذات الطبيعة المختلفة قد حال دون تركيزي بالقدر المناسب على موضوع الدبلوماسية
أما السبب الثاني فهو أن أي تقويم للسياسة الخارجية السودانية يصبح مبتورا إن لم يتم تناوله في أفق زمني واسع يتيح للكاتب أن يبين كيف كانت الدبلوماسية
عند الإستقلال ، وما الت إليه في العهود التالية ، مع إبانة الرؤى التي استهدت بها الدبلوماسية في تلك العهود .
كما أن السياسات الخارجية و الدبلوماسية رغم تداخلهما - أمران مختلفان جدا فقد تكون لقطر معين دبلوماسية ذات قدارة وكفاءة في حين تكون سياسته الخارجية
مرتبكة . تلك هي الحالة التي يصحب فيها صنع السياسة الخارجية تشوش في الرؤى وتشاكس حول الأهداف . تلك أيضا هي الحالة التي يصبح معها الدور الدائم
للدبلوماسي هو محاصرة الأزمات ، أي يتحول الدبلوماسي إلي ضابط مطافئ ، وليس هذا هو الواجب الأول للدبلوماسي ، ولا ينبغي أن يكون .
من جانب اخر قد تكون لبلد اخر سياسة خارجية لا خلاف على مراميها العليا بين كل الأطراف المعنية ، ولكن إجهاضها يجئ من الضعف البنيوي لجهازها الدبلوماسي.

مفهوم حماية المصالح القومية العليا كثيرا ما يتحول إلى ذريعة للهيمنة أو التوسع عند الدول الكبرى إلا إنه وبالقدر نفسه قد يصبح
أيضا تكأة عند الدول الصغرى لإلهاء الداخل عن ، أو وسيلة للهروب إلى الأمام من ، المشاكل الداخلية بافتعال معارك مع الخارج
بدعوى تعرض الوطن للاستهداف . هذا يحدث دوما عندما تتولى الحكم في تلك البلاد أنظمة عاجزة عن معالجة أدواء الوطن الداخلية
فتبحث عن مخرج لفشلها في المغامرات الخارجية . وفي الحالتين تلجأ السلطة الحاكمة إلى افتعال نظريات أو مبادئ للسياسة الخارجية
تسوقها كتعبير عن رؤى الأمة بالرغم من أن تلك الدعاوى لا تتوافق مع مصالح الشعب الحقيقية ، وفي بعض الأحيان تتعارض مع
الأعراف الدولية .

أتمنى أن أكون قد قدمت لمحات عن الكتاب للأحبة في المنبر ونسال الله عاجل الشفاء للدكتور العالم منصور خالد وان يسامحنا الدكتور فيما نشرنا من مقدمات الاجزاء الاربعة
وكان دافعنا الوحيد حبنا وتقديرنا للدكتور .
ونكتفي بهذا القدر